كيف حطم دونالد ترامب أسطورة استطلاعات الرأي؟

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

كشف فوز دونالد ترامب المفاجئ على الديموقراطية هيلاري كلينتون التي بدت الأوفر حظا لتولي الرئاسة الأمريكية، عن خاسر كبير آخر اليوم الأربعاء هو استطلاعات الرأي. فمن بين هيئات الاستطلاع العشرين الأهم في الولايات المتحدة بما فيها شبكات التلفزيون النافذة والصحف ووكالات الأنباء التي أجرت أكثر من 80 تحقيقا منذ منتصف سبتمبر، وحدها صحيفة لوس أنجليس تايمز بالاشتراك مع معهد "يو اس سي تراكينغ" منحت التقدم لترامب باستمرار. صباح يوم الاستحقاق في 8 نوفمبر أعطى متوسط استطلاعات موقع "ريل كلير بوليتيكس" المرجعي في الولايات المتحدة، تقدما بـ 3,3 نقاط لكلينتون على المستوى الوطني. لكن بعد ساعات أصابت النتائج هيئات الاستطلاع بالذهول. ولم يملك خبير التوقعات الانتخابية الذي يحظى باحترام نيت سيلفر إلا كلمة واحدة لوصف أداء استطلاعات الرأي واعتبره "فظيعا". فقد توقع موقع سيلفر "فايف ثيرتي ايت دوت كوم" فوز كلينتون في ولايات متأرجحة رئيسية هي فلوريدا وكارولاينا الشمالية وبنسيلفانيا وويسكونسن. لكن ترامب غنم بها كلها وبالانتخابات. كما منح قسم الاستطلاعات في صحيفة نيويورك تايمز "ذي ابشوت" الذي يحظى باحترام المرشحة الديموقراطية فرصة فوز بلغت 85% قبل أن ينقلب بشكل مذهل في المساء. وفي مقابلة لوكالة فرانس برس مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة فرجينيا لاري ساباتو ومدير كلية مركز السياسات فيها وصاحب موقع "ساباتوز كريستال بال" (كرة ساباتو البلورية) الذي توقع كغيره فوز كلينتون، قال "كرة البلور هذه فيها شرخ كبير". أجاب ساباتو "من الجلي أن امرا ما حدث هنا" مشيرا الى اساءة التفسير الجوهرية وسط مئات استطلاعات الراي الرئاسية التي جرت هذا العام. وأوضح أن الكثير من هيئات الاستطلاعات تقيم عينات المشاركين بحسب الكتلة الناخبة وتركيبتها في استحقاقات انتخابية سابقة. هذا ما أدى إلى فشلها في رايه لان الاستطلاعات قللت من تقدير عدد انصار ترامب الهادئين الذين يتجنبون الاستطلاعات. وتابع: ان "مشاركة البيض في الريف الأمريكي فاقت اقصى التوقعات"، فيما تراجعت مشاركة السود والشباب. لكن رغم توقع المستطلعين تراجع تصويت السود والشباب مقارنة بالعام 2012 مع ترشح الرئيس باراك أوباما لولاية ثانية "عجزت مراصد الناخبين المحتملين لديهم على الارجح عن التقاط اشارات المشاركة الكبرى الوشيكة في مناطق البيض الريفية". كما أساءت استطلاعات حملة كلينتون نفسها تقدير أصوات العمال البيض، بحسب ما قال محلل انتخابي لفرانس برس رافضا كشف اسمه. وقال المحلل "أخطأوا بالكامل، وانفقوا ثروة". - هل أسيء تقدير الغضب تجاه كلينتون؟ كلا، بحسب ساباتو، "فالاستطلاعات كشفته الى حد كبير". لكن مراقبين آخرين اقروا على مضض الاربعاء بانهم ربما لم يعوا مدى الاستياء ازاء السيدة الاولى السابقة والسيناتورة ووزيرة الخارجية السابقة التي يعتبرها كثيرون من ضمن النخبة السياسية التقليدية الفاسدة في واشنطن. واقر خبير الاستراتيجية الديموقراطي بول بيغالا في تصريح لشبكة سي ان ان "لم تكن لدي فكرة عن مدى عمق الانقسامات". - أي عواقب على استطلاعات الراي في المستقبل؟ اكد ساباتو انه "مرتبك" نظرا الى ان "مئات من الاستطلاعات بدت على خطأ". واضاف "ستتشكل لجنة رفيعة او عدد منها لبلورة صيغة تؤدي عملها". لكنه رفض التخلي عن الاستطلاعات مؤكدا ان "التحليل الذي يستند الى الفكاهة ليس علميا" مضيفا "يجب عدم الاستناد الى الفطرة وحدها، بل الى البيانات". كما لفت الى تراجع ثابت في استعداد المشاركين للاجابة على الاسئلة عبر الهاتف مؤكدا ان "اغلبية استطلاعات الراي ستجري على الانترنت" في المستقبل. وتابع مستبقا المشككين في مناعة هذه الصيغة امام التلاعب ان هذه الاستطلاعات "جديرة بالثقة شرط اجرائها باتقان". //إ.م ;

مشاركة :