هل يصلح ترامب ما أفسده أوباما ؟!

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشاعر أبو الفتح البستي : دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال مابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال المثل الأمريكي يقول (لا نحقق الأعمال بالتمنيات إنما بالإرادة تصنع المعجزات) ونعتقد أن فوز الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب هو أشبه بالمعجزة فقد كان هناك شبه إجماع على فوز مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون وقد شكل فوز ترامب صدمة للكثير من الذين راهنوا على فوز كلينتون ولكن ماكل مايتمنى المرء يدركه وتجري الرياح بما لا تشتهي السفن وهناك مثل يقول (رب ضارة نافعة) وهو مانتوقعه أن تكون ولاية الرئيس ترامب صفحة جديدة كما صرح الرئيس ترامب نفسه في أول خطاب له بعد الفوز أنه سوف يعمل على بناء علاقات قوية ومتميزة مع كل الدول مما كان له تأثير مباشر على الأسواق العالمية حيث ارتفع أسعار الأسهم والعملات بعد أن تهاوت وهي بداية مشجعة تبعث على الاطمئنان والتفاؤل. الجدير بالذكر أن الخطوط العريضة لسياسة الرئيس الأمريكي هي بناء اقتصاد أمريكي قوي ومتين من خلال تشجيع زيادة إنتاج البترول وتوفير المليارات التي قررت الإدارة الأمريكية السابقة صرفها على البيئة والمناخ واستثمارها في تطوير البنية التحتية في أمريكا وكذلك الخدمات الصحية والتعليمية ولعل من أهم ملامح سياسته الداخلية هي إبعاد العمالة الغير شرعية من أمريكا وأيضا بناء سور ضخم على الحدود مع المكسيك لمكافحة الهجرة غير الشرعية وكذلك تهريب المخدرات وكان له تصريح شهير وهو أنه سوف يجبر المكسيك على دفع تكلفة بناء الجدار ولهذا كانت العملة المكسيكية أول ضحايا فوز الرئيس ترامب حيث تهاوت مما أضر كثيرا بالاقتصاد المكسيكي. أنا شخصيا كنت أفضل فوز الرئيس الأمريكي ترامب وقد عبرت عن ذلك في المقال الذي نشر لي يوم الثلاثاء بعنوان (التوقعات ترجح كلينتون لكن فوز ترامب ممكن) وذلك بسبب السياسة المدمرة التي كان ينتهجها الرئيس الأمريكي أوباما الذي سيغادر البيت الأبيض بتاريخ 20 يناير 2017 ولعل آثارها واضحة في المنطقة فهناك حروب وفوضى شاملة في المنطقة وخطر إيراني داهم يهدد بإشعال المزيد من الحروب ونشر الخراب والدمار في دول الخليج والدول العربية ومما يبعث على الارتياح أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب كما صرح أنه سوف يسعى إلى إلغاء كل القرارات التي اتخذها الرئيس أوباما ولعل من أهمها قرار الموافقة على الاتفاق النووي الإيراني ومن المفيد القول إن وزير خارجية إيران جواد ظريف طالب الرئيس الجديد ترامب باحترام الاتفاق النووي بعد فوزه مما يؤكد أن إيران سوف تشهد أياما سوداء مستقبلا. الملياردير الأمير السعودي الوليد بن طلال صرح قبل فترة أنه قد أنقذ الرئيس ترامب مرتين من الإفلاس ففي أول مرة اشترى منه عدة فنادق بسبب أزمة مالية كان يمر بها والثانية اشترى منه يختا فخما ويقول إنه قد نصحه بالانسحاب من السباق الرئاسي كونه لايصلح أن يكون رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ولهذا ننصحه أن يصلح غلطته ويبعث بتهنئة له على فوزه بالانتخابات حتى يسهم في تلطيف العلاقات الأمريكية السعودية التي شابها التوتر بعد الاتفاق النووي الإيراني وأيضا الموافقة على قانون جاستا السيء الذكر. لايخفى على أحد أن سياسة الرئيس الأمريكي أوباما المترددة والضبابية أضعفت كثيرا السياسة الخارجية الأمريكية وخدشت هيبة أمريكا العالمية كونها أقوى دولة في العالم ومرغت أنفها في التراب .إن المطلوب من الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب أن يستعيد هيبة أمريكا وقوتها ويصلح ما أفسده الرئيس الأمريكي أوباما خاصة في منطقة الشرق الأوسط وأن يكبح جماح القيصر الروسي بوتين الذي يعيش فسادا في المنطقة وحول سوريا إلى قاعدة عسكرية روسية. أيضا تتطلع دول الخليج للرئيس الجديد أن يرفض الاتفاق النووي مع إيران الذي أطلق يدها في المنطقة وأن يمنع تدخلها في شؤون دولها. تمنياتنا للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بالنجاح والتوفيق في سياسته الداخلية والخارجية وأن يسعى إلى تعزيز العلاقات الأمريكية الخليجية وتطويرها وإعادتها إلى سابق عهدها فهناك علاقات تاريخية متميزة تربط دول الخليج في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة أنه رجل أعمال وهناك أسواق واعدة ومشاريع استثمارية ضخمة في دول الخليج مما يفتح الأسواق أمام المنتجات الأمريكية وتكون هناك مصالح مشتركة بين أمريكا ودول الخليج مما ينعكس إيجابا على أمن واستقرار المنطقة والقضاء على التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها وعلى رأسهم نظام الولي الفقيه. أحمد بودستور

مشاركة :