دينا مصطفى (أبوظبي) لم تكن ردود الفعل العالمية أقل قوة من المفاجأة المدوية التي فجرها فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث رأى مراقبون أن القوى المتمردة الشعبية الغاضبة التي جاءت بهذه النتيجة، من شأنها أن تغير خارطة العالم في السنوات القليلة المقبلة. ووصف خبراء النتيجة، بأنها تعكس الانقسام الكبير داخل الشعب الأميركي، وأكدوا أن سيناريو فوز هيلاري كلينتون كان أكثر سوءاً من نجاح ترامب. فيما دعا محللون العالم العربي إلى الاستفادة من الفرصة الذهبية وإقامة تفاهمات مع الإدارة الجديدة وإعادة صياغة تحالفات جديدة تنقذ المنطقة من ويلات التفكيك والحروب والدمار التي تعصف بها. فوز كلينتون كان سيغدو كارثياً! من جهته، قال نعمان بن عثمان رئيس مؤسسة كويليام للأبحاث إن فوز كلينتون كان سيغدو بمثابة كارثة على العرب واستمرارا لمشروع تفكيك وتدمير العرب والتفرقة بينهم، حيث تعد الابنة البارة لإدارة أوباما وكانت ستسير على نهجه، فلم يكن لدى العرب فرصة معها. وأكد أن هناك وثائق رسمية تؤكد أن كلينتون متورطة في تسليح وتمويل داعش. وأوضح أنه على الأقل الوضع مختلف مع ترامب. ورأى الباحث والأكاديمي المقيم في لندن في تصريحاته لـ«الاتحاد» أن العرب لديهم فرصة ذهبية، لإعادة تصحيح علاقتهم مع الإدارة الأميركية بشكل مختلف تماماً عن ثمانية أعوام من الجحيم، فهناك دول عربية لديها فرصة الآن لتكوين تحالفات قوية مع أميركا، وأغلب دول مجلس التعاون الخليجي لديهم علاقات وثيقة ومميزة مع أميركا، ولذا إذا ما قاموا الآن بوضع صياغة جديدة للتعاون مع الإدارة الجديدة فإنهم يصلون لحل الأزمات في الشرق الأوسط. وأشار إلى أن من أهم النتائج المترتبة على نتيجة اليوم وقف مشروع الدفع بالمتشددين إلى السلطة كنخبة بديلة للنخب الحاكمة في مصر وباقي دول الشرق الأوسط. كما أكد أن هناك فرصة كبيرة للحوار مع ترامب. خطوة استباقية واقترح ابن عثمان أن يبدأ العرب خطوة استباقية ويذهبوا إلى البيت الأبيض ويعيدوا صياغة العلاقات العربية الأمريكية للتفاهم مع هذه الإدارة الجديدة التي تتبنى وجهات نظر مختلفة تماماً عن ما قبلها من إدارات، فالإدارة القديمة كانت تفرض مفاهيم ليبرالية متوحشة نتج عنها تدمير مجتمعاتنا. ورأى أن القوى التي أتت بالرئيس الأميركي هذه المرة مختلفة تماماً عن كل القوى التي أتت بالرؤساء السابقين. واعتبر أن الأحزاب التاريخية العريقة التي كانت تؤثر عادة ً في الانتخابات، لم يعد لها تأثير بالمرة. فترامب لم يكن عضواً في أي حزب أو كيان سياسي، بل بالعكس هذه القوى ضد الأحزاب السياسية الموجودة، كما أنها ضد العديد من القيم الديمقراطية الأميركية التي تتبناها تلك الأحزاب. وأكد أن أغلب أفكارهم انعزالية، وكل اهتمامهم بالداخل الأميركي. ... المزيد
مشاركة :