السياسة الخارجية تفرض على ترامب توجهاً مخالفاً

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

متابعة: راشد النعيمي وأحمد راغب أكد أكاديميون وأساتذة علوم سياسية في جامعات الدولة، أن دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتعرفه إلى السياسة الخارجية، ستفرض عليه توجهاً مخالفاً عما كان يعبر عنه، خاصة المواقف السياسية، مشيرين إلى تحولات جديدة قد تقع خلال الفترة القادمة، موضحين أن العلاقات الأمريكية العربية ستشهد مراجعة شاملة، وهي بحاجة إلى هذه المراجعة، لتعزيز أمن الدول العربية واستقرارها عموماً والخليجية خصوصاً. في البداية، يشير الدكتور محمد بن هويدن، رئيس قسم العلوم السياسية وأستاذ العلاقات الدولية المشارك في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، إلى أن فوز ترامب جاء تعبيراً عن تغير واضح في المزاج العام الأمريكي المتجه نحو عدم الرضا عن العمل الذي تقوم به واشنطن في تقديم الخدمات للمواطن الأمريكي. ويضيف: بالنسبة لتداعيات فوزه على المنطقة الخليجية فإنني أعتقد بأن دخول ترامب إلى البيت الأبيض وتعرفه إلى السياسة الخارجية، سيفرضان عليه توجهاً مخالفاً عما كان يعبر عنه من تشدد أثناء حملته الانتخابية، فترامب أول شخص يصل إلى البيت الأبيض من خارج المؤسسة السياسية، أي أنه لم يشغل أي منصب عام، لذلك فإن وصوله إلى العمل الحكومي سيغير من مواقفه في السياسة الخارجية، لاسيما من تشدده تجاه حلفائه في منطقة الخليج العربي. المزاج العام ويقول الدكتور عتيق جكة المنصوري، أستاذ العلوم السياسية ومدير مركز السياسة العامة والقيادة في جامعة الإمارات: يبدو المزاج العام الغربي الأمريكي منه تحديداً، يميل نحو التشدد، إذ شاهدنا هذا في التصويت البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي، ونشاهده الآن في نتائج الانتخابات الأمريكية. لعب ترامب على هذا الوتر الحساس، وهو تهديد المهاجرين للقيم والحياة الأمريكيتين، لذا حصل على دعم كبير ومتوقع من أنصار الكنيسة الإنجليكانية، وهم يقدرون بأكثر من سبعين مليوناً، فضلاً عن البيض من المسنين المتمسكين بهذه القيم، كان هذا رهانه وقد نجح فيه. ويضيف: يضاف إلى ذلك ضعف المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بأطروحاتها التقدمية والليبرالية مع سوء إدارتها لملف الخارجية أثناء فترة وجودها فيها، مع الحوادث التي صاحبتها من تسريب الإيملات، وحادثة بن غازي. مجرد ادعاء ويقول الدكتور حسن قايد الصبيحي، أستاذ الاتصال الجماهيري بجامعة الإمارات، إن المرحلة المقبلة من العلاقات الأمريكية العربية ستشهد مزيداً من العمق، لاسيما أن التعامل مع رئيس أمريكي قوي، أفضل من التعامل مع رئيس أمريكي ضعيف أو مراوغ، كما هي الحال مع الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما. ويضيف أن الدول العربية في هذه المرحلة مدعوة إلى تقوية علاقاتها مع واشنطن التي أرى أنها ستعود قوية خلال فترة تولي ترامب للرئاسة. وأضاف أن ما أثير عن عنصرية ترامب وكرهه للمسلمين كان مجرد ادعاء، حيث إنه أكد في أكثر من مناسبة أنه لا يكن أي حقد للمسلمين بل هو يكره الإرهابيين الذين نحن نكرههم أكثر منه. وأكد أن العلاقات الأمريكية العربية ستشهد مراجعة شاملة وهي بحاجة إلى هذه المراجعة في سبيل تعزيز أمن الدول العربية، والخليجية خصوصاً، واستقرارها. أغرب المفاجآت قال فويتشخ ميشنيك، أستاذ مساعد في الأمن الدولي والاستراتيجي في الجامعة الأمريكية في الإمارات: إن الفوز المثير للدهشة لترامب سيسجل على أنه أغرب المفاجآت في تاريخ الانتخابات الأمريكية. وبالنسبة للسياسات التي اقترحها ترامب خلال حملته الانتخابية، فإنه إما سينفذ تدابير جذرية مثل بناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك ومنع المهاجرين المسلمين من دخول البلاد، وإيقاف النفقات الأمريكية لبرامج الأمم المتحدة المتعلقة بتغيّر المناخ، أو أن أجندته ستبقى غامضة عن التدابير التي اقترحها. ضعف التوقعات قال الدكتور فيرنون بيديرسون رئيس قسم الدراسات الدولية بكلية الآداب والعلوم في الجامعة الأمريكية في الشارقة إن فوز ترامب بالمنصب فيما كانت أكثر من 90% من التوقعات تشير إلى فوز المرشحة الديمقراطية كلينتون، في انتخابات أظهر الضعف الكبير الذي يعتري عملية الاقتراع السياسي. وفي الحديث عن ذلك الضعف، فإن مؤسسات عالمية خاصة بعمليات الاقتراع السياسي مثل مؤسسة منظمة غالوب أوقفت أنشطتها في هذا المجال بسبب أن هناك هامشاً كبيراً للخطأ والمشاكل. وأضاف: تمثل الأخطاء الكبيرة التي تنتج عن عمليات الاقتراع السياسي انعكاساً للتحيز الإعلامي لليسار السياسي الذي أغفل القوة الكبيرة لحملة دونالد ترامب منذ بدايتها وميلهم للمرشحة الديمقراطية وبيعهم للوهم أنها ستربح الانتخابات لا محالة، متجاهلين تماماً الفجوة الكبيرة بين آرائهم الخاصة وآراء العالم في مؤيدي المرشح ترامب. خطاب حاد واعتبر الدكتور خالد الخاجة عميد كلية المعلومات والاعلام والعلوم الإنسانية في جامعة عجمان فوز ترامب مفاجأة حتى للمقربين منه، وهو الذي تحدث بخطاب حاد تجاه فئات كثيرة مثل المرأة والأمريكان من أصول إفريقية ومن أصول لاتينية، إلا أن ذلك لم يحل دون انتخابه من قبل بعض من هذه الفئات، ورغم خطابه العدواني إلا أنه بعد فوزه قد غير من حدة الخطاب، ولا شك أن السياسة الأمريكية لها ثوابت لا يمكن لأي رئيس قادم أن يغيرها بسهولة وخاصة أن ترامب لم يمارس السياسة من قبل، غير أنه استطاع، بخطابه الذي يتسم بالوضوح والاستفزاز في وقت معاً، استطاع أن يستهوي عدداً كبيراً من الأمريكان أصحاب التعليم المتوسط، فضلاً على أن انتخاب ترامب هو إعلان أو احتجاج على المسيرة الخاصة بأوباما. أبوظبي الاستراتيجي يرصد متغيرات ما بعد فوز ترامب وسط حضور إقليمي ودولي بارز من الأكاديميين وصنّاع القرار، يقدم ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثالث الذي سيعقد من 12 إلى 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في قصر الإمارات بأبوظبي، قراءة متأنية للتغيرات التي أفرزتها نتائج الانتخابات بفوز دونالد ترامب على السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. وتقول الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات الذي ينظم الملتقى للعام الثالث على التوالي، إن سؤال الثابت والمتغير في السياسة الخارجية الأمريكية يحضر مع كل انتخابات رئاسية خاصة بالنسبة لمنطقتنا العربية بكل شراكاتها الاستراتيجية، وبؤر التوتر الملتهبة فيها وما تحمله من تحديات للإدارة الأمريكية الجديدة.

مشاركة :