تعيش قرية تافوغالت الجبلية الواقعة في شرق المغرب على الزراعة وتعتمد الطاقة الشمسية في عمليات الري، لأن كل قطرة ماء مهمة ويجب أن نقدرها بالقيراط كما يقدر الذهب، على حد تعبير رئيس جمعية الإنسان والبيئة محمد بشيري. ويعيش المزارعون في القرية التي اكتشفت أقدم حلي في العالم في إحدى مغاورها، على محاصيل قليلة تكاد لا تكفيهم لسد احتياجاتهم. وتعنى جمعية الإنسان والبيئة منذ تأسيسها العام 1993 بقضايا البيئة والمناخ في شرق البلاد وهي تحاول في السنوات الأخيرة مساعدة صغار المزارعين في قرية تافوغالت على العودة لزراعة أراضيهم، عبر تزويدهم بالطاقة الشمسية لضخ مياه الري بعدما باتوا عاجزين عن تأمين تكلفة ثمن المحروقات. وهم كانوا يعتمدون أساساً في ري أراضيهم الزراعية، على مياه الأمطار وضخ المياه الجوفية بواسطة محركات تعمل بالمحروقات. إلا أن سعر الوقود زاد ثلاث مرات ولم يعد في متناول كثيرين، خصوصاً بعد وقف الحكومة المغربية دعم المحروقات، ما دفع المزارعين لهجر أراضيهم وأنشطتهم الزراعية. وعمدت جمعية الإنسان والبيئة بالتعاون مع ممولين أجانب ومحليين مطلع 2015، إلى تجهيز مضختين في منطقتين من جبال تافوغالت كانتا تعملان في الماضي بالمحروقات، بألواح شمسية، ما يؤمن اليوم ضخ المياه الجوفية بتكلفة أقل كثيراً.
مشاركة :