تناول الكاتب والناقد حسين محمد بافقيه مفهوم المُثقَّف والثقافة والالتباس المُتداخل في فهمهما، مُشيرًا إلى ظنِه أنَّ أول من استعمل كلمة مُثقف في الوسط العربي هو طه حسين حيثُ اشتغل عليها في العديد من مؤلفاته. وأضاف خلال محاضرته في منتدى الثلاثاء الثقافي بالقطيف في منزل الوجيه جعفر الشايب مساء أمس الأول وكانت بعنوان «المثقف: رسالته ودوره الاجتماعي»: لعلَّ طه حسين يكون أول من نظر لمصطلح المثقف ودوره في الحياة المعاصرة حيثُ شارك حول ذلك في عدة مؤتمرات ونشر دراستين حول هذا الموضوع باللغة الفرنسية تُرجِمتا للعربية لاحقًا، وبيَّن أنَّ طه حسين يُعتبر من أول من أصَّلُوا لمسؤولية المثقف التي عبرَّ عنها بـ «الالتزام» والتي نشرها ضمن دراسات في مجلة الكاتب المصري ثُم في كتابه «ألوان»، موضحًا أنَّ أهم أطروحاته جاءت في كتابه المثير للجدل «الثقافة في مصر» والذي كان يستشرف فيه مستقبل الثقافة. وذكر بافقيه أنَّ مالك بن نبي كتب «مشكلة الثقافة» في وضع بلدٍ مُحتَّل يرزح تحت نير الاستعمار، كما تناولها أيضًا قسطنطين زريق في كتابه «مسائل الحضارة والثقافة»، وأشاد كثيرًا بالمعالجات التي تناولها علي عزت بيكوفيتش التي تناول فيها مسألة الثقافة كعنصر أساس في تركيب الهوية. واستعرض في حديثه رُؤية طه حسين حول رسالة المُثقف من خلال انتمائه إلى واقع اجتماعي مُعيَّن، مُؤكدًا على أهمية استقلاليته عن رُعاة الثقافة والأدب والفن من خلال «حرفة ثانية» كي يعيش مستقلًا لضمان حريته. وأضاف بافقيه: طه حسين لم يكُن يُسلِّم بكثير من المقولات السائدة حول علاقة المُثقف بمحيطه ومجتمعه، فهو يفترض «ولادة الكاتب» لئلا يكون خاضعًا كل الخضوع للجماعة التي ينتمي إليها. وناقش بافقيه الفروقات التي امتاز بها جيل طه حسين عمَّن سبقه، وأوضح أن جيل طه حسين كان أكثر جُرأة في نقد الثقافة بسبب انتشار التعليم. الأمسية شهدت حضورًا كبيرًا من المثقفين والشعراء وأرباب الكلمة والقلم، وأدارها محمد المحسن، وشارك في المداخلات كل من: عبدالباري الدخيل، ومحمد المسكين، والشاعر حسن السبع، ووجيهة الحويدر، والشيخ حسن الصفار، وحسين الشيخ، ومحمد الماجد، وزكي أبو السعود. وضمن فقرات الفعاليات المصاحبة للندوة، تمَّ تكريم الطالبة منار فريد الصادق لمشاركتها في مسابقة «اقرأ» التي تنظمها شركة أرامكو السعودية، وكذلك تكريم الفنانة الواعدة الشابة دانة الضامن التي أقامت معرضًا فنيًا لأعمالها، وتحدَّث في الأمسية علي الحرز بكلمة عن تجربة تأسيس «مكتبة جدل» والتي تُعتبر أكبر مكتبة أهلية في القطيف.
مشاركة :