على الرغم من تهديدات المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وتوعدهم بعقوبات مغلظة للطلبة الغائبين في الأسبوع الحالي، إلا أن الطلبة وأولياء أمورهم أصروا على تنفيذ عادتهم السنوية السيئة المتمثلة في التغيب عن المدارس في الأسبوع الذي يسبق إجازة منتصف الفصل الدراسي والمعروف - شعبيا - بالأسبوع الميّت. وعلى الرغم من اجتماع وزير التعليم بمديري التعليم مؤخرا والذي شدد خلاله على ضرورة الانضباط المدرسي وفرض عقوبات صارمة لمنع الغياب وتفعيل كل الإجراءات والضوابط والآليات التي تضمن استمرار الدراسة فوجئت بعض المناطق بتوقف النقل المدرسي دون إشعار مسبق لأولياء الأمور وكأن الإدارة تساهم - بشكل مبطن - في تغيب الطالبات. أرقام كسرت حاجز التوقع لتغيب الطلاب والطالبات في مدارس كل المناطق وتقارير لمديري المدارس تتعارك مع الأرقام وتسعي لنفيها ومحوها، مؤكدة أن المدارس منضبطة والأسبوع الميّت لم يعد ميّتا. المدينة قامت بجولة استطلاعية في كل المناطق للوقوف على الظاهرة الغريبة في شكلها وتسأل عن آليات علاجها التربوية. التحايل بالأرقام في الطائف ارتفعت نسب الغياب في المدارس إلى حد غير متوقع حيث فاقت أكثر من 90% في غالبية المدارس الحكومية الأمر الذي أجبر العديد من قادة المدارس للتهرب من تنفيذ توجيهات الوزارة القاضية بنشر بيانات تفصيلية عن نسبة الغياب في الأسبوع الأول الذي يسبق الإجازة الفصلية أو الاختبارات على مستوى المملكة من خلال مؤشرات توضح أفضل عشر مدارس حكومية ومثلها أهلية وأسوأ عشر مدارس حكومية ومثلها أهلية، من وقائع بيانات الحضور والغياب في برنامج نور، مع نشر ترتيب إدارات التعليم بحسب نسبة الغياب في تلك الفترة، حيث تمثل تحايل بعض قادة المدارس في عدم تسجيل الأعداد الحقيقية للطلاب الغائبين في مختلف المراحل من أجل الخروج من قضية أسوأ عشر مدارس ومحاولة الحصول على أفضل عشر مدارس حتى وإن كانت نسبة الغياب 100%. وقال بعض مديري المدارس: إن تزايد غياب الطلاب اضطرهم إلى التعديل في البيانات وأجمع تربويون على رفض التهديد من قبل وزارة التعليم، وقال التربوي عبدالرحمن العتيبي: إن التهديد ليس أمرا مقبولا في التربية والتعليم، حيث من الأفضل اللجوء إلى الأساليب التربوية التي تعين الطلاب والطالبات على المضي قدما في التعلم من خلال العديد من الإجراءات التي تسهم في مساعدة المدرسة والطالب وأولياء الأمور على الانخراط في التعليم بشكل مستمر وشاركه التربوي السابق علي الزهراني قال إن الأسابيع الميتة ليس لها تأثير علي العملية التربوية فهي لا تتجاوز أياما بسيطة لكن بتعاون المنزل والمدرسة والمجتمع الذي هو إحدى وسائل التعليم نستطيع أن نوجه وننصح بعلاجها. النقل المدرسي ففي المخواة قال حسين العمري وحامد العمري - أولياء أمور - إنهما تفاجآ منذ يوم الاثنين الماضي بتوقف النقل المدرسي دون أن يعرفا ما هي الأسباب وراء ذلك خاصة وأن إدارة المدرسة ولا السائقين لم يشعرونا بالتغيب، لافتين إلى توقف السائقين التابعين لإدارة المخواة بشكل متكرر بسبب تأخر المستحقات، الأمر الذي ينعكس - سلبا - على تغيب الطالبات، وحمل حسين العمري إدارة تعليم المخواة ومتعهد النقل المدرسي مسؤولية غياب الطالبات بسبب توقف الحافلات، وأكد المتحدثون أننا لن نسمح بأي إجراء أو عقوبة على الطالبات بالحسم من درجات المواظبة طالما الإدارة متسببة في ذلك، وكان الأولى إبلاغ أولياء الأمور بتوقف النقل المدرسي حتى نؤمن وسيلة نقل أخرى للطالبات. من جانبه أكد المتحدث الرسمي بإدارة تعليم المخواة ناصر العمري، أن النقل المدرسي شريك في تفعيل إجراءات الانضباط المدرسي إذ حرصت الإدارة على مخاطبة الشركة بالالتزام بتسيير النقل المدرسي في كل المواقع الواقعة ضمن نطاق الإدارة، وتم الاجتماع بمتعهد النقل المدرسي وإبلاغه بضرورة مواصلة العمل في الأسبوع الذي يسبق الإجازة كونه شريكا في تفعيل الانضباط الطلابي، مؤكدا بأن ما رصد عن توقف لبعض الحافلات لم تعدو كونها حالات فردية بحسب التقارير المرفوعة من قائدات المدارس وسيتم معالجتها بالحسم من المتغيبين حسب اللوائح والأنظمة. الابتدائية أكثر في تبوك علت نسب الغياب بين أوساط الطلاب والطالبات في المرحلة الابتدائية ووصلت في بعض المدارس إلى 80 % وفقا لمصادر تعليمية - بعكس طلاب المرحلة الثانوية الذين كانت نسبة حضورهم في المدارس وصلت إلى 60 % ويعزى ذلك تطبيق لائحة المواظبة والسلوك وعدم التهاون من قبل إدارات مدارس الثانوية في ذلك، في حين شكلت نسبة الغياب في المدارس المتوسطة 40 %. ويشير المعلم مساعد حمود الذي يعمل في إحدى المدارس الابتدائية الأهلية أن نسبة الغياب وصلت قبل بدء إجازة منتصف الدراسي الأول إلى 80 % على الرغم من قيام إدارة المدرسة بوضع إجراءات وبرامج تحفيزا للطلاب وشاركه حمدان الحويطي معددا أسباب ظاهرة الغياب لدى الطلاب والتي تعد أبرزها ضعف الوعي وعدم وجود بيئة مدرسية محببة لدى كثير من الطلاب. ويرى فائز بن مفلح التمامي مدير مدرسة تحفيظ القرآن بتبوك أن ظاهرة غياب الطلاب قبيل الإجازات والاختبارات تمثل مشكلة دائمة للمجتمع المدرسي وترجع أسبابها لعدة عوامل أهمها سماح أولياء أمور الطلاب لأبنائهم بالغياب في الأيام التي تسبق الإجازات والاختبارات لاعتقادهم أن دور المدرسة قد انتهى إلى ذلك الحد، مما يسبب عند الطلاب اللامبالاة وعدم احترام النظام، كما أن من أسباب انتشار هذه الظاهرة قصور الأجهزة الإعلامية في نشر التوعية بأهمية الانتظام في الدوام المدرسي قبيل العطل الرسمية وعدم وجود اهتمام فعلي من جانب بعض الإدارات المدرسية بمتابعة مواظبة الطلبة على الدوام المدرسي وقلة التعاون بين البيت والمدرسة، مؤكدا على أهمية عمل ورش عمل لبحث أسباب الغياب في كل مدرسة يشارك فيها أولياء الأمور. 80 % غيابا لم تكترث عدد من مدارس عسير بلائحة المواظبة والسلوك ولا تزال ظاهرة غياب الطلاب عن مدارسهم، حيث تخطت نسب الغياب 80% وسط توقعات بزيادتها، وقال محمد علي عسيري: إن ظاهرة غياب الطلاب ترجع إلى الاعتقاد السائد لدى بعض أولياء الأمور بأن الأيام التي تسبق موعد الإجازة غير مهمة، موضحا أن هذا الاعتقاد لم ينشأ من فراغ وإنما قد يكون لبعض المعلمين دور فيه فهناك من يتهاون في مثل هذه الفترات وشاركه المعلم سعيد الأحمري أن التهاون من قبل ولي الأمر قد أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة فالطالب لا يعي مصلحة نفسه، فيما يعلل الطالب خالد عبدالرحمن مسألة الغياب قبل بدء إجازة إلى ما يصفه بالملل من الدراسة. تخوف الآباء من السلوكيات المصاحبة للغياب مثل التفحيط والاختطاف والمشاجرات إيحاءات المعلمين والمعلمات بالغياب سفر بعض الأسر في إجازات مبكرة خلال الأسبوع الميّت عدم وجود برامج جاذبة في المدارس للحد من الغياب فشل الوزارة وإدارات التعليم في الحد من الظاهرة سلبية بعض الأسر في تعويد الأبناء على الانضباط. أولياء الأمور: الرسائل بين المدرسة والبيت مقطوعة.. وممارسات الأسبوع الميت تخيفنا أبدى عدد من أولياء أمور في مناطق مختلفة استغرابهم من عدم قيام مدارس أبنائهم ببث رسائل لجوالاتهم تفيد بغياب أبنائهم بالرغم من وجود أبنائهم في المنازل، وقال أحمد عوض العتيبي إنه تعمد تغييب أبنائه عن المدرسة في الأسبوع الأخير لكثرة ما يصاحب هذه الأيام من ممارسات سلوكية خاطئة تعرضهم للخطر، ككثرة التفحيط وخروج الطلاب مبكرا والمشاجرات داخل الفصول لتغيب المعلمين وغياب الطلاب ودمجهم في فصل واحد، هذا بخلاف ظاهرة الاختطاف والتجمع أمام البوابات، فيما شاركه على الغامدي ولى أمر أحد الطلاب بالشرقية قائلا إن له ثلاثة أبناء واحد في الثانوية واثنان في المتوسطة، ووقتما سألهم عن أسباب الغياب من المدرسة قالوا إن هذه الأيام أيام عادية ولا نستفيد منها شيء وفي جدة قال عبدالستار الزهراني ولي أمر طلاب في مراحل مختلفة يقول: أنا أضطر لتغييب أبنائي لارتباطي بحجوزات سفر بعض الأحيان لا يتسنى لي أن أجد موعدا في نفس توقيت الإجازة وبالتالي أقدم يومين قبلها لضمان تأكيد الحجز، وشاركته أميرة الحربي قائلة أضطر لتغييب أبنائي قبل الإجازة ليس لأننا نرتبط بأنشطة وإنما لأن نسبة الغياب في المدرسة تكون كبيرة وتؤثر على البقية الذين لا يستفيدون شيئا من الحضور، لذلك أغيب أبنائي، وقاسمهما الرأي عبدالملك باعبدالله قائلا: بصراحة الموضوع مستفز فلماذا يغيّب الأسر أبناءهم قبل يومين من بدء الإجازة المفروض أن تاريخ الإجازة محدد ولا داعي لأن يضيف الشخص أياما من عنده لأنها أمر غير صحيح ونظامي ولابد من عمل نوع من الضبط لالتزام الجميع.
مشاركة :