أجمع اقتصاديون وماليون على أن التأثر السلبي للأسواق والبورصات العالمية، أمس، يعود لضبابية البرنامج الاقتصادي للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، متوقعين أن يؤدي إعلان تفاصيل البرنامج إلى عودة تدريجية للبورصات وأسعار النفط لطبيعتها، محذرين من تنافس اقتصادي شرس قادم بين أمريكا والصين في العهد الجديد. وقال الخبير في أسواق المال، محمد بن فرحان: معظم الأسواق العالمية كانت ترقب الانتخابات الأمريكية بحذر شديد، خلال الأيام القليلة الماضية، وسبّب فوز ترامب حالة خوف نتيجة لعدم وضوح سياسته الاقتصادية مقارنة بهيلاري كلينتون، لهذا لاحظنا مع إعلانا فوزه انخفاض في أسعار الطاقة والدولار وأسواق المال؛ فخام برنت هبط لأكثر من 3%، والدولار تراجع بشكل حاد أمام سلة العملات، وكذلك أسواق المال في أوروبا وآسيا، ولم ينجُ من التراجع إلا الذهب، الذي ارتفع إلى 1300دولار بنسبة 4%، نتجية الاعتقاد السائد أنه ملاذ آمن في الأزمات. وأضاف بن فرحان: أما سوق الأسهم السعودي فقد انخفض في أول ساعة، بحدود 200 نقطة، ومن ثمَّ تم تقليص الخسائر وعودة المؤشر إلى الإيجابية، وأؤكد أن الأسواق العالمية وسوقنا ستقرأ كل ما يصدر من الرئيس الجديد بحساسية بالغة. ويتفق المحلل المالي في أسواق المال، محمد الخريصي، بأن ضبابية برنامج دونالد ترامب الاقتصادي ساهمت في إحداث كثير من القلق والخوف لدى المستثمرين، خاصة فيما يتعلق بتصريحاته حول المنافس الاقتصادي الأول لأمريكا في العالم، وهي الصين، ووعد ترامب الأمريكيين بإعادة الوظائف التابعة للشركات الأمريكية المستثمرة في الصين إليهم، إلى جانب تصريحاته الحادة ضد المكسيك وبعض دول الشرق الأوسط، بعكس برنامج هيلاري كلينتون الاقتصادي، التي تعهدت بأن يتول الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قيادة ملفها الاقتصادي، خصوصاً أن عهده شهد واحدة من أفضل المراحل الاقتصادية في تاريخ أمريكا. وأضاف الخريصي: كل هذا التراجع في الأسواق، سيزول بمجرد إعلان تفاصيل البرنامج الاقتصادي لترامب، كما أن سوق الأسهم الذي تعرض أمس لبعض التراجع، سيواصل صعوده نظراً للتاثير الإيجابي للقرارات الاقتصادية الأخيرة، إذ أنه في أسوأ الحالات سيسجل إقفالاً أسبوعياً فوق مستويات 6300 نقطة، مشيراً إلى أن سوق الأسهم السعودي تعرض لصدمة أقوى من الحالية، عند إعلان نتائج الاستفتاء على خروج بريطانيا من دول اليورو. وقال عضو جمعية الاقتصاد السعودي الدكتور عصام خليفة: إن العلاقات الاقتصادية والسياسية قوية بين المملكة وأمريكا منذ 8 عقود، ولن تتأثر بشخص الرئيس، وهي تنمو بشكل أقوى على مدى أكثر من 80 عاماً، رغم التقلبات السياسية والاقتصادية التي شهدها العالم خلال تلك الفترة وارتفاع وانخفاض أسعار النفط، ويعود ذلك لأن العلاقات بينهما بنيت على أساس متين من الاحترام والمنفعة. وأضاف خليفة: تُعد المملكة اليوم الشريك التجاري الـ 12 لأمريكا، فيما تُعد الولايات المتحدة ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة، كما أن الولايات المتحدة حائزة أيضاً على أكبر حصة مـن الأسهم للاستثمار الأجنبي المباشر من المملكة.
مشاركة :