سيرة الملكة ماري أنطوانيت ...في معرض ياباني

  • 11/10/2016
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

تستضيف قاعة في الطبقة الثانية والخمسين من برج زجاجي في طوكيو معرضاً تنظمه فرنسا لليابانيين المعجبين بسيرة الملكة ماري أنطوانيت، في حدث هو الأكبر من نوعه خارج فرنسا عن حياة هذه الشخصية المحورية في التاريخ الفرنسي. وقالت ماشيكو أوسوغي (67 سنة) بعد الزيارة إن ماري أنطوانيت تعكس «ثقافة الإبهار وحياة البذخ في عصرها، وهو أمر مذهل لنا كيابانيين». وأشارت ربة المنزل هذه إلى أن الزيارة الصباحية للمعرض تمثل نوعاً من التعويض بالنسبة إليها بسبب عدم تمكنها من تحقيق الحلم الذي يراودها منذ أربعة عقود بزيارة قصر فرساي في فرنسا. وتمكنت أوسوغي تالياً من معاينة المقتنيات التي أحاطت بهذه الملكة الهاوية للفنون وأواني الخزف المصنوعة في منطقة سيفر الفرنسية وقطع الأثاث في منزلها وغرفتها وملابسها ومجموعة لوحات لها ولأقربائها. ولفتت رئيسة الهيئة العامة لقصر فرساي كاترين بيغار إلى أن «اليابانيين يحبون فرساي وماري أنطوانيت تحديداً»، مضيفة «إرسالنا للمرة الأولى هذا العدد الكبير من القطع (نحو مئتين) إلى الخارج لاستخدامها في معرض مخصص لماري أنطوانيت ويروي سيرتها أمر ذو أهمية كبيرة». وأوضحت أنها المرة الرابعة فقط التي يقام فيها معرض استعادي منذ وفاة زوجة الملك لويس السادس عشر بعد إعدامها بالمقصلة في 16 تشرين الأول (اكتوبر) 1793. والمعارض الثلاثة السابقة أقيمت كلها في فرنسا. واعتبر منظم المعارض المتعاقد مع محطة «نيبون تي في» كيزو هاناوكو أن «اليابانيين يحبون منذ وقت طويل البطلات التراجيديات. الشعب الياباني ينظر إلى ماري أنطوانيت كبطلة ضحت بنفسها من دون حصرها بكونها زوجة الملك لويس السادس عشر. هذا المصير ترك أثراً كبيراً في المخيلة». وقالت فوساكو أوكوياما (43 سنة)، وهي موظفة في مكتب زارت المعرض في يومه الأول، إن ماري أنطوانيت تشكل بطبيعة الحال «بطلة تراجيدية لكن ما أحفظه منها وما يعجبني لديها هو حنانها على أطفالها». وفي هذا الإطار، أكد كاتب السيرة إيمانويل دو فاريسكييل في مقابلة أن «هذه النقطة تحديداً شكلت موضع الهجوم عليها خلال محاكمتها وصولاً إلى الاتهام المقيت الموجه إليها بممارسة سفاح القربى. هي تكافح وتجابه بمفردها في سبيل قضية ابنها. هي تتميز بشخصية وطباع قوية للغاية». وعلى رغم الصورة المتباينة السائدة في فرنسا عن ماري أنطوانيت التي توصف أحياناً بأنها «خائنة» وأحياناً أخرى بأنها «أيقونة الذوق الفرنسي» أو «الطفلة المدللة»، يسجل «تطور مؤكد» نحو حالة من التعاطف معها وتوصيفها بأنها «امرأة تناضل وحيدة ضد الرجال» وفق دو فاريسكييل الذي أشار إلى «أنها محاكمة رجال ضد امرأة»، معتبراً أن «الثورة كانت ذكورية بامتياز». وتعيد بعض القطع المعارة من متحف كارنافاليه الفرنسي التذكير بالأسابيع الأخيرة التي أمضتها ماري أنطوانيت في السجن. وهذه المقتنيات تحولت بالنسبة إلى محبي النظام الملكي في فرنسا إلى ما يشبه الذخائر، ومن بينها القميص الذي ارتدته الملكة في السجن والحذاء الذي سقط من قدميها عند وضعها على منصة الإعدام بالمقصلة. ويضم المعرض نسخة عن لوحة صغيرة رسمها ألكسندر كوتشارسكي الذي تابعها في أيامها الأخيرة، تظهر ماري أنطوانيت بوجه شاحب وملابس حداد إثر وفاة زوجها. واكتشفت يابانيات كثيرات قصة هذه الأميرة النمسوية الشابة التي اعتلت العرش الفرنسي، من خلال مسلسل للقصص المصورة اليابانية (مانغا) عرض مطلع سبعينات القرن العشرين يحمل عنوان «وردة فرساي»، وهو الأول من نوعه من كتابة امرأة هي ريوكو إيكيدا. واقتبس المسلسل عام 1974 في مسرحية غنائية قدمتها فرقة «تاكارازوكا ريفيو» المؤلفة من نساء على مدى حوالى أربعة عقود. وأنتج مسلسل جديد من نوع المانغا باللغتين اليابانية والفرنسية بالتعاون مع قصر فرساي بعنوان «ماري أنطوانيت، صبا ملكة» لفويومي سوريو ويروي قصة الملكة في شبابها لدى مغادرتها عائلتها والبلاط الملكي في فيينا إلى فرنسا عام 1770. ويستمر معرض «ماري أنطوانيت ملكة في فرساي» في مركز «موري أرتس سنتر غاليري» في منطقة ميناتو في العاصمة اليابانية حتى 26 شباط (فبراير) المقبل.

مشاركة :