تمكّن علماء بريطانيون من جامعة أكسفورد، من تطوير جهاز يمكنه قراءة لغة الشفاه أفضل من البشر. وذكر موقع «هيئة الإذاعة البريطانية»، أن الجهاز يعمل بنظام الذكاء الاصطناعي «ليب نت»، من خلال متابعة مقطع مصور لحديث الأشخاص، ويقارن النص بحركة أفواههم بدقة تصل إلى 93 في المئة. وأشار الباحثون إلى أن الاستعانة بهذا الجهاز في معرفة لغة الكلام يمكن أن تساعد ملايين الأشخاص، لكن الخبراء أوضحوا أن هذا النظام لا يزال في حاجة الى الاختبار في مواقف الحياة الحقيقية. ولفت الباحثون إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي زُود بجمل كاملة حتى يتسنى له التعرف إلى الأحرف التي تتناغم مع حركة الشفاه. وزود فريق البحث نظام الذكاء الاصطناعي بنحو 29 ألف مقطع فيديو، وأضافوا إليها النص الصحيح، وبلغت مدة كل مقطع ثلاث ثوانٍ فقط يتبعها نمط قواعد نحوية متماثل. وفي حين أن الباحثين توصلوا إلى أن نسبة الخطأ في الاختبارات التي أجريت على البشر وجرى تزويدهم بمقاطع الفيديو نفسها بلغت 47.7 في المئة، فإن نظام الذكاء الاصطناعي سجل خطأ واحداً من بين 6.6 في المئة فقط. وقال البروفيسور وأستاذ التعلم الآلي وعلم الأحياء الحسابي، نيل لورانس: «إن مقاطع الفيديو تتمتع بمفردات محدودة وقواعد تركيب نحوية وحيدة». وأضاف أنه «رغم قدرة هذا النموذج على قراءة لغة الشفاه أفضل من البشر، فإنه يستطيع أن يفعل ذلك فقط حينما أقول قائمة من الكلمات ليس لها معنى من مفردات مقيدة للغاية وبترتيب محدد». وقال الباحثون أن قارئ لغة الشفاه الآلي يتمتع بفرص نجاح كبيرة مع وجود التطبيقات التي تتعلق بأجهزة المساعدة في تحسين السمع بالأماكن العامة والمحادثات السرية، وفهم الكلام في البيئات الصاخبة وتحديد الهوية بأجهزة القياس الحيوية ومعالجة الأفلام الصامتة. وتمثل قراءة الشفاة عملية معقدة، إذ يتمكن المختصون في هذا المجال فقط من فك شفرة ما يقوله الشخص عبر لغة الشفاه، بدقة تصل نسبتها إلى 60 في المئة.