كم مرَّة ظهرت لنا إحدى النجمات على مواقع التواصل الاجتماعي وهي تسوق لمنتج علاجي خاص بجمال الشعر أو البشرة أو الأظافر أو حتى للتخسيس من فيتامينات وكولاجين ومشروبات وغيرها، على أساس أنَّها قامت بتجربته وكان أهم أسرار جمالها، فما حقيقة تلك المنتجات وفعاليتها؟ «سيدتي» تحدثت مع عدد من الفتيات اللواتي كانت لهنَّ تجارب مع تلك المنتجات، وكانت الإجابات كالآتي: تعرَّضت لمضاعفات منال عبد الله (29 عاماً)، موظفة قالت: كانت البداية مع أحد الإعلانات لأعشاب صحيَّة تعطي الحيويَّة للجسم، وتصفي البشرة، وتطرد السموم، وكانت المُعلنة فنانة خليجيَّة، وتحكي منال: مع ذلك المنتج خسرت وزني وتعرَّضت لبعض المضاعفات فأوقفت استخدامه، فقد كان من المفترض أن أقوم بفحص وتحاليل قبل استخدامه، لذلك أعتقد أنَّها خطرة نوعاً ما، إن لم يحرص الشخص ويكون على معرفة دقيقة لحالته الصحيَّة. وعن قناعتها بهذا النوع من المنتجات وطريقة تسويقها، قالت: عندما يُعرض عليّ منتج من تجربة شخصيَّة لإحداهنَّ بالنسبة لي أكون أكثر اقتناعاً به من ذهابي للطبيب، ولي تجارب كثيرة ناجحة لبعض المنتجات وفعَّالة، خصوصاً أنَّني أحرص بعض الأحيان على أن تكون المنتجات مكونة من مواد طبيعيَّة ومن شركات لها مواقع على الإنترنت لقراءة تفاصيلها. لا لم أجد شيئاً من ذلك وعن الثقة بالمواقع سألنا هدى سلمان (26 عاماً)، مصورة فوتوغرافيَّة، عن المنتج الذي تستخدمه من إعلان «موديل»، هل تأكدت بأنَّ الموقع مصرح من وزارة الصحة في بلد المنشأ، فقالت: لا لم أجد أي شيء من ذلك، لكنني دخلت الموقع وقرأته وتأكدت من الفيتامينات التي يحتويها الدواء، وقرأت تجارب الآخرين وكانت إيجابيَّة، وما حمسني له أكثر الشكل والمذاق الذي يشبه الحلوى، و«الموديل» المعلنة كانت تؤكد بأنَّ سرَّ جمال شعرها وقوته من هذه الفيتامينات، لكن حتى الآن لم أستشعر الفرق ربما لأنَّني لم أكمل المدَّة اللازمة للعلاج 3 أشهر. أما بدور عبد العزيز (34 عاماً)، موظفة، فكانت أول تجربة لها من خلال تشخيص من اختصاصيَّة تغذية وصفت لها نوعاً من أنواع الكولاجين للشعر استفادت منه وتنوي أن تعيد الكرة وتشتريه من أحد المواقع، لكنَّها لن تعيد الكرة مع حلوى الكولاجين، التي أعلنت عنها مطربة خليجيَّة بأنَّها سرُّ امتلاء وجهها، ليست لأنَّها سيئة أو مضرة، لكنَّها لا تساعد على إنزال الوزن من دون أن تتبع نظاماً غذائياً لانقاص وزنها. إذن لماذا نثير هذا الموضوع وهي فيتامينات ومواد يُقال إنَّها من خيرات الطبيعة، وتعزِّز الصحة والجمال، وقد تفيد كثيرات؟! السبب تذكره لنا الدكتورة مها دحلان، استشاريَّة أمراض جلديَّة وتجميل، مؤكدة بأنَّه لا بد لنا من إدراك حقيقة ثابتة، وهي أنَّ الملايين، بل المليارات من الأموال تصرف من أجل التأثير على فكرنا وجعلنا نتبنى فكرة تناول المكملات الغذائيَّة، وأن نؤمن بأنَّها حلٌّ لكل مشاكل البشرة، بل حماية ضد الشيخوخة والسرطان والفشل في العلاقات وغيرها. مستحضرات الكولاجين لم تثبت فعاليتها علمياً وتنفي الدكتورة دحلان وجود أي إثبات علمي لفعاليَّة الكولاجين بجميع أنواعه، وأنَّه سوف يعوِّض الجسم عن الكولاجين الأصلي فحجم جُزيء الكولاجين كبير ولا يمتصه الجلد، أيضاً الحبوب تتحول لأحماض أمينيَّة ولا تزيد الكولاجين بأي طريقة، وله مخاطر قد لا يدركها البعض كزيادة الكالسيوم والحساسيَّة والإمساك والشعور بالتعب، وآلام المفاصل ومشاكل في الكلى. أما الفيتامينات فيحتاج الجسم لعناصر معيَّنة بشكل محسوب ودقيق وزيادة معدل العناصر والفيتامينات كنقصها يؤدي إلى خلل وأعراض مرضيَّة مثل: ● فيتامين «ب» فكثرة تناوله يؤثر على الجهاز العصبي ويؤدي لأعراض الغدة الدرقيَّة. ● فيتامين «سي» مهم، لكن زيادته تؤدي للإسهال وحصوات بالكلى. ● فيتامين «د» نقصانه مشكلة، لكن زيادته تؤدي لتكلس بالجسم وحصوات بالكلى. ● فيتامين «أ» نقصانه ضار، لكن زيادته تؤدي لسقوط الشعر وتضخم الكبد والطحال ونزيف وصداع. ● الزنك نقصانه مشكله ومهم لنمو الشعر، لكن تناوله وزيادة معدله يؤدي لتساقط الشعر والغثيان ونقص النماس والفشل الكلوي. لذلك تدعو الدكتورة مها السيدات والفتيات للتوقف عن عمليات طلب الفيتامينات وغيرها من الإنترنت وحتى شرائها من الصيدليَّة من دون وصفة طبيَّة ومن دون عمل تحاليل مخبريَّة وبإشراف طبيب.
مشاركة :