وصل 15 منتخباً إلى بابوا نيوغينيا للمشاركة في كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA بعد رحلات طويلة من كافة أنحاء العالم. وقد يشكّل الوصول إلى بلد لا تعرف الكثير عنه قلقاً بالنسبة لأصحاب الخبرة القليلة في السفر، لكن المشاركات البالغ عددهن 315 لم يواجهن أي شيء مقلق لدى الوصول إلى بابوا نيوغينيا. فكل منتخب مشارك وصل إلى مدينة بورت مورسبي استقبله عدد كبير من السكان المحليين وتبنى كل قسم منهم منتخباً وقدَموا له استقبالاً ودوداً ومعدٍ في الوقت نفسه. ولم يشكّل توقيت وصول الفرق رادعاً للسكان المحليين، إذ تواجدوا بكثرة في الإستقبال أكان وصول المنتخب في الخامسة صباحاً أو خلال ساعات دوام العمل. وارتدى السكان المحليون قميص المنتخب الذي تبنوه ورسموا على وجوههم ألوانه ورفعوا أعلام الدولة وهو أمر تكرر لكل منتخب وصل للمشاركة في البطولة. وكان لافتاً تبدّل ملامح اللاعبات لدى خروجهن من باب المطار من ملامح التعب بعد رحلة طويلة إلى ملامح الفرح والإبتسامات العريضة. وتلى ذلك العناق والسلام والمصافحات. لقد كان فعلاً استقبالاً على طريقة دول جزر المحيط الهادي. حان وقت بناء الصداقات تُعتبر القيم التقليدية والعادات في بابوا نيوغينيا قوية جداً. فالدلائل على العولمة قليلة ونادرة في مجتمع أحادي الثقافة. وككل حدث رياضي بارز تعتبر كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة FIFA فرصة لتلاقي الثقافة المختلفة والتعلم من الآخرين. وهذا ما هدفت إليه بابوا نيوغينيا من خلال الإستعانة بالقرى والكنائس والمجتمعات المختلفة لدى استقبال المنتخبات. وعلّق جاستن تكاتشينكو، وزير الرياضة في البلد المستضيف، قائلاً: "أردنا إعطاء القادمين للمشاركة ابتسامات وعاطفة كبيرة وتقديم استقبال على طريقتنا الخاصة. في نهاية الأمر نريد إثبات قدرات دول جزر المحيط الهادئ وما يمكننا تحقيقه من خلال البطولات الرياضية." ثم أضاف: "نريد أن نكون سفراءاً لبلدنا ونسعى أن تغادر الوفود بعد البطولة بصورة طيبة عن بلدنا لينقل الجميع كلاماً إيجابياً عن جمال بلدنا وشعبنا. كما خطّطنا للفرق المشاركة زيارات إلى أماكن عدة في المدينة خلال أيام العطلة لتستقبلهم الأمهات والشابات لنقدم لهم تجربة لم يعرفونها من قبل عن كيفية العيش وثقافتنا وعاداتنا، على أمل أن يغادر الجميع حاملين معهم صورة رائعة ليس فقط عن المشاركة، بل عن اكتشاف الحياة الحقيقية لسكان بلدنا." وتابع تكاتشينكو قائلاً: " مما لا شك فيه أن الأمر مفيد أيضاً للسكان المحليين. فهم سمعوا عن الألعاب الأوليمبية في ريو دي جانيرو لكنهم لم يتعرفوا من قبل على مواطن برازيلي والأمر يتعلق بالتعرف على أشخاص وثقافات مختلفة." فثقافة العائلة المتجذرة بقوة في دول المحيط الهادئ هو موضوع مهم جداً، ويعلق شيموس مارتن الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة المحلية قائلاً: "المشاركات هن بطبيعة الحال بنات عائلات من مختلف العالم وفي المحيط الهادئ القيم العائلية قوية جداً، والأمر يتعلق بالإهتمام بالضيوف واحتضانهم في عائلة بابوا نيوغينيا الكبرى قبل عودتهم إلى بلادهم." وتابع مارتن: "والفرصة سانحة لهذا البلد الفخور لإستعراض ثقافتهم الغنية وودهم الجارف في استقبال الضيوف. فهذا البلد فريد من نوعه فعلاً ولا أفضل من بطولة عالمية ينظمها FIFA للترويج لتلك القيم والعادات." ومن العدل القول إن الفرق تأثرت كثيراً بهذا الإستقبال. وبهذا الخصوص، تقول مدربة منتخب ألمانيا مارين مينيرت: "أمر رائع أن يكون في استقبالك الساعة 5 فجراً تلاميذ مدرسة من أجل أن يقولوا لك مرحباً فقط، فالأمر يدلّ على اهتمام الشعب بتقديم أجمل حلة عن بلدهم في بطولة عالمية كبرى. جميل أن ترى العالم فرحين وهم سخّروا كل قدراتهم لاستضافة البطولة هنا وهو أمر رائع حقاً." إذا كانت المؤشرات الأولى ذات دلالة، فإن كل زائر لكأس العالم للسيدات تحت 20 سنة بابوا نيوغينيا 2016 FIFA سيتذكر سكان هذا البلد لوقت طويل.
مشاركة :