أسئلة كثيرة يطرحها التدخل الروسي العسكري في سورية الذي لم يعد سراً، هل جاء {الجيش الأحمر} للمشاركة في محاربة {داعش} وأخواته أم لمنع انهيار ما تبقى من هياكل الدولة السورية؟ هل جاء لتعزيز موقع موسكو في المفاوضات حول الحل العسكري أم لتعزيز موقع بشار الأسد وجعل بقائه أمراً واقعاً؟ هل سلّم القيصر الروسي بأن سورية السابقة انتهت أم أنه يريد حجز موقعه في المظلة التي ستنصبّ فوق حلّ يجنّب سورية الجديدة في صورة حكم مركزي ضعيف فوق أقاليم ومناطق نفوذ؟ هل جاء ليملأ الفراغ الناجم عن الانسحاب الأميركي؟ هل جاء حليفاً للإيراني أم منافساً له على ما تبقى من سورية؟ وهل يريد تقديم نفسه حارساً للأقليات متجاوباً مع ضغوط الكنيسة الأرثوذكسية؟ أسئلة جديدة كثيرة ستشغل أهل المنطقة والعالم. انطلاقاً من هذه المقاربة النقدية للوضع السياسي السوري الراهن والتدخل الروسي في المنطقة يأتي جديد الكاتبة عايدة العلي سري الدين “البوابة السورية والعودة الروسية” عن “الدار العربية للعلوم”، ويتزامن صدوره مع استمرار الثورة السورية في عامها السادس وما حملته من حوادث ومواقف لروسيا كان لها الأثر العميق في تعقيد المشهد سواء على المستوى السياسي أو العسكري. يتألف الكتاب من تسعة فصول تشكّل وثيقة مرجعية مهمة للحوادث الجارية في المنطقة العربية اليوم، وتكشف النقاب عن كواليس السياسة الروسية ومشاريعها ليس في سورية فحسب، بل على مستوى العالم، ويبقى السؤال الأهم الذي يطرح نفسه وبقوة الآن: هل ستتمكن روسيا من تحقيق أهدافها في سورية؟
مشاركة :