الانتخابات و«غبار» التغيير! - مقالات

  • 11/11/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يفصل بيننا وبين موعد الانتخابات المقبلة، قرابة أسبوعين... أسبوعان وتكون معهما الصورة قد اتضحت في ما يخص نسبة التغيير في نواب مجلس 2016. للفلسفة في التفكير بنسبة التغيير دور. إنها٬ أي الفلسفة٬ «محبة الحكمة»، ويقصد بها كل الأفكار التي يستنبطها العقل وتدفعه إلى التفكير. الثابت أن مجتمعنا يصنف كمجتمع «قبلي/بدوي»، وأعني هنا أنه يستمد عاداته وبعض سلوكياته ومعتقداته من مراجعه وتاريخه، كونه يشكل الأغلبية نسبة وتناسباً جغرافياً وإحصائياً. كانت الانتخابات الفرعية في السابق، تقام تحت إشراف رجال الداخلية، وقد بعث لي زميل صورة قديمة لشخص يقترع وعسكري يتابع عملية الاقتراع عن قرب... والآن أصبحت مجرمة قانوناً. تغيرت القوانين ولم نتغير نحن. فعوضاً عن تشريع يزيد من نسبة المشاركة العادلة، حسب عدد الناخبين والمساحة الجغرافية واستبدال طريقة اختيار المرشحين بطريقة تضمن وصول الكفاءات، أصبحنا نبحث عن مرشح ينتمي لذلك الفخذ أو تلك العائلة، وهذا مؤشر على تدني «محبة الحكمة»/الفلسفة حيث لا تفكير إيجابياً في مخرجات المرحلة الماضية والحالية والمستقبلية، علمها عند الله عز شأنه. وقبل أيام، ناقش زميل، أصدقاء له عن توجههم في الانتخابات المقبلة، وتم حصر الأسماء بطريقة احترافية، إلى أن وصل العدد إلى عدد من المرشحين... ووجه لهم السؤال عن الأفضل؟ قالوا: «فلان» نشهد أنه يستحق. فلما سألهم: هل ستصوتون له؟ كانت الإجابة بـ «لا»؟ لذلك٬ في موسم الانتخابات، نستطيع القول إن من يبحث عن التغيير، يجب عليه أولاً طرق باب العقل، للتفكير بعيداً عن العاطفة والانتماء، ومن ثم يعيد سؤال زميلنا لمحبيه، لكن بطريقة أخرى ويختم بالبحث عن التغيير المرجو من وجهة نظرهم. إنني أجزم بأنه عند إزاحة «الغبار» عن طريقة التفكير المعتادة، سنجد التغيير المراد تحقيقه. وأعلم يقينا بأن الغبار لن نتمكن من إزاحته، ولهذا السبب سيظل التغيير شكلياً يعني تغييرا بالأسماء. هذه هي الثقافة التي يريد أحبتنا إحداث التغييرعبرها، وهي طريقة أرى أنها لن تبني وطناً... ولن نستفيد منها! التغيير الذي حققته الانتخابات الماضية وربما الحالية لا يتعدى التغييرفي الأسماء: طلع عبيد ودخل زيد. والفكر كما كان لم يتغير، وهذا مؤشر خطير لن ينفع البلد والعباد. وفي الدائرتين الرابعة والخامسة، يتقدم الكفاءة ويجد حائط السد أمامه، متمثلاً في تساؤل الكثيرين: عنده خدمات؟ طيب...«شلون عنده خدمات وهو جديد على الساحة ولم نقم نحن كناخبين بتجربته». وأقصد هنا الكفاءات ممن يشرفهم قضاء حاجة الناخبين. التركيبة التي نبحث عنها في إيجاد التغيير بعيداً عن «غبار» العقود الماضية، تتكون من فكر «علم وثقافة وخبرة» و«علاقات» و يكون مفوها وذا سلوك حسن«ومتصف بطيب المعشر وعلى درجة من الحس الأخلاقي العالي». لا تبحث في التغيير... ولا تزعجك المخرجات بعد شهر أو عام، ما دمنا متمسكين بالنهج القديم الحاضر بقوة في واقعنا وربما مستقبلنا القريب. فهل نصل إلى تغيير إيجابي في الفكر أم نظل نبحث عن من يزيح الغبار عبر فلسفة صالحة ترفع من شأن المجتمع ومؤسساته ومكوناته؟... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi

مشاركة :