المتحف اليوناني.. إطلالة سكندرية على عصر الرومان

  • 11/11/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة: الخليج يقدم المتحف اليوناني الروماني للزائر، لمحة سريعة وموجزة عن حضارة يزيد عمرها على 2000 عام، ويروي بما يضمه من مقتنيات، حكايات عما ذخرت به مدينة الثغر المصرية من حضارة تليدة على امتداد التاريخ. حتى أواخر العام 2008، لم يكن بمقدور زوار مدينة الإسكندرية، زيارة المتحف بعدما قررت الحكومة المصرية إغلاقه، تمهيداً لإجراء عملية تطوير شاملة، استهدفت مبناه الكائن في وسط مدينة الثغر، ودعم مقتنياته بالعديد من الآثار التي تم انتشالها من مياه البحر. ويرجع تاريخ إنشاء المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية إلى عصر الخديوي عباس حلمي الثاني، الذي أمر بافتتاح المتحف رسمياً في 17 أكتوبر 1892، بعدما فرغ المهندس الإيطالي جيسيب بوتي من بنائه، تنفيذاً لأوامر الخديوي الذي تحمس لفكرة تخصيص متحف للآثار التي ترجع إلى العصرين اليوناني والروماني في مصر. وبدأ الاهتمام بهذا العصر في منتصف القرن الثامن عشر، بعدما كشف الأثري المصري محمود الفلكي عن مجموعة من الآثار الرومانية التي لعبت دوراً كبيراً في رسم صورة للإسكندرية في ذلك الزمان السحيق. عرضت مقتنيات المتحف الروماني اليوناني في بادئ الأمر، في مبنى عتيق كان يوجد بشارع رشيد سابقاً، طريق الحرية حالياً، قبل نقل تلك المحتويات إلى القاعات العشر الأولى التي أنشئت في المبنى الحالي في العام 1895، ثم أضيفت إليها 6 قاعات أخرى قبل الانتهاء من المبنى بالكامل في العام 1900. ويضم المتحف العديد من المصنوعات اليونانية الرومانية اليدوية القديمة، وفي مقدمتها مجموعة العملات المعدنية، وجُلبت هذه المجموعة من متحف بولاق، وزوّد المهندس جيسيب بوتي فيما بعد المتحف بمجموعات منتقاة من الآثار التي عثر عليها في أحافير الإسكندرية مطلع القرن الماضي، إلى جانب بعض الآثار المستخرجة من أحافير الفيوم، التي يرجع تاريخ معظمهما إلى الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد، إلى القرن الثالث الميلادي، وتشمل مقتنيات من عصري البطالمة والرومان. وتصل مساحة المتحف إلى نحو 10 آلاف متر، تشمل الحديقة وطابقين تمت إضافتهما إلى المبنى لاحقاً، ليصبح إجمالي عدد قاعاته نحو 27 قاعة عرض، روعي في بنائها الحفاظ على الطراز المعماري للمتحف الذي يضم اليوم نحو 4 آلاف قطعة أثرية تعكس الحقب التاريخية اليونانية والرومانية التي عاشت في الإسكندرية عبر العصور المختلفة، بالإضافة إلى مجموعة من الآثار الغارقة التي ترجع إلى العصر الروماني، وبعض القطع المختارة من المتحف المصري. وتتنوع القطع المعروضة في المتحف بين تماثيل وعملات وأوان، مثل العملات البيزنطية والبرونزية من عهد هيراكليوس (610-641م)، سُكّت إحداها بالإسكندرية، وتمثال من الرخام لأوزوريس كانوب على شكل إناء، كما تضم المقتنيات تمثال الكاهن ايرينايوس الذي تولى منصب حامي أوبروستاتس، وهو معبد سوكونوبايو نيسوس، ونُحت التمثال من البازلت الأسود.

مشاركة :