«فاست فود» منزلي.. ابتكارات الأمهات لصحة الأبناء

  • 11/11/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: هند مكاوي بطبيعتهم ينجذب الأطفال إلى الطعام الذي يحتوي على ألوان مبهجة، بغض النظر عما إذا كان صحياً أم لا. وبسبب سر صنعة مطاعم ال فاست فود، ينجذب أبناؤنا أيضاً إلى وجبات هذه المطاعم المنتشرة في الدولة، كما في غيرها من دول العالم، فيطلبون من آبائهم تناولها، حيث تحتوي على نكهات ومحسنات طعم تجعل مذاق الطعام شهياً ومختلفاً عما يقدم لهم في المنزل، وبغض النظر مرة أخرى عما إذا كانت هذه الإضافات صحية أم لا، إضافة إلى ما قد تتضمنه هذه الوجبات من ألعاب، يحرص الأطفال على شرائها للحصول عليها. الأمر نفسه ينطبق على الحلويات والمقرمشات والبسكويت، التي تبيعها المتاجر والبقالات، واحتوائها على ألوان صناعية ومواد ضارة بصحة الأبناء على المدى الطويل.لذلك على الوالدين إدراك ما يمثله تناول أبنائهم هذه الأنواع من الطعام، بشكل مستمر، من خطورة. البعض تنبه بالفعل إلى هذا الخطر، فلجأ إلى ابتكار حيلة تقليد هذه الوجبات بنفس الشكل والمذاق، بصنعها في المنزل، إضافة إلى تزيينها بالرسوم، أو تقديمها للطفل على شكل شخصيات كرتونية محببة إليه، تلبية لرغباته وفي الوقت نفسه حفاظاً على صحته. هنا نعرض تجارب عدد من الأمهات اللاتي استخدمن هذه الوسيلة، لتحقيق هذا الهدف. تبدأ بانة ميسرة، ربة بيت وأم لأربعة أبناء في أعمار مختلفة، حديثها فتقول: أبنائي هم أغلى ما أملك؛ لذا فإن الحفاظ على صحتهم من أهم الأمور التي أفكر فيها. تضيف: بالفعل ينجذب الأطفال إلى المواد الغذائية التي تباع في البقالات، لشكلها الجذاب ونكهتها اللذيذة، ولكنهم لا يدركون ما تحتويه هذه الأطعمة والأغذية من مواد صناعية ضارة ومنكهات طعم وألوان وسكريات، تؤثر في صحتهم على المديين القريب والبعيد، ولأنني أهوى الطهي والابتكار حرصت على أن أستغل ذلك لمصلحة أبنائي، فأصنع لهم كل ما يرغبون في تناوله في المنزل بمواد صحية أثق فيها، إضافة إلى تقديم الأطباق بأشكال كرتونية تجذبهم. وعن المواد التي تستخدمها في صناعة وجبات أبنائها الصحية، تقول: أستخدم مربى الفواكه الخالي من السكر، مع بذور الشيا وخبز القمح الكامل وزبدة الفستق الحلبي والعسل والحلاوة الطحينية سهلة الدهن والخس، وغيرها من المكونات الغذائية المفيدة. كما أحرص أن تضم حقيبة الطعام التي يأخذونها إلى المدرسة، مواد غذائية صحية مختلفة في مقدمتها الخضراوات والفواكه. وتشير إلى أنها وأسرتها يذهبون أحياناً لقضاء أيام العطلة في أحد المنتجعات أو الفنادق، حيث الإقامة شاملة لبوفيه طعام مفتوح، فتقوم هي بتحضير أطباق أبنائها بنفسها، حيث تبتعد عن اختيار السكريات والدهون الضارة وتزين الأطباق بطريقتها الخاصة حتى تنال إعجابهم ويقبلوا على تناولها. وتلفت إلى أن هناك بدائل تستطيع كل ربة بيت صنعها في المنزل، تستغني بها عن المواد الجاهزة، مثل صنع شوكولاتة النوتيلا في المنزل، واستخدام زبدة البندق أو اللوز مع التمر بدل السكر. وأيضاً صنع المربى في المنزل من الفواكه الطازجة، بدلاً من شرائها جاهزة ومعلبة. وتنصح ميسرة بأن تصطحب الأم أطفالها إلى السوق عند شراء الخضراوات والفواكه، وأن تجعل منها تجربة مميزة للأطفال تحببهم بهذه المنتجات وتشجعهم على تناولها، بأن تقوم بإرشادهم إلى كيفية انتقاء الثمار الناضجة، وأن تسند إليهم مهمة جمعها في الكيس ووزنها. كما يفضل أن تترك لهم حرية اختيار الأصناف التي يرغبون في شرائها، وأن تشيد باختيارهم وانتقائهم، وألا تحد من خياراتهم خصوصاً إذا كانت منتجات غريبة وجديدة، وذلك بالطبع في حدود الميزانية ودون تبذير، فكلما تنوعت النكهات التي يتذوقها الأطفال في صغرهم، كان تقبلهم للطعام الصحي أكثر في المستقبل. نظافة مضمونة تشير سارة عز، ربة بيت، إلى ضرورة أن تحرص كل أم على اختيار الغذاء الصحي لأبنائها، وتجعلهم يعتادونه، ولا تستسلم لرغباتهم في تناول الأطعمة غير الصحية. تقول: أصنع لأبنائي بدائل الوجبات السريعة، مثل شرائح الدجاج المخلي تشيكن ستربس في الفرن أو الناجتس، والمعروفة لدى الأطفال، والتي يفضلون تناولها دائماً، أحضرها بنفسي حيث يكون مصدرها ونظافتها مضمونين. وتفصل سارة مكونات وطريقة تحضير هذه الوجبة، فتقول: نصف كيلو دجاج مفروم جيداً، مع بصلة وفص ثوم وثمرة بطاطس كبيرة مسلوقة وبيضة، مع ملح وفلفل وبهارات متنوعة وملعقة خل كبيرة، وإضافة ملعقة بقسماط حتى يتماسك الخليط، ثم يفرم جيداً في جهاز تحضير الطعام الفود بروس سيسور، ومن ثم يفرد الخليط على بلاستيك الطعام الشفاف، ويقطع على أشكال محببة للأطفال، مثل شخصيات ديزني أو سمكة أو قلب، وتغليفها بالبقسماط مرة أخرى ثم توضع في البراد حتى وقت القلي. ومن الممكن صنع كمية كبيرة وتخزينها في البراد، لاستخدامها وقت الحاجة. أما مروة ناصف، ربة بيت، فتؤكد أنه من الصعب السيطرة على الأطفال، ومنعهم من تناول الأطعمة التي تباع في البقالات، مثل الشيبس والبسكويت، أو تناول الوجبات السريعة في المراكز التجارية والمطاعم، تقول لكنني أحاول قدر المستطاع أن يكون ذلك في أضيق الحدود، وأن يكون مكافأة لهم إذا أحسنوا أداء الواجبات المدرسية أو التمارين الرياضية، وليس بصفة مستمرة. تضيف: كما أحرص على أن أصنع لهم بدائل في المنزل مشابهة لما تقدمه المطاعم، مثل صنع وجبة تشبه وجبات الدجاج المقلي، وذلك بتتبيل صدور الدجاج ووضع البهارات المناسبة، وقليها في الزيت بطريقة خاصة لتكون مقرمشة، وبذلك تكون جودة زيت القلي ونظافة الدجاج مضمونة، مع وضع أكياس الكاتشب بجانب الوجبة. وأيضاً أحرص على أن تتضمن حقيبة طعام المدرسة الخضراوات مثل الخس والخيار والجزر، وتقطيعها بشكل جذاب، أو على شكل وردة أو قطع صغيرة حتى يرغبوا في تناولها. بسكويت ماما تحرص رنيم مصطفى، موظفة، على اختيار الأطعمة الصحية لأبنائها، تقول: يحب أبنائي البسكويت كثيراً؛ لذلك أصنعه لهم في المنزل بمكونات غذائية طبيعية ومفيدة، خالية من الألوان والمواد الصناعية، مثل كوكيز الشوفان. وتتابع: وطريقة إعداد هذا الكوكيز هي: المقادير (لثمانية أشخاص) ثلاثة أرباع كوب من السكر الأبيض، ربع كوب من السكر الأسمر، نصف كوب من الزبدة، نصف ملعقة صغيرة فانيليا، بيضة، ثلاثة أرباع كوب من الطحين، نصف ملعقة باكينج صودا، نصف ملعقة صغيرة قرفة مطحونة، ربع ملعقة صغيرة ملح، كوب ونصف الكوب من الشوفان، نصف كوب زبيب أسود، نصف كوب من جوز الهند المفروم. أما طريقة التحضير فهي: يسخن الفرن تحت درجة حرارة 190 درجة مئوية، وتدهن الصينية بملعقة صغيرة من الزبدة، يخلط السكر الأبيض والسكر الأسمر والزبدة في وعاء الخلاط الكهربائي حتى تتجانس المكونات، ثم تضاف الفانيليا والبيض وتخفق المكونات جيداً، حتى يصبح المزيج خفيفاً ومنتفخاً، ثم يوضع الدقيق والباكينج صودا والقرفة والملح، وتعجن المكونات. ثم يضاف الشوفان والزبيب وجوز الهند، وتمزج المكونات حتى يصبح المزيج متجانساً. بعدها يشكل دوائر أو كرات من العجين في الصينية بواسطة ملعقة، مع ترك مسافة 5 سم بين قطع الكوكيز، وتخبز لمدة 10 دقائق تقريباً، حتى يصبح لونه ذهبياً. تخرج القطع من الفرن، وتترك دقيقة حتى تبرد ثم تقدم. ثقافة غذائية عن مخاطر وجبات الفاست فود وأضرارها على صحة أبنائنا، يقول د. عبد الباسط الشعيبي، مدير المكتب العلمي لمركزدكتور نيوتريشن: أبدأ بذكر مثال بسيط على وجبة الفاست فود التي يتناولها أبناؤنا في مطاعم هذه الوجبات، حيث يحتوي المشروب الغازي المصاحب لها على 7 ملاعق من السكر، لا يشعر الطفل أثناء الشرب بمذاقها، بسبب إضافة منكهات أخرى إلى المشروب تخفي مذاق السكر، هذا السكر إذا لم يحرق يتحول إلى دهون وتبدأ معاناة الطفل من السمنة. يضيف: في ظل إغراءات الشيبس والبسكويت والمقرمشات، لا يستطيع الأطفال الاستغناء عنها، وبإلحاحهم على الوالدين يضعف هؤلاء ويستجيبون لرغبات أبنائهم، إلا أن تناولها يجب أن يكون في أضيق الحدود؛ لأنها تحتوي على زيوت مكررة، ومن الممكن استبدالها بالمكسرات والحلويات التي تصنع في المنزل، والفواكه في صورتها الصلبة؛ لأنها غنية بالألياف والعصائر الطبيعية. ويوجه د. الشعيبي الأمهات إلى اكتساب الثقافة الغذائية؛ حيث يجب مراعاة انتقاء الأغذية لأبنائهم بطريقة صحية، والتوجه إلى بدائل الطعام العضوي الأورجانيك، وإذا كان لابد من شراء الشيبس والبسكويت، فهناك مراكز للتغذية تبيع هذه المنتجات بجودة عالية، ومحتوياتها أقل ضرراً من الموجودة في المتاجر العادية.

مشاركة :