هل يطبق ترامب الرئيس كل ما تفوّه به ترامب المرشح؟

  • 11/11/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فاندا فيلباب- بروانماذا عن سياسة ترامب الخارجية؟.. لعل هذا السؤال، أهمّ الأسئلة التي تدور في ذهن الجميع في أنحاء العالم، بعد انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب. فالكل يتساءل عمّا إذا كان كل ما تفوّه به المرشح ترامب، سيطبقه ترامب الرئيس؟مثل نصْف الولايات المتحدة، يقف معظم العالم الديمقراطي الحرّ مذعوراً إزاء انتخاب المرشح الجمهوري رئيساً للولايات المتحدة. لقد استقطبت الحملة الرئاسية 2016 المجتمع الأمريكي. وأيّد ترامب سياسات العنصرية والكراهية وصبّ جام انتقاداته اللاذعة، على أعداء من صنع الخيال. كان المهاجرون إلى الولايات المتحدة من المكسيك والشرق الأوسط، فضلاً عن المسلمين بوجه عام من بين أهداف ادعاءاته التي اتهمتهم بعدم الولاء والتخريب والإرهاب الوشيك. وفي سلسلة من القضايا، من السلامة العامة وحفظ النظام إلى أمن الحدود، والهجرة ومكافحة الإرهاب، إلى التعامل مع الحلفاء والمنافسين، اعتنق تدابير اتخاذ مؤذية وذات نتائج عكسية، ووهمية تماماً في بعض الأحيان. ووعد نهجه الذي اعتمد شعار أمريكا أولاً، بسحب أمريكا إلى ما دعاه أمريكا القلعة، وبناء جدران حولها، ووضع البلاد في موقف دفاعي تجاه الآخرين. وفي غمار حملته الانتخابية، شوّه سمعة الحلفاء وشكك في فائدة الناتو، وسعى إلى عقد صداقة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الرغم من سياسة بوتين المناوئة لأمريكا بجلاء، وابتهج بإهانة الجيران مثل المكسيك، وانتقد الصين مراراً، واقترح سياسات للشرق الأوسط تراوحت بين الافتقار إلى المعرفة (مثل وعده بإحباط الاتفاق النووي الأمريكي- الإيراني)، والغرابة وغير القابلية للتطبيق (مثل أخذ النفط بعيداً عن داعش)، والسياسات غير المحددة تماماً (مثل كيفية محاربة داعش أو كيفية التعامل مع الأزمة السورية). وفي حين أنه رفض التجارة العالمية المفتوحة، بما في ذلك الشراكة عبر المحيط الهادئ، واعداً بتمزيق اتفاقية نافتا (اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية)، بقي صامتاً إزاء مجموعة مهمة من قضايا السياسة الخارجية، مثل أفغانستان، حيث تتورط الولايات المتحدة في خضم معركة صعبة ضدّ حركة طالبان القوية، وما إذا كان استمرار الوجود الأمريكي يشكل فرقاً حاسماً لصالح بقاء الحكومة الأفغانية ومنع نشوب حرب أهلية شاملة. وقد طلبت طالبان بالفعل من الرئيس المنتخب ترامب، سحب القوات الأمريكية من أفغانستان، ومع ميوله الانعزالية الجديدة، قد يميل إلى أن يفعل. وقد احتفى بعض الساسة الأجانب بانتخابه: فكانت وسائل الإعلام الروسية فرحة بذلك. وتلقت الأحزاب اليمينية المتطرفة في ألمانيا وفرنسا دفقة من الحماس، شاعرة بأن موجة الشعبوية التي تجتاح العالم قد تحملها هي أيضاً إلى سدة السلطة في العام القادم. تلك أمتعة ثقيلة يجلبها ترامب إلى المكتب البيضاوي. فمصداقية الولايات المتحدة، كدولة ملتزمة بالتعدد، والتعددية الثقافية، والشمول، والفرص للجميع، وحقوق الإنسان- وبعبارة أخرى، قوة الولايات المتحدة الناعمة- تلقت لطمة خطرة. واستعادة تلك السمعة للقيادة المستنيرة، ستكون صعبة على الرئيس ترامب، نظراً لكراهية الأجانب، التي برزت في خطابه في الطريق إلى البيت الأبيض. وفي سيناريو قاتم، سيحاول الرئيس ترامب تطبيق السياسات التي أعلنها كمرشح للانتخابات. ومع أن من غير المرجح أن يسحب ترامب الولايات المتحدة من منظمة حلف شمال الأطلسي، فإن موقفه الذي نشر الفرقة والانقسام يمكن أن يلحق أضراراً بالغة بالحلف. ويبدو أن فائدته لا تذكر لمعظم المنظمات الدولية المتعددة الجنسيات، بما في ذلك الأمم المتحدة وعملياتها لحل النزاعات الدولية. وإذا استمر في محاولاته المعلنة بأن يطلب ببساطة من الآخرين، تبني سياسات مناقضة لمصالحهم، ويجعلهم يدفعون تكاليف الجدران والحروب، ويتذبذب بين الانسحاب والاندفاع الغاضب الغريب، فقد يؤذي العديد من العلاقات الثنائية في آسيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية. وقد يصعّد ردود الفعل على نحو خطر إزاء كوريا الشمالية، ويكثف التوترات مع الصين. * زميلة في معهد بروكينغز موقع: بي بي اس (خدمة الإذاعة العامة) الأمريكية.

مشاركة :