عبدالله بن زايد: الإمارات وروسيا ترتبطان بعلاقات متميزة

  • 11/11/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ترأس سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أمس الأول أعمال الاجتماع السادس للجنة المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا الاتحادية في العاصمة موسكو، وتم خلالها بحث سبل توطيد علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الجانبين. حضر الاجتماع عمر سيف غباش سفير الدولة لدى روسيا الاتحادية و محمد شرف الهاشمي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي. وأكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن هذا الاجتماع يؤكد الحرص والاهتمام في السعي نحو تحقيق طموحات وتطلعات قيادة وشعبي البلدين لبلوغ آفاق جديدة على مستوى التعاون بما يخدم المصالح والأهداف المشتركة. وأعرب سموه عن شكره وتقديره لدينس مانتوروف وزير الصناعة والتجارة والحكومة الروسية على استضافة أعمال الاجتماع، والذي يعتبر خطوة كبيرة لاستكمال مسيرة تطوير العلاقات الثنائية الاستراتيجية المتميزة بين البلدين الصديقين في المجالات كافة من خلال تبادل وجهات النظر وبحث أوجه التعاون في مختلف القضايا التي تهم البلدين. وأوضح سموه أن انعقاد هذا الاجتماع يعد دليلاً على النجاح الذي حققته الاجتماعات السابقة للجنة المشتركة بين البلدين والتي تعتبر فرصة لتقديم الاقتراحات والحلول العملية للتغلب على العقبات التي تعيق تطوير هذه العلاقات. أضاف سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات وروسيا الاتحادية ترتبط بعلاقات تاريخية متميزة حيث بدأت العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفييتي في عام 1971 وفي عام 1991 استكملتها روسيا الاتحادية، ونحن نحتفل اليوم بمرور 45 عاماً على هذه العلاقة التي اتسمت بطابع الصداقة والودية والاستقرار مبنية على روح التفاهم والاحترام المتبادل لذلك شهدت تطوراً هائلاً في مختلف المجالات. وحث سموه على مضاعفة الجهود لتدارس ما تم تحقيقه من إنجازات في إطار العلاقات الثنائية وذلك لوضع خطط مستقبلية تدفع نحو تحقيق الرغبة المشتركة للبلدين في تعزيز العلاقات والارتقاء بها وزيادة التنسيق والتوفيق في المواقف السياسية اتجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك وتبادل الدعم في المحافل الدولية، مشيدا سموه بالزيارات عالية المستوى بين البلدين. الدبلوماسية الاقتصادية وأكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أهمية الدبلوماسية الاقتصادية في رسم خريطة السياسة الخارجية في الدولة، مشيداً بدور اجتماع اللجنة المشتركة في مد جسور التواصل الاقتصادي بين البلدين وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات. وأضاف أنه على الرغم مما تشير إليه الإحصاءات الأولية من ارتفاع حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين خلال الشهور الثمانية الأولى من العام الحالي بنحو 16.6%، إلا أن هذا الارتفاع ما يزال غير كاف لتعويض التراجع الملحوظ الذي شهده التبادل التجاري غير النفطي ما بين العامين 2014 و2015 حيث انخفض من 2.73 مليار دولار عام 2014 إلى 1.76 مليار دولار عام 2015، وبما لا يتناسب مع المستوى المتقدم للعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين. وأكد أن دولة الإمارات لديها البنية التحتية الجاهزة القادرة على المنافسة العالمية باعتبارها مركزاً عالمياً للنقل الجوي والموانئ البحرية للتصدير ولإعادة التصدير.. داعياً الجانب الروسي للاستفادة من خبرة دولة الإمارات في هذا المجال وجميع رجال الأعمال والمؤسسات الموجودة من الجانبين في هذا الاجتماع لاستغلال هذه الفرصة للتعرف إلى الفرص المتاحة والإمكانات في كلا البلدين وبحث سبل التعاون المشترك التي ستساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية. وذكر سموه أنه وفقاً للإحصاءات هناك ما يقارب ال 300 شركة روسية عاملة في دولة الإمارات، مرحباً بالاستثمارات الروسية في الدولة، مشيداً بمذكرات التفاهم الاقتصادية والاستثمارية التي وقعت سابقاً والتي تؤكد مدى حرص وجدية الجانبين في التعاون، معرباً عن تطلعه لتوقيع مزيد من مذكرات التفاهم التي تعكس حرص قيادة البلدين على تعزيز التعاون بمختلف القطاعات. ونوه سمو وزير الخارجية والتعاون الدولي بالوثائق القانونية التي سيتم التوقيع عليها خلال أعمال الدورة السادسة للجنة المشتركة، مؤكداً ضرورة استمرار عمل اللجنة المشتركة ومتابعة تنفيذ توصياتها. مشكلة ليميتلس وأثنى سموه على تعاطي الجانب الروسي بشكل إيجابي لحل مشكلة شركة ليميتلس التي يأمل الانتهاء منها في القريب العاجل وذلك ترجمة لمدى سعي الجانبين لتذليل العقبات أمام المستثمرين من البلدين، لافتاً إلى أن حل مسألة شركة Dragon Oil يمثل إضافة إيجابية على تشجيع الاستثمار بين البلدين. وأشاد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بالشراكة بين شركة مبادلة والصندوق السيادي الروسي RDIF والتي نشأت عام 2013 وتهدف إلى التعاون الاستثماري بين الجانبين على المدى الطويل، مشيراً إلى أن الفريق المشترك قام بالعمل على مشاريع في مختلف القطاعات منها الصناعة التعدين والبنية التحتية والاتصالات والطاقة واللوجستية وتبلغ قاعدة الاستثمارات التي تتولى مبادلة إداراتها 6 مليارات دولار. وقال سموه إن عدد الرحلات الجوية الأسبوعية بين البلدين بلغت 55 رحلة تسيرها ناقلاتنا الوطنية ما يدل على اهتمام الدولة بزيادة التعاون، داعياً إلى ضرورة تعاون الجهات المختصة من الجانبين للوصول للحرية الخامسة وزيادة عدد الرحلات الجوية التي تساهم في رفع حركة السياحة والتجارة بين البلدين. فرق العمل وأوضح سموه أن فرق العمل الموجودة حالياً في إطار اللجنة المشتركة الإماراتية الروسية تعمل بجد لتفعيل العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ومنها فرق العمل المعنية.. بالتعاون الإقليمي والاستثماري وبالصناعة والابتكار وبالتعاون في مجال الألمنيوم إضافة إلى فريق العمل المعني بالتعاون بالأمور البنكية والمالية، مشيدا بمخرجات الاجتماع الثاني لفريق العمل المعني بالتعاون الإقليمي والاستثماري. دفع العلاقات الثنائية أعرب دينس مانتروف وزير الصناعة والتجارة الروسي عن أمله في أن تسهم اجتماعات اللجنة المشتركة في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين قدماً. وقال إن الاحصاءات في روسيا تشير إلى زيادة تصل إلى 16 في المئة في حجم التبادل التجاري بين روسيا ودولة الإمارات بقيمة تجاوزت 890 مليون دولار أمريكي خلال الشهور الثمانية الأولى من هذا العام، الأمر الذي يعتبر جيداً إلا أنه لا يتناسب مع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين والقرص المتاحة للقطاعات الحكومية والخاصة. وأكد مانتروف على التعاون القائم مع دولة الإمارات في عدد من المجالات الحيوية، معرباً عن تطلعه لزيادة مجالات العمل الثنائي والتبادل التجاري ليشمل مجالات أخرى كالزراعة والتكنولوجيا الحديثة.وبحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان و دينيس مانتروف - خلال لقاء جمعهما - العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في المجالات كافة. أكد الوزير الروسي حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع دولة الإمارات وتطلعها نحو دفع آليات التعاون المشترك بينهما في شتى المجالات انطلاقاً من العلاقات المتميزة التي تربط البلدين والسمعة الطيبة التي تحظى بها دولة الإمارات على الصعيد الدولي لما تلعبه من دور حيوي على الصعيد الاقتصادي والتجاري والسياحي في المنطقة. ووقع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان ودينس مانتروف على محضر الاجتماع السادس للجنة المشتركة الإماراتية - الروسية. كما شهد سموه ومانتروف، التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال إضفاء الصبغة القانونية على متحصلات جريمة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بين وحدة مواجهة غسل الأموال والحالات المشبوهة في دولة الإمارات والمصرف المركزي الروسي، واتفاقية التعاون الفني في مجالات التقييس والمترولوجيا وتقييم المطابقة بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس والوكالة الاتحادية للتنظيم والمقاييس الروسية. اجتماعات أعضاء الوفدين كانت وزارة الخارجية والتعاون الدولي قد نظَّمت بالتنسيق مع وزارة التجارة والصناعة الروسية اجتماعات لأعضاء الوفد الإماراتي المشارك في اللجنة. وشاركت وزارة الاقتصاد واتحاد غرف التجارة الإماراتية في اجتماعات مع وزارة الصناعة والتجارة الروسية، وتم خلالها مناقشة فرص وإمكانات التعاون والاستثمار وتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي وتشجيع المشاركة في المعارض التجارية التي تقام في كلا البلدين. كما تم عقد اجتماع بين مصرف الإمارات المركزي والمصرف المركزي الروسي جرى خلاله توقيع مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال مكافحة الجرائم المرتبطة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب. وفي مجال السياحة.. عقد اجتماع بين وزارة الاقتصاد وممثلين عن القطاع السياحي بروسيا تم خلالها مناقشة وبحث فرص التعاون، كما بحث المجلس التنفيذي لحكومة الشارقة فرص التعاون مع الشركات السياحية الروسية. وبحثت وزارة التغير المناخي والبيئة في الدولة ووزارة الزراعة الروسية التعاون في مجالات الصحة النباتية والأمن الغذائي وتبادل المعلومات بشأن اللوائح والإجراءات.وفي مجال الطاقة النووية.. بحثت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في دولة الإمارات فرص التعاون في مجالات البحث والتطوير والتدريب في قطاعات الطاقة النووية السلمية وتطوير البنية التحتية وتشغيل وصيانة المحطات النووية السلمية. كما عقد اجتماع بين هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس والوكالة الاتحادية للتنظيم والمقاييس الروسية، و تم خلاله التوقيع على مشروع اتفاقية التعاون الفني في مجالات التقييس والمترولوجيا وتقييم المطابقة. وبحث ممثلو وزارة الطاقة وشركات مبادلة للتنمية والاستثمارات البترولية الدولية آيبيك وبترول أبوظبي الوطنية أدنوك والظفرة العالمية للزيوت ادلوف ونفط الهلال في الدولة مع وزارة الطاقة الروسية فرص التعاون في مجالات الطاقة والنفط. كما شاركت وزارة الثقافة وتنمية المعرفة وشركة Towfour54 ومؤسسة الإمارات للفضاء وشركة العربية للطيران ومجلس أبوظبي للتعليم في اجتماعات مختلفة لمناقشة وبحث فرص التعاون في مجالات الثقافة والفضاء والنقل الجوي والتعليم.(وام)

مشاركة :