لا لغة تفوق لغة الأرقام - راشد محمد الفوزان

  • 3/18/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

أسمع كثيراً من الحوارات من مجالس ومنتديات ومسؤولين، وكثير مما يردد وحين تطرح سؤالاً محدداً وتقول "هل لديك أرقام"؟ والأرقام تحضر وتطلب حين يكون ضرورة واستدلال على أساسها الأرقام. تسمع كلمة بطالة؟ أزمة سكن؟ متوسط الرواتب أو مستويات الرواتب؟ من ينفي أرقام تنشر كدخل الدولة أو قيمة مشروع أو صيانة، أرقام كثيرة نحتاجها للاستدلال بها والحوار أصبحت السمة الغالبة العشوائية، حتى في الرياضة عدد جماهير أو بطولات كل يضع رقماً، نسبة الأمراض وانتشارها وغيره كثير مما نحتاجة في حياتنا اليومية، وهذا ما يضع أي نقاش غير دقيق أو صحيح وفاقد المصداقية، ومع ذلك نستمر ونناقش وكل يزيد من طرفه، ولا تفهم سبب المبالغات بالأرقام وتضخيمها مع كل حوار ونقل، ففقد الغالبية الثقة بالحوار والمحاور لأنه لا شيء صحيحا. المسؤول يتحدث عن منجزات وعمل وأن هناك ما ينجز وحين تقول كرماً منك نريد لغة أرقام، نادراً من يتحدث بلغة الأرقام إلا الواثق والذي يعمل، لغة الأرقام لا تقبل النقاش ولا التسويف ولا الجدل كثيرا، كم مدرسة كانت وكم أصبحت، كم طائرة كانت وكم أصبحت، كم البطالة وكم أصبحت، كم عدد المستشفيات وكم أصبحت، كم عدد المتخلفين من الأجانب وكم أصبح، كم نسبة إنجاز المعاملة أو النظر في قضية في وزارة العدل وكم أصبحت، كم نسبة الاعتماد على النفط وكم أصبحت، كم وكم..؟كثير من الأرقام نحتاجها لكي ندرك ونعلم ونعرف ما ينجز. لغة الروايات والتصاريح بلا أرقام وإحصاء يجب أن تتوقف وتنتهي فهي لا تعني شيئا بدون أرقام، فالجمهور أصبح أكثر وعياً ومعرفة وإدراكاً ويجب أن يحترم، وكل ما اقترب المسؤول من أن يكون شفافاً ومستعداً لكل شيء فهو ينجز ويعمل ولا يخاف ويهاب شيئاً، وهذا هو المطلب شفافية مع إنجاز وعمل بارز وعلى الأرض. لنغير أسلوب حوارنا كمواطنين ومسؤولين، أن تكون لغة يردفها الأرقام، والحقيقة بلا مبالغة وعدم تضخيم، وأن ينتهج المسؤول لغة الأرقام والإحصاء والمقارنة للفترات مع الحالية، هذا سيضع بدقة مستوى العمل وما ينجز، ومن يعمل أو لا يعمل بكل بساطة ووضوح وشفافية، وهذا ما نحتاجة كثيرا ببلادنا التي اغرقتها لغة التضخيم والعشوائية وعدت المصداقية ككرة تكبر مع مرورها أكثر بين الناس، لنتوقف عن هذا الأسلوب الذي سلبياته تفوق إيجابياته بكل وضوح وشفافية.

مشاركة :