تسعى مدينة دبي الإماراتية إلى تعزيز قدراتها السياحية والاقتصادية من خلال تنفيذ مشروع له أبعاد تاريخية، يتمثل في القناة المائية التي جرى تنفيذها على مدى 3 أعوام، بتكلفة تصل إلى 3.7 مليار درهم (مليار دولار) وامتداد 12 كيلومترا، تربط بين الخور في وسط المدينة وبين مياه الخليج العربي. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إن عملية التطوير المستمرة للقدرات الاقتصادية المحلية تتطلب تشجيع الفكر المبدع وتهيئة البيئة الداعمة له، وتستدعي النظر في الأفكار المطروحة كافة، لا سيما من الشباب مهما كانت غير تقليدية، أو تبدو في ظاهرها بعيدة عن إمكانية التطبيق، وإخضاع الأفكار كافة للبحث والدراسة، نظرًا لكون الإبداع هو نهج التفكير فيما وراء التقليدي، وهو الذي يضع الخط الفاصل بالغ الدقة بين النجاح والتميز. وأضاف الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «كل إنجاز نحتفل به وكل نجاح نحققه هو حافز لنا أن ننظر إلى الأمام بنظرة ملؤها الإصرار والعزيمة، على الذهاب إلى مسافات أبعد في سباقنا نحو التميز، وأن نتحدى أنفسنا لإطلاق أفضل ما نملك من أفكار، وأن نصل إلى الحدود القصوى من الإبداع، وأن يكون الشباب حاضرًا دائمًا بقوة في قلب منظومة العمل، بفكره المتطور وطموحاته الكبيرة وطاقته الإيجابية، التي نراها محرك دفع رئيسيًا لقاطرة التنمية، لكي نصل إلى ما نأمله من درجات أسمى من الرفعة والتقدم، وأن تكون إنجازاتنا دائما سببًا في سعادة المواطن والمقيم والزائر على حد سواء». والممر المائي الجديد والذي دشنه حاكم دبي أول من أمس، ينتظر أن يكون شريانًا حيويًا جديدًا وإضافة مهمة، بحسب ما ذكره مسؤولون، وسيكون له أثره في تعزيز الحركة السياحية، حيث يُخطط له أن يضم منشآت ومرافق سياحية، وتتطلع فيه الإمارة الخليجية للإسهام في الحركة الاقتصادية والاجتماعية. ويتضمن المشروع، بناء على المعلومات الصادرة، بناء واجهة مائية على قناة الخور بطول 12 كيلومترا تضم أطول متنزه سياحي على مياه دبي، إضافة إلى بناء خمسة مراسي لليخوت والقوارب، كما يضم المشروع وحدات سكنية ومرافق سياحية فريدة التصميم، كونها عائمة على سطح مياه القناة، إضافة إلى نادٍ لليخوت والسياحة البحرية، ومساحات للمنافذ التجارية والترفيهية على امتداد رصيف مائي جديد. وقال مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات: «القناة أصبحت معلمًا حضاريًا وسياحيًا يقدم أسلوبًا جديدًا للحياة في مدينة دبي»، مشيرًا إلى أن للقناة تأثيرات إيجابية كثيرة، حيث ستسهم في تحسين جودة المياه في خور دبي والخليج التجاري وقناة دبي المائية بنسبة 33 في المائة. ويُتوقع أن تستقطب المنطقة الجديدة أكثر من 30 مليون زائر سنويًا. ، وستسهم في زيادة القوة التنافسية العالمية لدبي، وتعزيز قيمة الأراضي والعقارات في المناطق القريبة من القناة. وأضاف أن القناة ستوفر فرصة إضافية لتفعيل دور النقل البحري لخدمة النشاطات السياحية والتجارية والسكنية في المنطقة، ويتوقع أن يصل عدد ركاب وسائل النقل البحري في القناة إلى أكثر من مليون راكب سنويًا حتى عام 2020، يرتفع إلى أربعة ملايين راكب سنويًا عام 2030.
مشاركة :