أقليات أميركا قلقة من تصاعد النزعة العنصرية في عهد ترامب يثير فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية مخاوف الجالية المسلمة في الولايات المتحدة، التي ذكرتها نتيجة الانتخابات بتصريحاته التي تعهد من خلالها بالحد من تواجد أفرادها، وبترويجه لخطاب الكراهية والخوف من الآخر، فيما لم تنجح تصريحاته المطمئنة ضمن خطاب النصر في التخفيف من حدة هذا القلق، خاصة وأن العالم يشهد تصاعدا للموجات الشعبوية والعداء للمسلمين، بالتزامن مع تصاعد الحرب على الإرهاب وتصعيد الجهاديين لعملياتهم في البلدان الغربية. العرب [نُشرفي2016/11/11، العدد: 10452، ص(6)] ترامب لا يمثل الحلم الأميركي واشنطن - استيقظت الأم ياسمين شهاب في نيوجيرسي من نومها على صوت بكاء ابنتها صبيحة انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة بعد حملة ركز خلالها المرشح الجمهوري الفائز على فكرة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين ووضع قيود على اللاجئين المسلمين. وقالت ابنة ياسمين، البالغة من العمر عشرة أعوام والمولودة في الولايات المتحدة، بذعر “إن الرئيس ترامب سيفرض حظرا علينا وسيجعلنا نغادر أميركا.. أين سنذهب؟”. وتكرر هذا السؤال في أنحاء عديدة من الولايات المتحدة، حيث يشكل المسلمون نسبة هامة من المجتمع؛ وأعربوا عن تخوفهم من ارتدادات انتخاب ترامب بعد أن أبلغ بعض العمال المهاجرين عن تعرضهم للتهكم والمضايقة فيما طلب أطفال مدارس إعادتهم إلى منازلهم بعد تعرضهم لمضايقات على أساس عرقي أو ديني. ويأتي قلق الجالية المسلمة في الولايات المتحدة من فوز ترامب بعد أن حرض خطابه الغاضب ضد المهاجرين، وتصاعد نبرة خطاب القوميين البيض من مؤيديه، ما ولد مخاوف كثيرة لدى المهاجرين الأميركيين والأقليات. ويترقب المهاجرون بقلق سلسلة الإجراءات التي كان ترامب وعد بها ضمن ملف الهجرة، بما في ذلك بناء جدار على طول الحدود الأميركية المكسيكية وتعليق الهجرة من البلدان المرتبطة بالإرهاب، وتشعر بمخاوف أن تكون فاشية حازمة ومهددة لبقائهم في الولايات المتحدة. يعتقد محللون أن دونالد ترامب رجل العقارات الذي تمكن خطابه الشعبوي من إقناع الناخب الأميركي بالتصويت له استغل مشاعر الكره المتفشية ضد المهاجرين بصفة عامة والمسلمين بصفة خاصة كورقة رابحة في حملته الانتخابية بإقناعهم أن الهجرة، من أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، جذر المشاكل التي يعاني منها الكثير من الأميركيين كما لعب على وتر المخاوف من الإرهاب في الداخل والخارج. الجالية المسلمة تترقب بقلق سلسلة الإجراءات التي وعد بها دونالد ترامب ضمن ملف الهجرة تصريحات انتخابية فقط يستبعد محللون تطبيق ترامب الفعلي لتصريحاته، مشيرين إلى أنه لن يشكل خطرا على العرب والمسلمين في أميركا لأنهم مواطنون أميركيون أيضا، وفيهم من صوت له. ورغم أن ترامب ربما سيكون بوسعه إصدار مراسيم رئاسية لإلغاء قرارات اتخذها الرئيس الديمقراطي باراك أوباما بشأن الهجرة إلا أن الكثير من وعود الجمهوريين ستتطلب تعاون الكونغرس وربما تواجه بدعاوى قضائية. وحذر خبراء كذلك من أن الوصول إلى نحو 11 مليون لاجئ غير شرعي وترحيلهم من الولايات المتحدة ستكون له تكلفة لوجستية ومالية باهظة للغاية. ومن بين هؤلاء القلقين بشدة من مسألة الترحيل شبان يعيشون في الولايات المتحدة ضمن برنامج بدأ بأمر من أوباما لكن اعترض عليه الكثير من الجمهوريين في الكونغرس. وكان أوباما سمح بهذا البرنامج من خلال مرسوم، بعدما رفض الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون ما سمي “قانون الحلم”. وقالت لورينا غونزاليس، وهي عضو ديمقراطي في مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا، إنها استمرت في تلقي اتصالات من الناخبين القلقين طيلة يوم الأربعاء، فيما قالت سناء ألطاف، المولودة في باكستان وتحظى بحماية القانون وتعيش في نيويورك حاليا، إن “أبويها مقيمان بصورة قانونية وآمنة لكنها تخشى على نفسها بسبب وضعها”. وأضافت “ظللت أبكي طوال الليلة الماضية وحتى صباح اليوم. كان هناك إحساس مسيطر بأنك لست محل ترحيب هنا”. ولم تنجح تطمينات ترامب التي بعث بها في خطاب النصر في التقليص من هذا القلق. وكان ترامب قد تحدث في خطاب الفوز بلهجة تتسم بنبرة تصالحية خلافا لتلك التي سادت خلال الحملة، ودعا إلى الوحدة، حيث قال “أتعهد أمام كل مواطن في بلادنا بأن أكون رئيسا لجميع الأميركيين من كل الأعراق والأديان والأصول والمعتقدات”. غير أن هذه المفردات لم تحدث صدى جيدا لدى شابات أميركيات من أصل لبناني كن في مطعم “ذي لافا لاونج” في ديربورن، وكن يتابعن صدى الانتخابات وخطاب ترامب، حيث قالت إحداهن وتدعى أليس، إن فوز ترامب “يكشف عن مقدار الحقد والكراهية في بلادنا”. وقالت إن “الأضرار كبيرة”. فيما أكدت شقيقتها نادين التي تبلغ الرابعة والعشرين من العمر “لديّ انطباع بأن الأيام القاتمة قد بدأت للتوّ”. وأوضحت أن “التقدم الذي تحقق خلال 60 عاما قد تبدد في ليلة واحدة”. وأضافت أخرى نحن لبنانيات في الأصل لكنننا أميركيات منذ خمسة أجيال. لكن أميركيين مسلمين آخرين لا يشاطرونهن قلقهن ولا تشكل مسائل الهجرة قلقا كبيرا بالنسبة إليهم، حتى أن عددا كبيرا منهم قال إنهم فرحوا بفوز دونالد ترامب، لأنهم لا يثقون بكلينتون. عرب أميركيون في مراكز القرار شارك ثلاثون مواطنا من العرب الأميركيين في الانتخابات المحلية وانتخابات الولايات، والانتخابات الفيدرالية التي تم إجراؤها يوم الثلاثاء، بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية. وقد تمكن عدد كبير منهم من الحصول على مقاعد، ومنح النصر للمجتمع العربي الأميركي. ومن بين العرب الأميركيين الذين تم انتخابهم للحصول على مناصب، فاز كريس سنونو بأعلى مقعد بنسبة 49 في المئة من الأصوات في ولاية نيو هامبشاير. وفاز داريل عيسى، وهو واحد من أرقى الجمهوريين في مجلس النواب. الذي واجه أصعب معركة من أجل إعادة انتخابه، ولكن انتهى به المطاف للفوز بنسبة 51 في المئة من أصوات ناخبيه من جنوب كاليفورنيا. وأعيد انتخاب رالف إبراهيم لمقعد الدائرة الانتخابية الخامسة ولاية لويزيانا. وهو جمهوري وصوّت مع حزبه ضد تدابير الإنفاق الحكومي. وفاز عبدالله حمود (26 عاما) بحوالي 62 في المئة من الأصوات مقابل منافسه الجمهوري، رينو، وهو مصارع تابع لمؤسسة المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو.دبليو.إي". وسوف يمثل حمود مدينة ديربورن، التي تضم أكبر تجمع للأميركيين العرب في البلاد. وحطمت إلهان عمر، وهي لاجئة سابقة، الحواجز عندما أصبحت أول ممثل للعرب الأميركيين كنائبة عن ولاية مينيسوتا، وهي أول مسؤولة أميركية صومالية منتخبة في البلاد، وأول امرأة مسلمة أميركية يتم انتخابها للمجلس التشريعي لولاية مينيسوتا. ويعتبر هؤلاء أمل الجاليات العربية والمسلمة في تحقيق التوازن وصد مشاريع ترامب التي تجعلهم في خطر. :: اقرأ أيضاً تشكيل فريق حكومي متين أبرز تحديات الرئيس الأميركي المعارضة السورية لا تتوقع الكثير من ترامب ولايات أميركية غاضبة من فوز ترامب فارس سعيد: كلفة المصالحة دخول لبنان في المحور الإيراني السوري
مشاركة :