كثّفت قوات الأمن المصرية، الجمعة 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، من إجراءاتها في عدة ميادين رئيسية، كما قامت بتطويق مداخل القاهرة الكبرى عبر لجان تفتيشية؛ تحسباً لمظاهرات مرتقبة دعا إليها معارضون اليوم تحت شعار "ثورة الغلابة". وقال مصدر أمني، إن "قوات الشرطة قامت بتطويق مداخل محافظات القاهرة، والجيزة (غرب العاصمة)، والقليوبية (شمال)؛ وذلك من خلال نشر الأكمنة والتمركزات الأمنية الثابتة والمتحركة على تلك المداخل، سواء بالطرق الصحراوية أو الزراعية"، حسب وكالة الأنباء المصرية الرسمية. وفي ميدان هشام بركات (رابعة سابقاً)، شرقي القاهرة، قام خبراء المفرقعات صباح اليوم (الجمعة)، بتمشيط الميدان باستخدام الكلاب البوليسية، فيما تمركزت سيارة لشرطة النجدة أمام البوابة الرئيسية لمسجد رابعة العدوية؛ تحسباً لوجود أي عبوات ناسفة تهدف إلى التخريب وإثارة الشغب، حسب المصدر ذاته. كما شهد ميدان التحرير، صباح اليوم، إجراءات مكثفة، حيث تمركزت تشكيلات أمنية، ومدرعة شرطة بالجهة اليمنى لميدان التحرير المواجِهة للمتحف المصري، ودورية أخرى ومدرعة شرطة بتقاطع شارع محمد محمود القريب من الميدان، بالإضافة إلى فوجين أمنيين ومدرعتي شرطة بميدان عبد المنعم رياض، حسب المصدر نفسه. ويعد ميدان التحرير، رمزاً لثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي أجبرت الرئيس الأسبق حسني مبارك على التنحي في 11 فبراير/شباط من العام ذاته، بعد نحو 30 عاماً في الحكم. فيما تشهد شوارع العاصمة تواجداً أمنياً مكثفاً لقيادات أمنية ودوريات ذهاباً وإياباً للتعامل مع أي طارئ وسط سيولة في الحركة المرورية. كما قامت سلطات أمن مطار القاهرة الدولي بتشديد إجراءاتها التفتيشية على المداخل والمخارج المؤدية إلى الصالات، من خلال تفتيش السيارات والأفراد داخل الأتوبيسات وتكثيف الأكمنة الثابتة والمتحركة داخل حيز المطار، فضلاً عن انتشار أفراد الأمن السريين أمام الصالات، حسب المصدر ذاته. وفي سيناء، (شمال شرق)، اتُّخذت إجراءات أمنية مشددة، وتم رفع حالة الطوارئ خاصة في شمال سيناء، التي تشهد هجمات مسلحة بشكل شبه يومي ضد قوات الجيش والشرطة. ومساء أمس (الخميس)، قرّرت السلطات المصرية إغلاق محطة مترو الأنفاق المعروفة باسم "السادات" المؤدية إلى ميدان التحرير (وسط القاهرة). فيما أكد خبراء لـ"الأناضول" أنه رغم وجود حالة من الغضب الشعبي المتصاعد، لا سيما في ظل الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، فإنه من المستبعد حدوث ثورة حالياً، وإن كان متوقعاً اندلاع مظاهرات محدودة في أماكن نائية. وأرجع الخبراء ذلك، إلى أن هناك استعدادات أمنية مكثفة، فضلاً عن حالة التعبئة الإعلامية المكثفة ضد المظاهرات والدعوة للاستقرار، إلى جانب تحصين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لنفسه بالشرطة والجيش والقضاء. ومنذ فترة، تنتشر دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبين قطاعات من المصريين، تطالب بالتظاهر اليوم (الجمعة)، تحت عنوان "11-11 ثورة الغلابة (الفقراء)" للمطالبة برحيل نظام السيسي احتجاجاً على ارتفاع الأسعار. وأمس (الخميس)، دعا تيار من "الإخوان"، والتحالف الداعم لأول رئيس مدني منتخب بمصر محمد مرسي، المصريين إلى المشاركة في المظاهرات. وفي منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، توقع السيسي، في تصريحات صحفية، فشل دعوات "ثورة الغلابة"، المطالِبة برحيله. وطالب السيسي، مساء الإثنين الماضي، قيادات الجيش والشرطة والاستخبارات ببلاده بـ"اليقظة والحذر"، وذلك خلال اجتماع ضم وزيري الدفاع صدقي صبحي، والداخلية مجدى عبد الغفار، ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة توحيد توفيق عبد السميع، ومدير المخابرات الحربية محمد فرج الشحات، ومدير المخابرات العامة خالد فوزي.
مشاركة :