رعى أمير منطقة الباحة مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمس، فعاليات ورشة عمل "تطوير المنتجات السياحية وابتكار الحلول الاستثمارية بالباحة في ظل "رؤية المملكة 2030". وشهدت الورشة عرض الفرص الاستثمارية، بحضور عدد من رجال الأعمال والأكاديميين، والمتخصصين في تطوير مفهوم السياحة الوطنية. وأقيمت ورشة العمل في مكتبة الملك فهد العامة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة . وألقى رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر آل فهيد كلمة نقل فيها تحيات الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الرئيس الفخري للمنظمة العربية للسياحة. وأشاد بدور الجامعة من خلال مركز المبدعون لاستضافته لهذه الورشة ومشاركة نخبة متميزة من رجال الأعمال والأكاديميين، مثمنًا الجهود التي يبذلها مجلس التنمية السياحية بالباحة وفرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الباحة لخدمة السياحة. وقال "آل فهيد": "السياحة لا تنمو ولا تتطور إلا بركيزة أساسية هي الأمن والاستقرار، وإن وطننا ولله الحمد بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وحكومته الرشيدة يعيش بأمن واستقرار ورخاء وازدهار". وأضاف: "حجم الاستثمارات العربية بلغت ٥١ مليار دولار إلا أن هناك هجرة للأموال خارج الوطن العربي ومن هذا المنطلق رأت المنظمة أن توجد المناخ المناسب للتنمية وتطوير الاستثمارات داخل أوطانها". وأردف: "الأمير سلطان بن سلمان دعم الاتفاقية التي تم توقيعها مع البنك الإسلامي للتنمية من إصدار بوانص الاستثمار والتي ستساهم في جذب الاستثمارات من داخل وخارج المملكة وسيكون أثرها ممتداً للسياحة بمنطقة الباحة". وتابع: "نطالب بالعمل على إيجاد السياحة المستدامة التي من شأنها جذب المستثمرون لإقامة المشاريع السياحية والبرامج والمنتجات السياحية كالسياحة العلاجية، مشيراً إلى أن المنظمة لها تجربة من خلال توقيعها مع تركيا في عدد من المشاريع العلاجية". وقال "آل فهيد": "حجم الإنفاق من دول مجلس التعاون بلغ ٢٧ مليار دولار على السياحة العلاجية". وأضاف: "نشيد بفكرة البنك السياحي، حيث وقعّت المنظمة في وقت سابق مع بنك BBT كقطاع استثماري للتنمية وتطوير المشاريع السياحية في المنطقة وأيضا المؤسسة الإسلامية لتمويل القطاع الخاص التي لديها برامج كثيرة تسهم في تطوير السياحة في الباحة". بدوره، قال الأمير "مشاري": "نشكر جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة في مركز المبدعون للدراسات والاستشارات والتدريب والقائمين على هذه الورشة, ويدل هذا العمل يدل على محبة صادقة ونية مخلصة من كافة أبناء الوطن". وعدّ الأمير مشاري منطقة الباحة منطقة واعدة حباها الله بجو جميل ومناخ طيب وخاصة في فصل الصيف وطبيعة خلابة وغطاء نباتي مميز, مؤكداً أنه يجب أن نستشعر مميزات كل منطقة من مناطق المملكة. وأضاف: "الهيئة العامة للسياحة يجب أن تركز في استثماراتها في كل منطقة حسب المقومات التي تمتلكها حتى تستطيع أن تنمي اقتصاد تلك المناطق، فالمنطقة الشرقية تختلف عن مكة والمدينة التي يجب أن تركز على السياحة الدينية". وشدد على أهمية أن يجد السائح كل احتياجاته وأن يحقق له المناخ المناسب والخيارات المتعددة لجذبه سياحياً، مؤكداً أنه يسعى لتسهيل كل ما يحتاجه المستثمرون وشدد على وقوفه إلى جانبهم وإزاحة جميع العقبات التي تواجههم. وأردف: "إمارة المنطقة فتحت قبل أربعة أعوام مكتباً خاصاً للاستثمار في الإمارة وندعو المستثمرين إلى الاستفادة منه وإنهاء كافة إجراءاتهم بواسطة هذا المكتب الذي يوجد لديه موظف في كل دائرة حكومية مهمته إنهاء كافة الإجراءات للمستثمرين". ودعا أمير منطقة الباحة إلى استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في ظل ما تمتلكه المنطقة من مقومات سياحية جاذبة من حيث طبيعتها وأجوائها الرائعة وتنوع وتعدد المنتزهات الطبيعية والقرى الأثرية وقربها من مكة المكرمة، بالإضافة إلى ما تشتهر به المنطقة من محاصيل زراعية تستحق استصلاح المدرجات الزراعية ودعم أصحابها. وأكد ضرورة استغلال هذه الفرص وهذه المقومات السياحية لتواكب برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030 نحو السياحة المستدامة لتكون من أهم الصناعات التي يجب التركيز عليها وما تهدف إليه من إنشاء وتطوير الوجهات السياحية وإنشاء المدن الترفيهية وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار بها، في ظل ما وفرته حكومتنا الرشيدة من مشاريع تنموية وبنية تحتية شاملة للمنطقة تساعد على الانطلاق حيال تحقيق هذه الرؤية بكافة مجالاتها . ودشن أمير منطقة الباحة موقع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة الباحة، ثم قدّم مدير جامعة الملك عبدالعزيز درعاً تذكارياً لأمير منطقة الباحة، قبل تكريم الجهات السياحية المشاركة في الورشة والرعاة. وشهدت فعاليات الورشة التي ينظمها مجلس التنمية السياحية بالمنطقة ، بالشراكة مع الوقف العلمي ممثلاً في مركز المبدعين للدراسات والاستشارات والتدريب في جامعة الملك عبدالعزيز توقيع مذكرتي تعاون بين المنظمة العربية للسياحة، ومركز المبدعين للدراسات والاستشارات والتدريب، وكذلك فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالباحه . وعقد أمير منطقة الباحة اجتماعاً مغلقاً مع عدد من المستثمرين، والجهات المعنية بالسياحة لمناقشة الفرص الاستثمارية بالمنطقة وما تقدمه إلامارة من تسهيلات للمستثمرين . وفي الختام، أدلى الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز بتصريح صحفي كشف خلاله عن زيادة كبيرى في عدد السائحين القادمين إلى منطقة الباحة في فصل الصيف العام المنصرم. وقال: "يجب على المستثمرين استثمار هذه الأعداد الكبيرة التي تشهدها المنطقة وجعل السائح يقضي أكثر وقت وأطول في المنطقة". وأضاف: "الفرص الاستثمارية التي أبرزتها ورشة العمل اليوم موجودة على موقع إمارة الباحة وموثقة، ونتمنى الرجوع لها للاستفادة من هذه الفرص الاستثمارية المتاحة التي تعود بالعائد المادي المجزي على المدى المتوسط والبعيد". وأردف: "بلادنا تزخر بأماكن كثيرة من الممكن أن يستفاد منها في السياحة وخاصة في فصل الصيف بمنطقة الباحة التي تمتاز بجوها الجميل وطبيعتها الخلابة، وهي لا تحتاج إلا للمرافق الخدمية والترفيهية لكي يجد السائح وقت ممتعاً له ولأسرته". وأشار الأمير مشاري إلى وجود نقص في عدد الفنادق ذات النجوم المختلفة والشقق السكنية المفروشة من أجل استيعاب الأعداد الكبيرة. ودعا إلى التركيز على المناطق السياحية التي تستوعب الناس في فصل الصيف وتنوع المنتجات السياحية التي تشكل عنصر جذب للسائحين . وتابع قائلاً: "الاجتماع مع المستثمرين جرى خلاله بحث استغلال هذه الفرص الاستثمارية المتاحة التي تصل إلى أكثر من ١٠٠ فرصة".
مشاركة :