واشنطن - أعرب الأمير تركي الفيصل الرئيس السابق للمخابرات السعودية والسفير السابق لدى واشنطن ولندن عن اعتقاده بأنه لا ينبغي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب أن يلغي اتفاقا نوويا بين إيران والقوى العالمية، لكن يجب عليه أن يوبخ طهران بسبب "أنشطتها المزعزعة للاستقرار" في الشرق الأوسط. وراقبت الدول العربية الخليجية بانزعاج عندما توصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اتفاق مع أكبر خصم لهم في المنطقة بشأن البرنامج النووي الإيراني في 2015 وحذرت من أن ذلك قد يشجع طهران في مسعاها للهيمنة الإقليمية من خلال وسائل من بينها جماعات تعمل بالوكالة عنها لإذكاء صراعات إقليمية. وقال ترامب الذي فاز في الانتخابات الأميركية هذا الأسبوع إنه سيلغي الاتفاق النووي الذي جرى التوصل إليه العام الماضي إلا أنه أدلى ببيانات أخرى متناقضة بشأن الاتفاق. وتنفي إيران أن تكون فكرت على الإطلاق في تطوير أسلحة ذرية. وقال الأمير تركي الفيصل "لا أعتقد أنه يجب عليه أن يلغيه. لقد جرى العمل عليه (الاتفاق النووي) لسنوات عديدة والإجماع العام في العالم وليس في الولايات المتحدة فقط هو أنه حقق هدفا وهو فجوة لمدة 15 عاما في البرنامج الذي شرعت فيه إيران لتطوير أسلحة نووية." وأضاف في كلمة ألقاها في مركز أبحاث في واشنطن الخميس "إلغاء ذلك شئنا أم أبينا ... سيكون له تداعيات ولا أعرف ما إذا كان من الممكن وضع شيء مكانه لضمان أن إيران لن تسير في هذا الطريق إذا ألغي الاتفاق." وتابع المسؤول السعودي السابق إنه كان يود أن يصبح الاتفاق "نقطة انطلاق" نحو برنامج أكثر استدامة "لمنع الانتشار النووي من خلال إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط." ولا يشغل الأمير تركي الفيصل في الوقت الحالي أي منصب رسمي في القيادة السعودية وأكد على أنه يتحدث بصفة شخصية. ووصفت مصادر مطلعة آراءه بأنها كثيرا ما تعكس آراء كبار أمراء المملكة وأنها مؤثرة في دوائر السياسية الخارجية للرياض. وقال أيضا إن على ترامب أن يعاتب إيران على "أنشطتها التي تنطوي على قدر كبير من المغامرة وزعزعة الاستقرار" في الشرق الأوسط. وتدعم إيران الشيعية الرئيس السوري بشار الأسد وأرسلت فرقا إلى سوريا لجمع المعلومات وتدريب القوات السورية. وتقاتل فصائل شيعية تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني دعما للأسد، كما تدعم طهران ميليشيا حزب الله في لبنان والتي تقاتل قواتها في سوريا أيضا دعما للنظام وتدعم أيضا ميليشيا الحوثي في اليمن ومليشيات شيعية في العراق. وقال الفيصل "أود أن أرى الرئيس ترامب يوجه الرأي العام الأميركي ونشاط الحكومة الأميركية لتحدي رأي إيران أنها يمكنها أن تعطي نفسها رخصة للتدخل."
مشاركة :