«حوار التنوع الديني» يطالب بمناهج تحثّ على قبول «الآخر»

  • 11/12/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دعا مشاركون في منتدى «حوار التنوع الديني.. التعددية والتسامح والتماسك الاجتماعي في المنطقة العربية»، الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان، أخيراً، إلى تكامل الحضارات عبر البحث عن المشتركات وتعظيمها، بهدف إسعاد الناس، وتحقيق رفاهيتهم، مؤكدين أهمية قيام كليات الشريعة والمعاهد الدينية العربية بدمج مناهج ومساقات حول قبول الآخر، واحترام أسس المواطنة المشتركة. تحرير المصطلحات قال المدير العام للإدارة العامة للإرشاد والتوجيه في وزارة الإرشاد والأوقاف في السودان، الشيخ الفاتح مختار محمد، إنه ينبغي تحرير المصطلحات التي تستخدمها الجماعات الإرهابية، مثل الولاء والبراء، وغيرها، إذ إنها في الوضع الحالي تستخدم ضد الأشخاص بصورة خاطئة، موضحاً: «المشكلة ليست في النصوص، إذ إن مختلف الديانات والطوائف تعاني سوء استخدام المصطلحات، لكن المشكلة فيمن يستخدمها ممن تعرضوا للغزو الفكري». خطاب الأمة أفاد مدير مديرية أوقاف عمّان، الشيخ جمال بطاينة، بأنه لا يوجد خطاب ديني واحد، بل خطاب خاص لكل جماعة أو طائفة، إلا أنه ينبغي الاتفاق على الخطاب الديني الذي يشكل خطاب الأمة، مضيفاً أنه ينبغي كذلك وضع آليات ترشيد وتجديد التعامل مع النصوص الشرعية، وتابع جمال بطاينة: «أقوال العلماء لا ينبغي أن ينسحب عليها ثوب القداسة كالنصوص الشرعية، بل لابد من مساءلتهم إن خرجوا عن النص الصحيح». ممنوعات الصحافة في الدين أفادت عضو اللجنة التنفيذية للمجلس العالمي لتنمية الإعلام ورئيس مؤسسة «سمير قصير» في لبنان، جيزيل خوري، بأن الصحافيين والإعلاميين في العالم العربي يختلفون عن الدول الأخرى في كونهم «لا يجرؤون على إجراء تحقيقات استقصائية للتحقيق في أعمال المؤسسات الدينية، أو حتى رجال الدين، بل لا يمكننا كمواطنين طرح أسئلة عن الديانات الأخرى، والتي تعتبر من الممنوعات». وتفصيلاً، قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الحكومة الأردنية، وائل عربيات، في المنتدى، إن البشرية بحاجة إلى ثلاثة أمور، هي: الغنى المادي، والرفاه الروحي، إضافة إلى الأمن البيولوجي. وأوضح أن الحضارة العربية نجحت في الرفاه الروحي وتحقيق السعادة، إلا أنها فشلت في تحقيق الغنى المادي، وفي المقابل نجحت الحضارة الغربية على مدى السنوات الماضية في تحقيق الغنى المادي، وفشلت في السعادة. وأضاف أن «الحوار الحقيقي لا يتم إلا من خلال تبادل المنتوجات الحضارية، إذ إن الحضارة الغربية بحاجة إلى الرفاه الروحي، والحضارة العربية بحاجة إلى الغنى المادي، لذا لابد من تعاون الحضارتين للوصول إلى الأمن البيولوجي، وهو الاحتياج الأخير للحضارة الإنسانية». وتطرق عربيات إلى أنواع الدول الحالية، وقال إن بينها الدولة الشكلية التي تعتمد على دستور ولوائح وقوانين، والدولة الموضوعية التي يستمد فيها الدستور قوته من تعاليم العدالة وحرية الضمير، وغيرها من التعاليم التي تسهم في نشر حق التعبير والرأي والحرية. من جهته، أفاد كبير مستشاري مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، الدكتور محمد أبونمر، بأن إعطاء الحرية المطلقة لمجموعة ما يحد من تطبيق التعددية والعدالة في أي مجال، وعدم وجود قوانين ومؤسسات لضمان تطبيق احترام التعددية يقلل من قبول وإيمان أفراد المجتمع بهذه القيمة، مضيفاً أن نشر الانسجام الاجتماعي لا يعني بالضرورة تجاهل الاختلافات والتنوع في الحاجات للتعبير عن الهويات المختلفة. وأكد أن كليات الشريعة ومعاهد اللاهوت العربية تحتاج إلى دمج مساقات حول قبول الآخر، واحترام أسس المواطنة المشتركة من خلال ممارسات دينية، موضحاً أنه لا توجد رابطة أو شبكة متخصصة في ربط المعاهد والكليات مع بعضها بعضاً، إذ إن الطلبة يكملون دراستهم لمدد تصل إلى أربع سنوات دون الاستماع إلى حديث الآخر من الديانات والطوائف أو الدراسات الأخرى. وأكدت الباحثة المتخصصة في مجال بناء السلام وحوار التنوع الديني، عفراء جلبي، أننا نمتلك نصوصاً وأشعاراً ومؤسسات وقوانين تتحدث عن التعددية والمساواة والعدالة، لذا ينبغي مراجعة أنفسنا، لأن الخطاب الديني ليس الوحيد الذي ينبغي أن نركز عليه عند الدعوة إلى الحوار بين الأديان، لافتة إلى أنه ينبغي تأصيل فكر إسلامي في المنطقة، إضافة إلى نقد ذاتي للمؤسسات بأكملها، بحيث لا يلجأ المستضعفون إلى استخدام السلاح في الحصول على أبسط حقوقهم. وفي جلسة حملت عنوان «دور المرأة العربية كشريك فاعل في تفعيل حوارات التنوع الديني ومواجهة التطرف العنيف من خلال مشاركتتها على المستويات كافة»، قالت رئيس مؤسسة منظمة «ابتسامة الغد» من السودان، هاجر الشيخ، إن «الرجال أو السلطة يستخدمون الدين للسيطرة على النساء وتركهن في الخلف دائماً في العالم أجمع». وأكدت أن المشكلة تكمن في أن يكون شخص واحد، أو دين، أو عرق أوحد يعتقد أنه أعلى من بقية الأعراق أو الأديان، أو أنهم يملكون الحقيقة دون الآخرين، موضحة: «إذ كنا نريد حل هذه المشكلة فينبغي تفعيل المساواة في المشاركة السياسية والاجتماعية للجميع، خصوصاً النساء، لا أن يرضين بتمثيلهن في الفعاليات العالمية فقط». وأضافت الشيخ أنه ينبغي التوعية بالمساواة بين الجنسين، لحل المشكلات التي تعيقهم عن أداء أدوارهم الحقيقية، موضحة أن بعض الدول تمنع الفتيات من التعليم حتى الآن.

مشاركة :