عاش اللبنانيون من جديد مع هاجس السيارات المفخخة التي عادت للظهور مع انفجار سيارة أول من أمس في بعلبك، مما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، بينهم مسؤول في حزب الله وجرح عدد من الأهالي، إذ أفيد بأن القوى الأمنية اللبنانية تملك معلومات عن وجود 6 سيارات مفخخة جاهزة للعبور باتجاه المناطق اللبنانية الآمنة للتفجير. ومما زاد من قوة هذه الشائعات ما أعلنته قيادة الجيش في بيان بأن المخابرات رصدت صباح أمس، سيارة مشبوهة في منطقة رأس بعلبك بالقرب من مدرسة الراهبات، بعد ورود معلومات عن تفخيخها لاستعمالها لأعمال إرهابية. وعلى الأثر حضر الخبير العسكري الذي عاين السيارة والعبوة التي بداخلها، والمقدرة زنتها بنحو 170 كيلوجراما، وقرّر تفجيرها في مكان وجودها نظراً لخطورة تفكيكها وصعوبة نقلها من المكان، خصوصاً وأنها كانت متوقفة في مكان غير آهل بالسكان ما يجنب المدنيين إصابتهم بأي ضرر. وقد بوشر التحقيق لكشف مصدرها وتحديد هوية المتورّطين". وأشارت معلومات إلى أن سائق السيارة تركها قبل تفجيرها وهرب بواسطة دراجة نارية إلى الحدود اللبنانية- السورية. إلى ذلك أعرب كثير من اللبنانيين عن استيائهم من احتفال أنصار حزب الله بسقوط يبرود في أيدي الجيش السوري، مشيرين إلى أن من شأن ذلك جر لبنان إلى مزيد من الصراع بسبب سورية، وقال المحلل السياسي جورج شاهين "هذا الأمر تكرار لسيناريو ما بعد سقوط مدينة القصير، ولكن السؤال هو: لماذا يحتفل السيد حسن نصر الله بهذا الأمر في بيروت؟ لأن هذه التصرفات تزيد الشرخ في المجتمع اللبناني، وخصوصا السني– الشيعي. وتزيد الحقد بين الناس". ونفى شاهين انعكاس سقوط يبرود في يد حزب الله والجيش السوري النظامي على السياسة اللبنانية. واستدرك بأن لها انعكاساً كبيراً على "ارتفاع حجم النازحين السوريين ومآسيهم في لبنان، خصوصاً أن حزب الله والنظام السوري يمارسان فرزاً مذهبياً في المدن السورية السنية، فيمنعان سكانها من العودة إليها بعد سيطرتهما عليها. وهذا يزيد حجم مآسي النازحين السوريين في لبنان والذي له ارتدادات اقتصادية وسياسية وإنسانية على الواقع اللبناني". وخلص شاهين إلى القول "سقوط يبرود ليس خطوة في نهاية الأزمة السورية، لأن هذه المدينة نقطة في بحر المناطق الخارجة عن سيطرة النظام الجيش السوري النظامي. وهي مدينة من سلسلة مدن ما زالت في يد المعارضة السورية. لكن يعود ترويج قرب انتهاء الأزمة كلما حقق حزب الله والجيش السوري النظامي تقدماً عسكرياً معيناً سواء كان مهماً أم لا. وكلنا نتذكر الدعاية الكبيرة التي قام بها النظام السوري عندما سيطر على حي باب عمرو، لنكتشف لاحقاً بأنه زقاق صغير في مدينة حمص. الأزمة السورية أبعد وأسوأ وأطول من هذا كله".
مشاركة :