العنابي.. ملاحظات في الشقين الدفاعي والهجومي

  • 11/12/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم /الشيخ نايف بن خليفة : مع اقتراب موعد المباراة المهمة التي سيخوضها العنابي أمام نظيره الصيني في الصين يوم الثلاثاء المقبل في الجولة الخامسة والأخيرة من رحلة الذهاب في تصفيات الحسم الآسيوية "المجموعة الأولى" المؤهلة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم "روسيا 2018"، يكون مهما أن نسلط الضوء على طبيعة أداء منتخبنا وخصوصا من خلال ما قدمه في مباراتيه الأخيرتين أمام منتخبي كوريا الجنوبية وسوريا وذلك بهدف توضيح الصورة الفنية بكل ما رافقها من بعض الملاحظات التي تتصل بالشقين الدفاعي والهجومي.. ففي مباراتنا أمام كوريا الجنوبية كان العنابي قد لعب بنظام ٥-٤-١ بهدف تأمين الدفاع بأكبر عدد ممكن من اللاعبين والاعتماد على الهجمات المرتدة بحكم أنه يلعب خارج أرضه ومع أحد عمالقة الكرة الآسيوية، بينما اعتمد على نظام 4-1-4-1 في لقائه مع نظيره السوري وهو نظام يوفر تواجد لاعب خلف لاعبي خط الوسط لمراقبة اللاعب الذي يتمركز بين الخطوط، كما يوفر الزيادة العددية على الأطراف في الوضعية الدفاعية من خلال عودة لاعبي الوسط على الأطراف لمساندة الظهيرين ويساهم في الزيادة العددية على الأطراف في حالة الهجوم. أسلوب اللعب الدفاعي أمام كوريا وسوريا تنوع الأسلوب الدفاعي للعنابي خلال مجريات المباراتين تبعا للنتيجة، فحين كان منتخبنا متعادلا أو متأخرا في النتيجة كان لاعبونا يبدأون بالضغط على المنافس في الثلث الهجومي أو في الثلث الأوسط.. وفي بعض الفترات حين كان العنابي متقدما في النتيجة، وفي مباراة كوريا الجنوبية تحديدا، يتحول إلى الاعتماد على التكتيك الدفاعي المتأخر من خلال الضغط على المنافس في نصف ملعبه أو في الثلث الدفاعي لاسترجاع الكرة. من أهم نقاط الضعف الدفاعية التي ظهرت لدى منتخبنا خلال لقاءي كوريا وسوريا..سوء التمركز أو سوء التغطية لدى بعض اللاعبين في بعض الأحيان ما أدى لظهور ثغرات دفاعية سواء في العمق أو على الأطراف كان لها الأثر في تهديد مرمانا في العديد من المناسبات. وقد يكون السبب في انكشاف مثل هذه الثغرات هو التغيير خلال المباراتين في نظام اللعب وتحديدا في خط الدفاع. فتارة يلعب بخط دفاع مكون من ٤ وتارة أخرى مكون من ٥ لاعبين.. ولا أدري إن كان لاعبونا قد وصلوا إلى درجة النضج التكتيكي الذي يسمح لهم بمثل هذه التغييرات المستمرة وخلال مدة تعتبر قصيرة جدا نسبيا. الأسلوب الهجومي للعنابي في كلتا المباراتين في مباراته أمام الكوري لعب منتخبنا في أغلب الأحيان بأسلوب اللعب المباشر والذي يعتمد على التمريرات الطويلة من الخلف إلى خط المقدمة بسبب ضغط لاعبي كوريا على منتخبنا في نصف ملعبه وعدم السماح لهم ببناء اللعب من خلال التمريرات القصيرة.. كما اعتمد منتخبنا على الهجمات المرتدة في بعض الأحيان والتي أسفر عنها هدف التعادل. أما في مباراة العنابي مع السوري فقد كانت أغلب هجماته تأتي من خلال الاعتماد على أسلوب بناء اللعب من الخلف عن طريق التمريرات القصيرة بين لاعبيه. وطريقة إنهاء الهجمات أو صنع الفرص أو الوصول لمرمى المنافس خلال مباراتي العنابي مع نظيريه الكوري والسوري كانت غالبا عن طريق التمريرات العرضية أو من خلال التمريرات القصيرة البينية في العمق.. وأحيانا من خلال التسديد من خارج منطقة الجزاء. الحصيلة التهديفية لم يتمكن العنابي سوى من إحراز ٣ أهداف فقط في ٥ مباريات في التصفيات المونديالية.. هدفان منهما جاءا من ضربتي جزاء.. وهي حصيلة فقيرة وضعيفة بالتأكيد. ويبدو أن هناك العديد من الأسباب التي تقف خلف هذه الحصيلة التهديفية الضعيفة.. ولكن قد يكون السبب الأهم في ذلك هو عدم اتخاذ القرار الصحيح سواء في التمرير أو التسديد أو سوء اتخاذ القرار في التحرك أو التمركز لاستقبال الكرة في المكان المناسب وفي الوقت المناسب لدى بعض اللاعبين أحيانا أثناء الهجوم فنتج عن ذلك قلة صنع الفرص لتسجيل الأهداف.. فضلا عن تسجيل الأهداف. الحلول الفردية الحلول الفردية كان لها الكلمة العليا حين تمكن العنابي من إحراز هدفين من ضربتي جزاء أتيا من خلال مجهود فردي لسبيستيان أمام المنتخب الكوري ومن ثم الهيدوس أمام الفريق السوري. ويمكن القول إن نقاط القوة لدى منتخبنا الوطني ظهرت بوضوح في مباراتيه أمام نظيره الكوري الجنوبي ومن ثم خلال لقائه الفريق السوري. ومن نقاط القوة التي ظهرت جليا على أداء العنابي خلال لقاءيه مع الكوري والسوري سرعة انتقال اللاعبين من الدفاع إلى الهجوم والعكس فكان لذلك الأمر تأثير إيجابي في العديد من الحالات الدفاعية والهجومية. المطلوب أمام الصين وقبل مواجهته للمنتخب الصيني في مباراته المهمة جدا الثلاثاء ضمن هذه التصفيات، نأمل أن يتلافى العنابي السلبيات ونقاط الضعف التي رافقت أداءه خلال رحلته مع هذه التصفيات قدر الإمكان مستفيدا أيضا من تجربته المهمة التي خاضها أمام المنتخب الروسي يوم الخميس الماضي وهي تجربة مهمة جدا بكل تأكيد. وبحكم أن منتخب الصين سيلعب على أرضه وبين جمهوره فضلا على أن هذه المباراة قد تكون هي الفرصة الأخيرة له في هذه التصفيات فمن المفترض أن يهاجم بكثافة مما سيؤدي إلى انكشاف ثغرات دفاعية في خطوطه الخلفية، لا سيما أن التنظيم الدفاعي للفريق الصيني ليس بالقوة الكافية وبالتالي من الأهمية بمكان أن يلعب العنابي بأسلوب الهجمات المرتدة لاستغلال الثغرات الصينية وأن يعمل لاعبونا على إيقاف نقاط القوة في المنتخب الصيني من أجل مواصلة المشوار نحو مونديال روسيا 2018 بنجاح بإذن الله تعالى. nayefkaa@yahoo.com

مشاركة :