قدم فريق (أرض النجران) المسرحي بالمملكة العربية السعودية العرض المسرحي (المنزل)، وهو عن رائعة (مشعلي الحرائق) لماكس فريش، من إعداد وإخراج سامح الحضري، ومن تمثيل عبلان آل عباس، نواف محمد، عبدالله ذبيان، عبدالله عبيه، يحيي الصريمي، حمد آل عيبه، فهد ناصر، مخرج تنفيذ مصطفى آل عبدالله. العمل لفت أنظار المشاركين، وأكد على وجود مسرح فاعل في المملكة.. يقول بطل العمل عبلان آل عباس: هذه المرة الرابعة التي أشارك فيها في مهرجانات المسرح بمصر، والثالثة في مسرح بلا إنتاج، وسبق وأن قدم فريقنا في جمعية الثقافة والفنون بنجران عدة عروض مسرحية. وأضاف نوف محمد: هذا العمل خرج للنور بعد معاناة ومشاركتنا في المهرجان أكسبتنا الخبرة وأظهرت للدول المشاركة المسرح السعودي وإبداعاته، وإن المسرح يعد من أهم عناصر الثقافة الرئيسية والهامة في نقل العديد من الأفكار البناءة. وتدور أحداث مسرحية (المنزل) أنه في إحدى الليالي الممطرة.. يأتي رجل يدعى (شمس) لقصر (السيد عمران) ويطلب منه أن ينتظر حتى ينتهي المطر ثم يطلب الطعام لأنه جوعان وبعدها يأمره السيد عمران بمغادرة المنزل، ولكنه يستعرض قوته ويعلن له أنه لاعب سيرك وحطاب سابق، ولذلك لن يترك المنزل وسوف ينتظر للغد، وبعد مرور ليلتين.. يقرر جد السيد عبلان طرد شمس من المنزل، ولكن شمس يأتي ومعه صديقه سيف ومعهم براميل من البنزين والحبال، وهنا يبدأ كلاهما تهديد السيد عمران بحرق المنزل، وبعد رجائه لهم.. يقيمون محاكمة للسيد عبلان رجل الإنسانية. وقد استطاع مخرج العرض صنع توليفة مسرحية جيدة لأغلب عناصره ومفردات العمل، مع الإضاءة المتميزة التي نقلت لحظات شعورية معبرة أداها كل المشاركين في العرض، والذين كانوا على قدر من الإبداع استطاع أن يشد أنظار الجمهور الذي استقبله بالتصفيق. وعن «مسرح بلا إنتاج»، يقول الدكتور جمال ياقوت.. فلسفة مسرح بلا إنتاج، تقوم على تعويض غياب التمويل عن طريق إعمال خيال فريق العمل للوصول إلى حلول مبتكرة للتعبير عن الفكرة التي يطرحها العرض، ولا تعني الفلسفة انعدام استخدام المادة بقدر ما تعني ترشيدها بالصورة التي تتفق مع إعلاء قيمة الفكرة وإيجاد الحلول الإخراجية الخلاقة، بحيث يبتعد فريق العمل بقدر الإمكان عن الاعتماد على الإنفاق المادي بوصفه وسيلة سهلة لصناعة مشهد مسرحي مبهر، فمن الممكن صناعة مشهد يتحقق فيه الثراء البصري عن طريق إحدى الوسائل الآتية: إعادة استخدام أجزاء من العناصر المادية لعروض سابقة للفرقة (ديكور وملابس..)، إعادة تدوير مخلفات البيئة (علب فارغة وقطع أخشاب وقطع صفيح)، الاعتماد على خامات فقيرة (ورق وأقمشة وبلاستيك ومشمع). ويهدف المهرجان الى العمل علي إيجاد فرص تعبير مسرحية تستعوض المادة بالخيال عن طريق إيجاد حلول فكرية خلاقة لاستمرار العملية المسرحية في غياب التمويل المادي، منح فرص غير محدودة لشباب المسرحيين لممارسة المسرح، توفير مناخ يشجعهم على تقديم عروضهم بالصورة التي تبرز إمكاناتهم الفنية، المساهمة في ترسيخ فكرة المسرح من خلال تقديم عروض مسرحية تتميز بالجدية بما يكفل زيادة الإقبال الجماهيري، فتتحقق عملية بناء جمهور جديد للمسرح، فتح باب الحوار بين الجمهور وصناع العرض عن طريق المناقشات التي تعقد عقب كل ليلة عرض، تأكيدا على مبدأ حرية الإبداع من خلال تقديم العروض التي تناقش كافة القضايا بعيدا عن الرقابة أيا كانت صورتها، بما لا يسيء في الوقت ذاته إلى القيم المرجعية المتعارف عليها (أخلاقية - دينية). تقديم مسرح يجعل رسالة تنويرية ويشارك في صنع مستقبل أفضل للوطن والمواطن، تشجيع فناني المسرح في مصر والدول المشاركة على التنافس الشريف بالصورة التي تمثل دافعا للإعلاء من قيمة الجودة عند بناء العرض المسرحي. شارك في المهرجان الدولي الذي انتهت فعالياته أول أمس، 65 عرضا مسرحيا وبعد مشاهدتهم تم اختيار اثني عشر عرضا تمثل سبع دول وهي: السعودية والكويت والبحرين والمغرب وتونس والمانيا وبلغاريا.
مشاركة :