«غاب المتظاهرون.. وحضر الأمن» كان هو المشهد العام في شوارع وميادين مصر أمس، بعدما أحجم المصريون عن المشاركة في المظاهرات التي دعت اليها مواقع مجهولة للتواصل الاجتماعي منذ أغسطس (آب) الماضي، تحت عنوان «ثورة الغلابة»، احتجاجا على موجة الغلاء التي تضرب البلاد. وشهدت البلاد حضورا قويا لقوات الأمن التي طوقت الشوارع والميادين منذ الساعات الأولى من يوم أمس، علاوة على الدوريات طوال اليوم، لإحباط أي دعوات لإثارة الفوضى والعنف. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري شريف إسماعيل، إن الشعب اختار الاستقرار والبناء والإصلاح، موضحا في لقاء للتلفزيون المصري الرسمي أمس، أن «القيادة السياسية واعية وسوف يتحقق على يدها التقدم المنشود لمصر»، مشيرا إلى أن «اهتمامات الحكومة الآن هي توفير احتياجات المواطنين من السلع الغذائية الأساسية». ودعت المساجد المصلين لعدم الخروج للتظاهر والحفاظ على أمن مصر، فيما التقط المصريون صورا للشوارع وهي خالية من المارة والسيارات، خاصة ميدان التحرير بوسط العاصمة (مفجر ثورة 25 يناير عام 2011)، الذي خلا من المارة تقريبا، في حين انتشرت على مسافات متباعدة منه مدرعات الشرطة المزودة بقنابل الغاز المسيل للدموع. في السياق ذاته، شهد موقعا التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» سيلا من التغريدات الساخرة من عدم نزول المصريين للمظاهرات، وعبر المصريون بشكل كوميدي عن المشهد، فقال أحد المغردين «إصابة عدد من رجال الشرطة بحالة من الملل لعدم وجود متظاهرين»، وآخر «الثورة بتستعد.. حتلبس هدومها وتنزل»، وثالث «انطلاق الآلاف من المساجد اعتراضا على ارتفاع سعر القوطة (الطماطم)».
مشاركة :