سار مسعود أوزيل بخطى ثابتة وواثقة عائدًا إلى لندن تحيط به هالة من التألق بفضل هدف الفوز المبهر، الذي صار حديث أوروبا بأكملها، على مضيفه لودوغوريتس رازغراد البلغاري في الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول لبطولة دوري أبطال أوروبا. وبدا كأن نصف أبناء بلغاريا كانوا يرغبون في الاحتفاظ بقطعة منه قبل رحيله. اللافت أنه منذ وقت ليس بالطويل كان هذا اللاعب تحديدًا يتعرض لانتقادات بالغة بسبب لغته الجسدية، وواجه اتهامات بأنه شديد الكسل واللامبالاة، وأنه يفتقر إلى الرغبة في المعرفة. لكن هذه الانتقادات تبخرت مع تألق أوزيل أخيرا وتركيز الأضواء عليه. الواضح أن أوزيل اليوم يطرح نفسه على نحو مختلف تمامًا ويحمل عزمًا كبيرًا بداخله على ترك بصمته على كل مباراة. وفي هذا الصدد، يقول أرسين فينغر، مدرب آرسنال: «لقد أقنعته بأنه يملك مهارة إحراز الأهداف، لكنه كان يولي اهتمامًا أكبر بدور صنع الفرص لغيره. اليوم، أصبح مدركًا لحقيقة أن باستطاعته الاضطلاع بالدورين معًا».. من ناحية أخرى، قارن فينغر أخيرا بين أوزيل والنجم القديم المهاجم الهولندي دينيس بيركامب، الذي لعب لفريق آرسنال في الفترة ما بين 1995 و2006، ويؤكد فينغر أن أوزيل «بمقدوره أن يصبح أسطورة إذا ما عقد العزم على ذلك. وقد حرص بيركامب على كسب هذه المكانة على مدار فترة طويلة، فقد ظل يلعب حتى سن الـ38، وأتمنى أن يستمر أوزيل في الملاعب لعشر سنوات أخرى، ذلك أنه كي تتحول إلى أسطورة داخل ناديك عليك البقاء داخل الملاعب لفترة طويلة. أما إذا بقيت لعامين فحسب، فلن تصبح أسطورة».
مشاركة :