حال تمتع الشخصية العامة برصيد كبير لدى الجمهور تتغير حياته بشكل جذري تبعًا لقدر المحبة التي اكتسبها في قلوب الغالبية، وهو ما يدفهم في كثير من الأحيان إلى الإتيان بأفعال من النادر حدوثها، إلا لأجل هذا الفرد. ما سبق عكسه ما حدث للإمام الراحل محمد متولي الشعراوي على «الكوبري الفرنساوي»، الواصل بين مدينتي زفتى وميت غمر، في عام 1995، وذلك حسب رواية مصطفى جلال -أحد شهود عيان الواقعة- نقلًا عن «الصفحة الرسمية لموقع الملك فاروق الأول» على موقع «فيسبوك». يروي مصطفى جلال أنه في ذلك الوقت كان في زيارة لأحد أصدقائه بميت غمر، وتوجه إلى الكوبري الفرنساوي لمشاهدته، باعتباره أثريًا نظرًا لتشييده عام 1907 في باريس. وأوضح جلال أن هذا الكوبري مكون من 4 حارات، الحارتين اللتين على الأطراف مخصصة للمشاة، والأثنين المتواجدين بالمنتصف أحدهم لحركة القطارات والأخرى للسيارات، كاشفًا أن حارة العربات تسمح بالمرور في اتجاه واحد، وفي حالة وجود سيارتين في اتجاه مضاد تتراجع التي لم تقطع مسافة أطول على الجسر. وأشار جلال إلى أن هذه المشكلة تقع في كثيرٍ من الأحيان رغم وجود عاملان على طرفي الكوبري لتنظيم حركة المرور بهذه الحارة، وأردف: «رأيت بعيني سيارة سوداء يقودها سائق نوبي جميل، وقد قطعت السيارة عدة أمتار فقط داخل الكوبري في اتجاه مدينة زفتى، ولم تلبث أن قابلها سرب من السيارات في الاتجاه المعاكس، وقد قطع مسافة طويلة داخل الكوبري». وتابع جلال: «كان المنطق والعرف يقضيان بتراجع تلك السيارة لتفسح الطريق لسرب السيارات من الاتجاه المعاكس»، وبالفعل بدأت السيارة في التراجع للسماح للبقية بالمرور، إلا أن أحد المشاة صاح من الحارة الملاصقة لحارة مرور السيارات بأعلي صوته: «دي عربية الشيخ الشعراوي». وأكمل جلال: «فوجئت بسرب من البشر يقفز من فوق السور الحديدي الفاصل بين حارة المشاة وحارة السيارات، ليلقوا السلام على الإمام الجالس في المقعد الخلفي»، وبعد أن عرف الجميع الشيخ الشعراوي تراجع سرب السيارات إلى الخلف حتى يتمكن هو من المرور أولًا، وختم روايته بقوله: «إنه الحب الذي يقذفه الله في قلوب عباده تجاه من يحب».
مشاركة :