حرب شوارع شرسة في سرت

  • 11/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ليبيا- وكالات بدت القوات الحكومية الليبية عند انطلاق حملة استعادة مدينة سرت قبل ستة أشهر قادرة على حسم المعركة في إطار زمني ضيق، لكنها ما لبثت أن غرقت في حرب استنزاف مؤلمة في مواجهة إرهابيين يستميتون لإطالة أمدها. وتحاصر القوات الحكومية منذ نحو أسبوعين عناصر تنظيم داعش في منطقة سكنية صغيرة في مدينة سرت. ورغم ذلك، فإنها تتقدم ببطء شديد بسبب المقاومة الشرسة والخشية من خسارة مقاتلين ووجود مدنيين عالقين في هذه المنطقة. ويقول رضا عيسى، وهو أحد المتحدثين باسم القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني لوكالة فرانس برس أن تأخير حسم المعركة أسبابه كثيرة، أهمها أنها عبارة عن حرب شوارع شرسة جدا يستميت داعش لإطالتها في أمتارها الأخيرة. ويضيف الحرب طالت، لكنها في النهاية معركة وليست مباراة كرة قدم حتى نضع لها إطارا زمنيا محددا. الأهم بالنسبة لنا الحفاظ على حياة مقاتلينا وعلى المدنيين الذين يتخذهم داعش دروعا بشرية ولو تطلب ذلك التقدم ببطء. في الأسابيع الأولى من الحملة التي انطلقت في 12 أيار/مايو، حققت القوات الحكومية تقدما سريعا مع سيطرتها على المرافق الرئيسية في سرت (450 كلم شرق طرابلس) المطلة على البحر المتوسط، بعد أقل من عام على سقوط المدينة في يد تنظيم داعش في حزيران/يونيو 2015. لكن هذا التقدم سرعان ما بدأ بالتباطؤ مع وصول القوات المؤلفة من جماعات مسلحة تنتمي معظمها إلى مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) إلى مشارف المناطق السكنية في المدينة، لتتحول المعركة إلى حرب شوارع وقتال من منزل إلى منزل. وقتل في الحملة التي أطلق عليها اسم عملية البنيان المرصوص أكثر من 650 مقاتلا حكوميا وأصيب أكثر من ثلاثة آلاف بجروح، فيما بلغ عدد قتلى الداعشيين في المدينة بين 1800 و2000 قتيل، بحسب عيسى. ويقول المتحدث المنطقة المتبقية صغيرة جدا لا تتجاوز الكيلومتر المربع الواحد، لكننا لا نريد فقدان مزيد من المقاتلين حتى ولو أن ذلك يعني إطالة أمد المعركة. ويتابع موضوع المدنيين أيضا خطير جدا، فمقاتلينا يسمعون صراخهم من المنازل كلما كان هناك قصف. لا نعرف أعدادهم، لكن داعش يمنعهم من الخروج، ولذا فإنه يجب التعامل مع هذه المنطقة المتبقية بحذر كبير.

مشاركة :