شغلت واحدة من أنواع الحشيش الصناعي الأسبوع الماضي أحاديث الأوساط الاجتماعية والرسمية في البلاد، بعد إقدام شاب على قتل والدته بقطع رأسها وقلع عينيها في حادثة مروعة في العاصمة عمّان على الطريقة الداعشية، وتناقلت روايات عديدة غير رسمية ارتكابه الجريمة تحت تأثير تعاطيه للمخدر المعروف شعبيا باسم "الجوكر." الجريمة التي صدمت الشارع الأردني الخميس الماضي، قوبلت بتجديد إدارة مكافحة المخدرات الأردنية حملتها للتحذير من خطر "الجوكر"، رغم أن التحقيقات الرسمية مع الشاب العشريني العاطل عن العمل وصاحب الأسبقيات، لم تعلن رسميا إدمانه للمخدرات، بينما تبنى نشطاء وجيران روايات عديدة من بينها قيامه بقتل والدته لخلاف معها حول مبلغ مالي يؤمن له جرعته التالية. إدارة مكافحة المخدرات الأردنية كانت منذ بداية العام قد دشنت حملة مكثفة تحذر من تداول مخدر "الجوكر" الذي يحمل مسميات جذابة عديدة أخرى، منها "السبايس ودريم كوشي ومستر هيفي"، تعبأ غالبا في أكياس شفافة، ويجري إعداد خلطاتها منزليا ومن مواد كيماوية أولية متوفرة في الأسواق التجارية. ويشرح رئيس قسم التوعية والتثقيف في مديرية مكافحة المخدرات، الرائد أنس الطنطاوي، في تصريحات لموقع CNN بالعربية، عن مخدرات "الجوكر" أو الحشيش الصناعي، قائلا إنها "خلطات من التبغ والأعشاب والمواد الكيماوية يجري تركيبها في المنازل تسبب الجنون المؤقت وجرعاته الأولى قاتلة ". أدرج الجوكر رسميا في الأردن على قائمة المخدرات عام 2013، وفقا للطنطاوي، لتصبح المملكة ثاني دولة عربية بعد دولة الإمارات العربية المتحدة تصنف "الجوكر" كمخدرات، لافتا إلى سرعة رواجه عالميا مقارنة بأنواع المخدرات الأخرى، وقال:" الجوكر ظهر في السوق العالمية عام2000 وعُرف خلال 10 سنوات، بينما مادة مخدرة متل الحشيش استغرق تداولها في العالم 100 سنة." لا يتجاهل الرائد الطنطاوي مساهمة وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات الإلكترونية في التعرّف على تراكيب مختلفة "للجوكر"، فيما كشف في حديثه للموقع عن ضبط إدارة مكافحة المخدرات أكثر من 10 آلاف "كيس جوكر" محليا، لافتا أيضا إلى ضبط مئات المروجين والمتعاطين خلال العام الجاري. لا يصنّف الطنطاوي "الجوكر" كمادة منتشرة في السوق المحلية، لكنه لا يقلل من خطورة تزايد وجودها وسهولة إعداد خلطاتها وتراكيبها، رغم سيطرة الأجهزة المختصة الرسمية على مادة "البونزاين" التي كانت واحدة من المواد الرئيسية التي تدخل في تركيبات "الجوكر، حتى مواد أخرى خطرة كالهيروين والكبتاغون تمت السيطرة عليها. وتعتبر المبيدات الحشرية والكيماويات الصناعية والزراعية والبيطرية من المواد المستخدمة في خلطات الجوكر، ما يعٌقد مهمة ضبط السلطات لبائعي ومروجي الجوكر المعد منزليا، ما جعله اليوم "الأكثر وجودا بين الشباب للفئة العمرية 19 -25 عاما، بحسب الطنطاوي. ويضيف: "هناك أكثر من 600 مادة كيماوية يمكن استخدامها في خلطات الجوكر ولا أقول تصنيع لأن التصنيع يعني أن هناك منشآت تصنع الجوكر ولا يوجد تصنيع في الأردن، الجوكر حشيش صناعي يتم لفه وتدخينه كالسجائر." أشكال الجوكر المواجدة محليا في الأردن، غالبا ما تعبأ في أكياس شفافة وتظهر فيها كمادة عشبية زهيدة الثمن، ويوضح الطنطاوي بالقول إن بعض أكياس "الجوكر" التي يتم تداولها في بعض وسائل الإعلام هي خارج الأردن خاصة التي تحمل رسومات للأطفال، رغم ما قال إنه ضبط بعض أعداد من الأكياس المغلفة بمواصفات عالية." أمام صعوبة ضبط المروجين، قد يفتك الجوكر بمتعاطيه من المرة الأولى بحدوث موت مفاجئ بسبب النزيف الحاد في الدماغ وشل مراكز التنفس، وفقا للطنطاوي، إضافة إلى الإدمان السريع الجسدي والنفسي عليها، وفقدان التركيز والتغير السريع في وظائف الدماغ، وكذلك الانفصال عن الواقع والهذيان والهلوسة. ومن بين الآثار الأخرى المترتبة على تعاطي "الجوكر"، الإصابة بالذهان، وهو أشد درجة من الفصام، وفي بعض الحالات الجنون، وفقا للطنطاوي، وكذلك والاعياء المستمر والهلوسات غير الواقعية والفشل الكلوي والاختلالات في القدرات العقلية والجسدية. ويمكن تدخين "الجوكر" من خلال أوراق اللف ( الدخان العربي)، أو تدخينها بواسطة الأرجيلة "الشيشة" أحيانا. وتؤكد السلطات الأردنية من خلال وزارة الصحة ومديرية الأمن العام، على أهمية المسارعة في الخضوع إلى العلاج من المخدرات، وضرورة التبليغ عن مروجي الجوكر، بحسب الطنطاوي، قائلا إن "مكافحة" الجوكر لا يقصر على الحل الأمني، ولا بد من تكاتف الجهود المجتمعية والمؤسسية في البلاد للتحذير من مخاطر المخدر. ويشدد الطنطاوي على أن إدارة مكافحة المخدرات في المملكة، تشكل "سدا منيعا" أمام المخدرات وتداولها ومرورها إلى دول مجاورة، مؤكدا على سرية المعلومات لطالبي العلاج والمبلغين عن المروجين.
مشاركة :