قال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر إن انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة يشكل خطراً على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وقال يونكر لطلبة في مؤتمر في لكسمبورج إن الفائز بشكل صادم في الانتخابات الأمريكية جاهل بالاتحاد الأوروبي وطرق عمله، ورأى أن على ترامب أن يتعلم ما هي أوروبا، متوقعاً سنتين من الوقت الضائع قبل أن يتعرف على العالم، وتابع سيتحتم علينا إذا إن نلقن الرئيس المنتخب ما هي أوروبا وما هي مبادئ عمل أوروبا، فيما أعرب أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون عن ثقته بقدرة ترامب على تجاوز الخطاب الذي اعتمده أثناء ترشحه، مؤكداً أنه لن يعود عن اتفاقية باريس للمناخ. وتابع يونكر بصفة عامة لا تبدي الدوائر السياسية والولايات المتحدة على العموم اهتماماً بأوروبا. السيد ترامب قال خلال حملته - قلت هذا لرئيسنا هنا - إن بلجيكا قرية صغيرة في أوروبا.. نحتاج لأن نعلم الرئيس المنتخب ما هي أوروبا وكيف تعمل، وأضاف شكك في التحالف عبر الأطلسي وهو أمر خطر كما شكك في هيكل الدفاع في أوروبا وفيما يتعلق باللاجئين والبيض غير الأمريكيين.. يتعارض موقف ترامب تماماً مع القناعات والأحاسيس في أوروبا. أعتقد أننا سنضيع عامين لحين انتهاء السيد ترامب من التجول في العالم الذي لا يعرفه. وتعكس تصريحاته الجريئة صدمة واسعة النطاق في أوساط الأوروبيين بسبب انتخاب ترامب الذي أشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين تصريحات جدلية أخرى. وتتعارض تصريحات يونكر مع ردود الفعل الأكثر دبلوماسية من القادة الأوروبيين الذين قالوا إنهم يتطلعون للعمل مع الرئيس الجمهوري المقبل. في الأثناء، أعلن بان كي مون أنه يرغب في مقابلة ترامب قبل مغادرة منصبه أواخر ديسمبر/ كانون الأول، وأجرى الرجلان اتصالاً هاتفياً واتفقا في ختامه على إبقاء التواصل بينهما بحسب بيان للأمم المتحدة. وينوي بان مطالبة ترامب بالحرص على استمرار الولايات المتحدة في العمل لخير البشرية والتعاون مع الأمم المتحدة. وقال إن ترامب أدلى بكثير من التصريحات المقلقة لكنني واثق بأنه سيتفهم بالكامل الأهمية والخطورة والحاجة الطارئة لاتفاق باريس، تابع بعد تشكيل (ترامب) فريقه من خبراء وشخصيات ذات رؤية أنا واثق بمواصلة الولايات المتحدة لعب دور قيادي في شؤون العالم. كذلك اعتبر المسؤول الأممي أنه من السابق لأوانه إصدار الأحكام على سياسة ترامب الخارجية. لكنه لفت إلى أن الرئاسات الأمريكية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية لم تكن مختلفة جداً على مستوى القيم والمبادئ الحقيقية أياً كان الحزب الحاكم. إلى ذلك، أعربت الرئاسة الروسية (الكريملين)، عن أملها في تحسين العلاقات الروسية الأمريكية بعد فوز دونالد ترامب. وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن ترامب كان مؤيداً قوياً جداً لفكرة العلاقات الطيبة بين بلدينا، مضيفاً إنه يترتب على روسيا والولايات المتحدة أن تعملا بشكل مشترك لمواجهة الخطر الرئيسي للإرهاب العالمي. وأشار المتحدث إلى أنه من أجل بناء الثقة بين البلدين، بإمكان ترامب إقناع حلف شمال الأطلسي الناتو بالانسحاب من الحدود الروسية، الأمر الذي قد يؤدي إلى نوع من الانفراج في أوروبا. وأشارت توقعات بيتر التماير، وزير شؤون دار المستشارية الألمانية، إلى أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة لن تشهد تغيرات مفاجئة في مسارها، في ظل الإدارة الجديدة تحت الرئيس المنتخب دونالد ترامب. وقال التماير:سيكون هناك كم كبير من الاستمرارية في السياسة الخارجية الأمريكية، وتابع: أعتقد أن الولايات المتحدة لن يكون أمامها اختيار آخر على الإطلاق سوى الاستمرار في أن تكون لاعباً دولياً، وأوضح أن الولايات المتحدة دولة ذات مؤسسات قوية في الجيش والاستخبارات والخارجية، وهذه المؤسسات تقول للرئيس ما ينبغي له أن يفعله. (وكالات)
مشاركة :