ابتكرت كاليفورنيا مصطلح «كاليكيست Calexit» الذي يتكون من «بريكست Brex-it»، الخاص بتصويت البريطانيين في يونيو الماضي، لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي، والتي تطالب حاليا بالانفصال عن الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في ظل انتشار المظاهرات في الولايات الأمريكية ومنها كاليفورنيا ، بعد إعلان فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا. وواصل آلاف المحتجين تظاهراتهم في عدة مدن أمريكية منها ميامي، وأتلانتا، وفيلادلفيا، ونيويورك، وسان فرانسيسكو، وبورتلاند بولاية أوريجون، لليلة الثالثة على التوالي، ليعبروا عن غضبهم، من تصريحات ترامب النارية، والمثيرة للجدل، عن المهاجرين، والمسلمين، والنساء، وهتف المحتجون في العديد من المدن، بشعارات منها: «لا للكره.. لا للخوف»، و«مرحبا بالمهاجرين» ورفعوا لافتات كتب عليها «اعزلوا ترامب». وقالت الشرطة إن شخصا أصيب بالرصاص خلال مظاهرة مناهضة لترامب في بورتلاند منتصف الليل، لدى عبور المحتجين لجسر موريسون، وقبضت شرطة بورتلاند على 26 شخصًا على الأقل يوم الخميس، بعد أن ألقى محتجون أشياء، ما ألحق أضرارًا بسيارات جديدة في معرض للسيارات وبعدد من المباني. وفي لوس أنجلوس أوقفت الشرطة مساء الخميس 185 شخصًا، معظمهم لسد طرق، وعولج أحد أفراد الشرطة في المستشفى، بعد إصابته في الاحتجاج. وذكرت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، أن دونالد ترامب الذي ينتقد اتفاقيات التجارة الحرة، ويعارض العولمة سيرث دولة منقسمة، عندما يبدأ فترة رئاسته في يناير المقبل، مشيرة إلى أن الانتخابات أفرزت شخصية استقطابية شعبوية، تقوم على سياسة «هم ونحن»، وتحض على استدعاء الهويات القبلية، والتنافسات الصفرية، على الموارد المتكالب عليها. وأشارت إلى أن هذه العوامل دفعت ولاية كاليفورنيا، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 39 مليون نسمة، وتعيش فيها أكثرية من الناطقين بالإسبانية، وعمال من العديد من دول العالم، وتتمتع باقتصاد منوع مثل سكانها، للمطالبة بالاستقلال، بزعم أن الحكومة الفيدرالية الجديدة برئاسة ترامب، لن تخدم مصالح الولاية، لاسيما في مجالات السلام، والأمن، والموارد الطبيعية، والبيئة، والهجرة، والتجارة، والرعاية الصحية، والتعليم. وذكرت شبكة «CNN» الإخبارية، أن كاليفورنيا صاحبة سادس أكبر اقتصاد في العالم، الذي يعد أكبر من اقتصاد فرنسا، كما أن عدد سكانها أكبر من عدد سكان بولندا، قادرة على أن تنافس دولا كبرى على مستوى العالم، وليس فقط مع الولايات الـ49 الأخرى، التي تشكل معها الولايات المتحدة، لذلك دعا زعماء المظاهرات إلى تنظيم استفتاء في ربيع 2019، لاتخاذ قرار الخروج، أو البقاء ضمن الولايات المتحدة، لتكرر ما حدث في بريطانيا. وكتبت حملة الانفصال على الصفحة الرئيسية لموقعها الإلكتروني، أن الولايات المتحدة تمثل الكثير من الأمور التي تتعارض مع قيم كاليفورنيا، والتزامها المستمر مع الدولة يعني أن الولاية ستواصل دعم الولايات الأخرى، على حساب مواطني الولاية. وانتقدت الحملة الوضع الذي آلت إليه البنية التحتية في كاليفورنيا، وتراجع مستوى التعليم في مدارسها العامة، فيما لا يزال لديها أكبر عدد من المشردين، الذين يعيشون بلا مأوى، كما لا تزال معدلات الفقر عالية مع اتساع فجوة عدم المساواة في الدخل، لكن الحملة تؤكد أن ولاية كاليفورنيا «يمكنها إعادة دخول الاتحاد» بعد أن تصبح بلداً مستقلا، وبعد انتهاء فترة رئاسة ترامب. واعتبرت الحملة أن الاستفتاء على الاستقلال الذي تدعو إليه يأتي ضمن الحق في تقرير المصير؛ الذي يكفله القانون الدستوري والدولي، وأنه يمكن لولاية كاليفورنيا، التي تتمتع بوزن اقتصادي كبير، ولها 53 نائبا في مجلس النواب، أن تمارس تأثيرا إيجابيا على بقية العالم، وبذل المزيد من الجهد كدولة مستقلة. م.ب;
مشاركة :