--> --> أكد الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أن القضية الفلسطينية ستتصدر جدول أعمالها القمة العربية بالكويت باعتبارها القضية المركزية والمحورية للأمة العربية خاصة في ظل ما تقوم به إسرائيل من ممارسات تشكل تحديًا للنظام الدولي والشرعية الدولية والأمم المتحدة. وقال العربي خلال لقاء موسع مع رؤساء تحرير الصحف بالقاهرة استعرض فيه الملفات والقضايا التي ستطرح على القمة العربية الخامسة والعشرين التي ستعقد بدولة الكويت يومي 25 - 26 من الشهر الجاري أن الأزمة السورية ستشكل البند الثاني على جدول أعمال قمة الكويت إلى جانب ملف تطوير وإصلاح الجامعة العربية إلى جانب قضايا أخرى. وأوضح العربي أنه سيتم عرض تقرير على القمة يتعلق بمبادرة الرئيس السوداني عمر حسن البشير التي طرحها على قمة الدوحة العام الماضي وتتعلق بتحقيق الأمن الغذائي العربي وسد الفجوة التي تتزايد يومًا بعد يوم بالإضافة إلى إنشاء آلية للتنسيق مع المنظمات الإقليمية والعالمية في مجال تقديم العون والمساعدات الإنسانية وتقرير عن مشروع عربي عملاق يتصل بالطاقة الجديدة والمتجددة. ومن جانبه بين نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي أن قمة الكويت ستكون قمة غير عادية وذلك في ضوء التفاعلات والتوترات والتغييرات التي تشهدها المنطقة العربية. وقال بن حلي إن القادة العرب سيناقشون كذلك قضية الإرهاب ثم تنقية الأجواء العربية, موضحا أن العربي سيعرض بدوره أربعة تقارير لقمة الكويت تتصل بمسيرة العمل العربي المشترك ومبادرة الطاقة الجديدة والمتجددة والجهود العربية الخاصة بإعلان عن الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بالإضافة إلى تطوير وإصلاح ميثاق الجامعة. وحول مكافحة الإرهاب، ذكر الأمين العام للجامعة العربية أن مصر تقدمت بمبادرة مكونة من 6 نقاط خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية في دورته الـ 141 على مستوى وزراء الخارجية في 9 مارس الجاري للتعاون العربي في هذا المجال وذلك تفعيلا للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي وقعت عليها 17 دولة عربية في العام 1998 وقد عقد مجلس وزراء الداخلية العرب اجتماعًا في الثاني عشر من مارس الجاري بمدينة مراكش المغربية أصدر توصية بعقد اجتماع مشترك بينه وبين مجلس وزراء العدل العرب وذلك لبحث المبادرة المصرية وكيفية تفعيلها في الواقع العربي. وحول رؤيته للأزمة السورية بعد فشل مفاوضات " جنيف 2 " مؤخرًا, قال العربي إن الأزمة السورية حاليًا بيد مجلس الأمن وليس الجامعة العربية موضحًا أنه لم يحقق أي تطور إيجابي حتى الآن فيما يتعلق بإيجاد حل لها مشيرًا إلى أن كافة قرارات الجامعة العربية كانت تركز على الحل السياسي للأزمة. وشدد العربي على ضرورة قيام فصائل المعارضة باستعادة وحدتها وتشكيل قيادة موحدة لها منددًا بارتكاب قوات النظام السوري جرائم ضد الإنسانية. وأعلن العربي أن الحل الذي من شأنه أن يحدث تغييرًا في مسار الأزمة ويدفع النظام إلى التجاوب مع فكرة تشكيل هيئة انتقالية يرتكز على تحقيق توازن عسكري على الأرض بين طرفي الأزمة وهو أمر لا علاقة للجامعة العربية به ثم قيام روسيا بالتخلي عن حمايتها للنظام فضلا عن قيام إيران بتقليص دعمها له وطلبها من قوات حزب الله الانسحاب من سوريا. وانتقد العربي ما وصفه بعجز المجتمع الدولي عن إيجاد حل لهذه الأزمة التي وصفها بأنها بلغت مرحلة شديدة السوء وأصبحت تمثل أكبر كارثة إنسانية في القرن الـ 21. وفيما يتعلق بمنح مقعد سوريا في الجامعة العربية للائتلاف المعارض كشف العربي عن اعتراضه على هذه الخطوة خلال مناقشة الأمر في 6 مارس من العام الماضي, مشيرًا إلى أن هناك قرارًا من مجلس الجامعة العربية الأخير على مستوى وزراء الخارجية يدعو لمواصلة المشاورات مع الائتلاف بشأن مقعد سوريا ثم عرض الأمر على القمة وحتى الآن ما زال المسألة في سياق التشاور. وحول الوضع في ليبيا قال العربي إن الأوضاع الحالية في ليبيا تعكس قلقًا واسعًا لدى الجامعة بسبب انتشار أعمال العنف وغياب مؤسسات الدولة وانتشار المجموعات المسلحة التي تفرض هيمنتها على مناطق ومدن وموانئ بكاملها, لافتًا إلى أن الجامعة فتحت مكتبًا لها في طرابلس للمساهمة في تقديم العون لبناء مؤسسات وأجهزة الدولة. وعن غياب الجامعة العربية عن القضية الفلسطينية لفت العربي إلى إصدار الجامعة على مستوى وزراء الخارجية قرارًا يتبنى السعي إلى إنهاء النزاع مع إسرائيل دون الاكتفاء بإدارته فقط ، وقال إنه تم تكليف لجنة وزارية عربية بمتابعة ذلك وقامت اللجنة بإجراء اتصالات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أبدى اقتناعًا بهذا التوجه الجديد تجلى في إقناع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للدخول في مفاوضات حدد سقفها الزمني بـ9 أشهر بهدف التوصل إلى إيجاد حلول للقضايا الجوهرية المتعلقة بإقامة الدولة الفلسطينية المتماسكة على حدود الرابع من يونيو 1967 ثم الحدود واللاجئين والمياه. وأضاف العربي إن إسرائيل تمارس في مفاوضاتها مع الفلسطينيين لعبة إهدار الوقت التي ترى أن لها قيمة إستراتيجية فكل وقت تكسبه تحقق فيه مكاسب على صعيد مشروعها الاستيطاني مما أدى إلى تحجر كامل في مسار المفاوضات حتى الآن مشيرًا إلى أن حكومة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تصمم على اعتراف الفلسطينيين بما يسمى بـ " يهودية دولة إسرائيل " وهو أمر لم تطرحه الدولة العبرية في مفاوضاتها السابقة سواء مع مصر أو سوريا أو الأردن. وحول المصالحة الفلسطينية، بين الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي أن هناك قرارًا من قبل وزراء الخارجية العرب بترك ملف المصالحة لمصر التي تتولى هذا الملف بالفعل موضحًا أن الفصائل الفلسطينية وقعت على اتفاقية بالقاهرة في مايو 2012 نصت ضمن بنودها على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في الضفة الغربية وقطاع غزة ولكن حماس تبدى رفضًا لذلك. وحول مستقبل الجامعة العربية قال العربي إنه قلق بالفعل على هذا المستقبل لكن ما يدفعه إلى الطمأنينة هو أن قطار التطوير والإصلاح بدأ يتحرك على السكة في الاتجاه الصحيح .. مشددًا على ضرورة الارتقاء بدورها وفعاليتها وأن تقتدي الدول العربية في ذلك بنموذج الاتحاد الأفريقي الذي اتخذ خطوات متقدمة في هذا الصدد. وحول إمكانية ضم كل من دولتي تشاد وجنوب السودان إلى الجامعة العربية قال العربي إن " تشاد طلبت الانضمام إلى الجامعة وقررت أن تكون اللغة العربية لغة رسمية فيها وهناك اتصالات مستمرة معها في هذا الشأن وننتظر منهم الخطوة التالية أما جنوب السودان فقد أبلغنا وزير خارجيتها خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الأخير أن دولته مازالت وليدة ولم يمض عليها سوى سنتان وطلب فرصة لمناقشة هذا المسألة خاصة أنني قلت له أن جنوب السودان كان جزء من دولة عضو بالجامعة وهي السودان وأبلغنا أيضا أنهم في حاجة إلى مساعدات اقتصادية واستثمارية بالأساس في المرحلة الراهنة " . وبدوره كشف نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي أن التطوير الذي سيجري على ميثاق الجامعة سيتيح منح صفة المراقب للدول غير العربية فيها. وعن إمكانية ترحيل موعد قمة الكويت انتظارًا لتنقية الأجواء العربية قال بن حلي إن انعقاد القمة ومشاركة القادة فيها أمر ضروري يوفر إمكانية عالية للتعامل مع المشكلات القائمة بين بعض الدول العربية وهو ما يجعل من الضروري الإصرار على عقد القمة في موعدها.
مشاركة :