تبدو توابع زلزال فوز المرشح الجمهوري الأمريكي دونالد ترامب برئاسة أمريكا، وهي تتوالى يوما بعد يوم وتضرب في مناطق مختلفة من العالم. أما أكثر المناطق التي هزتها، والتي أثارت فيها المخاوف من تغيرات سياسية ربما لا يحمد عقباها، من وجهة نظر العديد من السياسيين والمراقبين فهي القارة الأوروبية، إذ أن اليمين السياسي المتطرف الصاعد في أوروبا منذ فترة، وجد في فوز ترامب داعما قويا في مساعيه للوصول إلى السلطة. احتمالات الحدوث هل يمكن فعلا أن تنتقل حالة الشعبوية السياسية كما يسميها البعض من أمريكا إلى أوروبا؟ ، سؤال يسعى كثير من المراقبين للإجابة عليه حاليا، وهم يرون أن معظم الخطاب السياسي الصادر عن اليمين الأوروبي، يعتبر أن عصره قد بات قريبا ، وأن انتخاب ترامب سيعجل بهذا العصر، فالواضح أن التصويت البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوربي، كان من وجهة نظر كثيرين بداية لانتصار اليمين الأوروبي، وأنه مثل نموذجا يحتذى للعديد من أحزاب هذا اليمين، الساعي ضمن ما يسعى إليه إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي. وتنقل وكالة رويترز في تحليل لها عن (مارتن سلماير) رئيس فريق العاملين مع رئيس المفوضية الأوروبية (جان كلود يونكر)، تغريدة كان قد كتبها قبل اجتماع مجموعة السبع في طوكيو في مايو الماضي وكأنه كان يقرأ الغيب، فقد تخيل سلماير لو حل محل باراك أوباما وفرانسوا أولوند وديفيد كاميرون وماتيو رينتسي في اجتماع العام القادم لنادي الدول الغنية، زعماء مثل ترامب ومارين لوبان وبوريس جونسون وبيبي جريلو. وتقول الوكالة إنه وبعد ذلك بشهر، صدمت بريطانيا العالم حين صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، فاستقال كاميرون من رئاسة الوزراء وأصبح بوريس جونسون رئيس بلدية لندن السابق - الذي ساعد في إقناع البريطانيين بترك التكتل - وزيرا للخارجية. وكانت صحيفة التايمز البريطانية قد أشارت في افتتاحية لها إلى ان اليمين المتطرف، يشهد بالفعل صعودا كبيرا فالنمسا قد تختار الشهر المقبل رئيسا "يمينيا متطرفا"، كما أن الانتخابات الهولندية يتوقع أن ترفع أيضا من أسهم السياسي "اليميني المتطرف" المعادي للمسلمين (خيرت فيلدرز)، في حين تشير التوقعات إلى أن فرص المرشحة اليمنية للرئاسة الفرنسية ماري لوبان تزيد في المنافسة على رئاسة الجمهورية. مخاوف المهاجرين ووسط كل هذا تتزايد مخاوف المهاجرين الذين يعيشون في أوروبا، من تعزيز فرص اليمين المتطرف في الوصول إلى السلطة وإمكانية أن يؤدي ذلك إلى تفاقم معاناتهم بالفعل. والحقيقة الواضحة هي أن الأحزاب اليمينة المتطرفة في أوروبا، استخدمت منذ فترة قضية المهاجرين واللاجئين سلما للصعود إلى واجهة العمل السياسي ، وكان واضحا في خطاب تلك الأحزاب إثارة مخاوف الناخبين من الخطر الأمني المحدق، والمترتب على استقبال الآلاف من اللاجئين في البلدان الأوروبية، إضافة إلى ما يمثله ذلك من عبء على اقتصادات تلك البلدان، وفرص التوظيف بها. وتقول صحيفة التايمز البريطانية في افتتاحيتها التي أشرنا لها سابقا، إن كل هذه القوى السياسية تستفيد حاليا من الخوف من أن أوروبا، ستهزها الحرب والجفاف واليأس في أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط، كما أن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة سيكون موجها لهذه الأحزاب الشعبوية، ويشجع فكرة أن تعقيدات الهجرة يمكن حلها ببناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك. برأيكم هل يعجل فوز ترامب بوصول أحزاب اليمين المتطرف للسلطة في أوروبا؟ لماذا برأيكم ينجذب عدد كبير من الناخبين لمثل تلك الأحزاب؟ هل يلعب ضعف شعبية الأحزاب التقليدية في أوروبا في مصلحة أحزاب اليمين؟ إذا كنتم مهاجرين عربا تعيشون في دول أوروبية هل تخشون من احتمالات وصول اليمين المتطرف إلى السلطة؟ حدثونا عن أكثر مايقلقكم سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 14 تشرين الثاني/نوفمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442031620022. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Messageكما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar
مشاركة :