راوده حلم الانتقال بين المحافظات بالعجلة، لكنه لم يكن يتوقع أن يتطور حلمه بالوصول إلى وسط أفريقيا، محمد عبدالعال، 24 عاماً، خريج كلية التجارة جامعة حلوان، الذى لم تتح له الفرصة حتى الآن فى الحصول على وظيفة. الحصول على دراجة هو الأمر الذى شغل تفكيره طويلاً للتنقل والذهاب إلى الكلية يومياً. يقول والده المهندس عبدالعال: «حس إنه غاوى عجل وبدأ يلف بيها المحافظات». 14محافظة كانت هى الحصيلة التى زارها محمد بالعجلة، حيث تنقل بين الوجه البحرى والقبلى، برفقة أصدقائه، الذين صاحبتهم نفس الهواية، ونفس الشغف فى ركوب الدراجات. تمر الأيام ويقرر محمد أن يذهب لوالده منذ سبعة أشهر، ويخبره بأنه يريد السفر للجابون بوسط أفريقيا بالدراجة. يقول والده: «كانوا قاعدين يهزروا هو وأصحابه وحد قال متيجوا نروح كأس الأمم الأفريقية بالعجلة، حطها فى دماغه وجه يناقشنا». وسط رفض الوالد وإصرار الابن، اضطر عبدالعال للموافقة، وبدأت رحلة محمد وأصدقائه للبحث عن رعاة للرحلة، يقول والده: «محدش رضى، ومكنوش مصدقين إن هما هيسافروا فعلا للجابون». عدم توافر الأموال اللازمة للرحلة، والرعاة المساندين لهم- جعلا أصدقاء محمد يقررون التخلى عن فكرة السفر، ولكنه وحده محمد أصر على استكمال التجربة، ويقول والده: «قالى أصلا هتبقى حلوة لو كنت لوحدى، أنا عايز أروح». حماس محمد وإصراره أجبرا والده على دعمه والتكفل بمصاريف السفر، ويقول: «اشترينا عجلة جديدة من أسبوع تناسب السفر للخارج، وإكسسوارات للعجلة من حامل وشنط وكاميرا عشان يوثق بيها الرحلة». تحضيرات كثيرة استغرقت وقتا طويلاً، فمع شراء مستلزمات السفر، كان عليه تجهيز تأشيرة السفر، ودراسة المسارات الأكثر أمناً ليسير منها، والتنسيق مع أشخاص يقضى عندهم بعض الليالى لينام فيها، يقول محمد: «كان لازم اتعرف على ناس كتير فى الأماكن اللى هقف فيها عشان يساعدونى فى استكمال الرحلة، تواصلت مع السفارات لمساعدتى فى معرفة الطرق الآمنة خلال رحلتى، ومن المقرر أن أصل الجابون فى ١٠ يناير ٢٠١٧». وخلال تحضيرات «محمد» لرحلته، قرر أن يؤسس صفحة على مواقع التواصل الاجتماعى بعنوان «الطريق إلى الجابون»، يوثق فيها رحلته، ويشارك متابعيه بصور الأماكن التى يصل إليها، وكتب فى هذه الصفحة: «أنا شاب مصرى قررت أشجع بلدى فى بطولة كأس الأمم الأفريقية 2017 بشكل مختلف.. هركب عجلتى يوم 9 نوفمبر 2016 من ميدان التحرير بالقاهرة لهدفى وهو الجابون مروراً بدول السودان وتشاد والكاميرون فى رحلة 7000 كم فى 80 يوم.. وهرجع بلدى واحنا معانا الكأس»، ويضيف والده: «فات أهو 4 أيام وإحنا بنكلمه دايما، وهو حاليا فى سوهاج».
مشاركة :