العين (الاتحاد) طور باحثان بجامعة الإمارات تقنية جديدة للتخلص من الشوائب الملوثة بثاني أكسيد الكربون (CO2)، وكبريتيد الهيدروجين (H2S)، وغيرها من المركبات السامة الناجمة عن عمليات استخراج الغاز في حقول النفط، وذلك بالتعاون مع شركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة «أدجاز»، وبدعم من مركز التعاون الياباني للبترول «JCCP». وأوضح الباحث الدكتور محمد المرزوقي، أستاذ الهندسة الكيميائية ومدير مركز الإمارات لبحوث الطاقة والبيئة بجامعة الإمارات، الذي قام على تطوير هذه التقنية الجديدة بالاشتراك مع الباحث الدكتور سيد مرزوق، أستاذ الكيمياء في الجامعة، أن التقنية الجديدة التي طورها وزميله تعتمد على استخدام عدد كبير من الأنابيب المصنوعة من مادة البوليمر المسامية الصغيرة، والتي تستخدم مذيبات أقل بكثير عنها في طريقة التنقية المتبعة حالياً، ما يؤدي معه إلى خفض كمية الطاقة اللازمة لتجديد المذيبات في هذه العملية باستخدام تقنية مختلفة، فيما تعتمد عمليات التخلص من الشوائب في الوقت الراهن على تكنولوجيا تحلية تستهلك كميات كبيرة من الطاقة لمعالجة الغاز لضمان مطابقته لمعايير السوق. وأضاف المرزوقي أن النتائج الجديدة التي تم التوصل إليها جاءت مبشرة، خاصة بعد أن تمكن وزميله الدكتور مرزوق من توفير الظروف العلمية الملائمة للبيئة المحيطة بعمل مصانع الغاز الطبيعي في ميدان العمل من خلال المختبر العلمي، وبعد أن تأكدا من صحة النتائج التي توصلا إليها بالعمل في نفس تلك الظروف للحد من استخدام تلك المذيبات، وكذلك العمل في الظروف القاسية. وأوضح المرزوقي أن النتائج التي تم التوصل إليها أظهرت كذلك أن هناك ارتفاعاً في تكلفة محللات كبريتيد الهيدروجين (H2S) وثاني أكسيد الكربون (CO2)، من الناحية التجارية، ما دعاهما إلى تطوير محللات قياس تركيز المركبين، لافتاً إلى أنهما استطاعا خلال مرحلة طويلة من البحث العلمي، امتدت لعشر سنوات، الوصول إلى هذه النتيجة وهذه التقنية الحديثة، والتي يأمل أن يتم تسويقها اقتصادياً قريباً. وأضاف أنه تم تسجيل هذه التقنية الجديدة، التي جرى تطويرها لمعالجة الغاز الطبيعي، في كل من مكتب براءة الاختراع في اليابان ومكتب براءات الاختراع بالولايات المتحدة الأميركية واليابان، لافتاً إلى أن هذا المشروع البحثي الذي حاز براءة الاختراع يأتي ضمن مشاريع بحثية أخرى يقوم بها المركز لتطوير تقنيات أخرى جديدة لمشاريع مصادر الطاقة البديلة والمتجددة يبلغ عددها 20 مشروعاً خلال عامي 2016 - 2017. من جهته، أوضح الدكتور محمد البيلي، مدير جامعة الإمارات، أن الجامعة تسعى دائماً إلى تشجيع الإبداع والابتكار، وذلك وفق الرؤية الوطنية في دعم مسيرة التقدم العلمي التي تشهدها الدولة في كل المجالات ذات الأولوية الوطنية الاستراتيجية التي وضعتها القيادة الرشيدة لتحقيق التنمية المستدامة، وفق خطة عام 2022 للتحول للاقتصاد القائم على المعرفة. ... المزيد
مشاركة :