أطفال الجرف العراقية يستعيدون مقاعد الدراسة بعد طرد تنظيم الدولة

  • 11/14/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«رصاصة زائد رصاصة يساوي؟ رصاصتان!»، تلك هي دروس الرياضيات التي كان يتلقاها أطفال قرية الجرف العراقية على مدى عامين، على أيدي مسلحي تنظيم الدولة. وقبل يوم فتح أحد الجيران باب المدرسة للمرة الأولى منذ أن طردت القوات العراقية التنظيم من البلدة. انتشر الأطفال داخل المبنى، وسرعان ما بدؤوا بلعب كرة القدم مع الجنود في القاعة الرئيسية، وأقدموا - تملؤهم البهجة - على تمزيق كتب تنظيم الدولة المدرسية. وتعود الطفلة سناء أحمد بالذاكرة إلى العام 2014 حين سيطر المسلحون على قريتها جنوب الموصل. تضيف الفتاة ذات الأعوام الـ10 بثوبها الزهري وأساورها البيضاء في المعصمين: «كان يوجد صور في كتبنا. لقد غيروا ذلك، قالوا إنه حرام». تقول: «لقد وضعوا لنا صورا لفتيات صغيرات مغطيات بالكامل، بالنقاب، حتى أنهن كن يلبسن قفازات وجوارب لا أعرف كيف لم يختنقن». بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، فإن 4.7 مليون طفل تأثروا بشكل مباشر بالاضطرابات الأخيرة، و3.5 مليون لا يتلقون التعليم. في الجرف، قرر العديد من الأهالي عدم إرسال أولادهم إلى المدرسة بعد دخول تنظيم الدولة. يقول أبو سالم، وهو أب يبلغ من العمر 28 عاما ويقع منزله مقابل المدرسة، إن المسلحين «كانوا يحاولون السيطرة على عقول الأطفال، كانوا يعلمونهم أشياء تشجع على القتل». يشير سالم عبدالمحسن، وهو أب رفض أيضا إرسال أطفاله إلى المدرسة خلال حكم المسلحين، إلى أنه «على سبيل المثال، في حصة الرياضيات، يعلمونهم ماذا تساوي رصاصة زائد رصاصة، أو صاروخ زائد صاروخ». يتساءل عبدالمحسن قائلا: «عندما يكبر الأطفال، ماذا سيكون نوع التعليم الذي تلقونه؟ وعندما يتخرجون، هل سيصبح الطفل طبيبا؟ أو مهندسا؟»، ويضيف الشاب الذي أصبح الآن مقاتلا في فصائل الحشد العشائري: «ذلك لن يكون ممكنا، بالطبع سيصبحون إرهابيين». على أرض أحد الفصول الدراسية، نسخة من كتاب التربية البدنية التي ينتجها تنظيم الدولة، وكل صفحة فيه مختومة بشعار التنظيم. يحتوي الكتاب بمعظمه على تعليمات لتمارين عادية، لكن لمسة التنظيم كانت واضحة في بعض الدروس. أول دروس الكتاب كان عن «كيفية جلوس القرفصاء بشكل صحيح»، وعنوان آخر كان «لعبة الحجرات السبع»، الذي يهدف على ما يبدو إلى تحضير «رمي الجمرات» خلال موسم الحج. في درس آخر، يجب القيام بالتمرين مع إنشاد أغنية تمجد زعيم تنظيم الدولة، تقول لازمتها: «كل واحد منكم ينضم ويبايع (أبو بكر) البغدادي». الجرف واحدة من مئات البلدات الصغيرة والنائية الواقعة على طريق وادي دجلة في محافظة نينوى. وقبل أن تبدأ القوات العراقية باستعادة السيطرة على الأراضي، كانت تلك القرى في قلب ما يسمى «الخلافة» التي أعلنها تنظيم الدولة في يونيو 2014، بعزلة عن العالم أكبر مما كانت عليه سابقا.;

مشاركة :