عقدت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا ظهر أمس، بقاعة كبار الشخصيات بالمسرح المكشوف، مؤتمرا صحافيا، من أجل الكشف عن تفاصيل النسخة السادسة من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية الذي ينطلق غدا ويتواصل إلى غاية 19 نوفمبر الجاري على شاطئ كتارا. ووصف سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي مدير عام المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، مهرجان كتارا للمحامل التقليدية بـ «المهرجان التراثي الكبير»، الذي لم يكن ليحقق هذا التألق والإقبال الجماهيري والمشاركة الدولية الواسعة لولا الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مؤكدا أنه بهذه الرعاية استطاع المهرجان أن يكون بالصورة المشرفة التي تليق بمكانته وأهميته كواحد من أهم المهرجانات الثقافية والتراثية على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. وبين الدكتور السليطي أن المهرجان أصبح تقليدا راسخا تحرص المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا على تنظيمه بشكل سنوي كتظاهرة ثقافية كبرى تحتفي بتراثنا البحري الذي يشكل جزءا أصيلا من موروثنا الشعبي في قطر ودول مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا أن المهرجان نجح عبر أنشطته وفعالياته المتنوعة والمتميزة بإعادة التراث البحري إلى دائرة الضوء. وقال إنه مع كل نسخة يتم استحداث مسابقات وأنشطة جديدة. وأشار مدير عام كتارا، إلى أن هذه النسخة تتضمن العديد من المفاجآت أبرزها الإعلان عن وجهة رحلة فتح الخير3، كما سيتم تكريم النواخذة من الآباء والأجداد. ولم يكشف الدكتور السليطي عن الوجهة القادمة لرحلة فتح الخير، غير أنه بيّن بعضا من ملامحها، وهي أن تكون الوجهة لها ما يبررها من الجانب التاريخي، مثلما كان الأمر عليه في الرحلتين السابقتين. وفي جوابه على سؤال لـ«العرب»، حول ما إذا كان هناك تفكير في تحويل مهرجان المحامل، إلى مهرجان دولي خصوصا وأنه مضى عليه ست دورات وسط مشاركة إقليمية مكثفة من دول مجلس التعاون، فضلا عن الإرث البحري المشترك بين العديد من الدول، قال سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي: «نتطلع إلى هذا الأمر، وسنرفع الأمر لإدارة شاطئ كتارا من أجل مناقشته، منوها في الآن ذاته، أن المهرجان يعرف مشاركة لافتة للعديد من الدول من بينها الهند، في الفعاليات الموازية للمهرجان، متقدما بهذا الخصوص بشكره لسعادة السفير الهندي السابق سانجيف أرورا، ومتوقعا تعاونا كبيرا مع السفير الجديد، فضلا عن مشاركات من زنجبار باعتبار أن لها تاريخا عريقا في الغوص على اللؤلؤ. وتقدم سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي بالشكر إلى مختلف وسائل الإعلام على حرصها على تغطية ما تقدمه المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا من فعاليات ومهرجانات ثقافية متنوعة. وسيتضمن المهرجان العديد من الأنشطة والفعاليات المستحدثة لجذب جمهور الزوار بمختلف جنسياتهم وفئاتهم العمرية التي من شأنها أن تطلعهم على التراث البحري القطري والخليجي بكل تفاصيله. كما سيضم المهرجان عددا من المسابقات البحرية وهي مسابقة الغزل، والحداق والغوص واللفاح ومسابقة التجديف، بالإضافة إلى مسابقتين جديدتين وهما مسابقة تنزيل المحمل التي ستعتمد مقياس السرعة ومسابقة النهمة، حيث سيتم الاحتكام إلى صفاء الصوت وحسن الأداء في هذا الشكل الغنائي التراثي. وسيكون الجمهور على موعد مع افتتاح (الدشة) مهرجان كتارا السادس للمحامل التقليدية على الساعة 3.30 عصرا على شاطئ كتارا بداية من يوم غد (الثلاثاء). ومن المنتظر أن يشارك في نسخة هذا العام أكثر من 230 مشاركا من دول مجلس التعاون الخليجي ومن الهند، إلى جانب مشاركة 118 محملا من مختلف الأنواع. وسيقدم المهرجان مجموعة متنوعة من الفعاليات التراثية والثقافية التي لها صلة بالتراث البحري منها معرضا للمحامل التقليدية، بالإضافة إلى عروض الفرق الشعبية من قطر وسلطنة عمان والبحرين، كما سيقدم المهرجان مجموعة متنوعة من الحرف البحرية التراثية مثل صناعة الصل أو ما يعرف بالودج ومهنة الطواش واليل واليزاف ولسكار والزراقة والحضرة، بالإضافة إلى القلافة، فلق المحار، صناعة الشراع، صناعة القراقير، صناعة الغزل، بياع الحب والمكسرات، زري عتيق، صناعة الحبال، صناعة الفخار، الكواخ (الطريقة التقليدية لصيد الطيور)، صناعة الدعون. كما سيكون هناك سوق للسمك تباع فيه الأسماك الطازجة يوميا بنصف السعر المتداول في الأسواق المحلية. وحرصا على توفير الجانب التربوي والتعليمي، سيستقطب المهرجان كعادته رحلات طلابية مدرسية في فترته الصباحية بالإضافة إلى الجمهور، حيث سيتم تنظيم رحلات ميدانية إلى موقع المهرجان للتعرف على أركانه وما تقدمه من حرف تراثية، بالإضافة إلى الرحلات البحرية التي ستستمر من الساعة 3 عصرا إلى 9 مساء من اللؤلؤة إلى شاطئ كتارا حيث خصصت إدارة المهرجان لذلك محملين تقليديين يسع كل منهما قرابة 30 شخصا. وعلى غرار النسختين الماضيتين، أعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان لهذا العام عن تنظيم مسابقتين واحدة في الفنون التشكيلية باختيار أفضل لوحة و الثانية في التصوير الضوئي باختيار أفضل صورة. وأكدت اللجنة المنظمة للمهرجان أن المسابقتين مفتوحتين للمواطنين والمقيمين على حد سواء من الجنسين من داخل قطر وخارجها، وتشترط أن يكون العمل الفني المقدم سواء كان لوحة أو صورة فوتوغرافية يعبر عن الرؤية الفنية لموضوع المسابقة بأن يكون مستوحى من موقع مهرجان كتارا السادس للمحامل التقليدية. عرض يومي لأوبريت «الدالوب» ومن الفعاليات المصاحبة للمهرجان أيضا المقهى الثقافي التي ستمكن الجمهور من الالتقاء بعدد من الباحثين القطريين والخليجيين للاطلاع على الموروث البحري وتاريخ الأجداد بما تضمنه من حكايات ومغامرات. كما سيكون الجمهور على موعد مع أوبريت الدالوب التي ستعرض قصة سنة الطبعة 1925. أما بالنسبة للقرية التراثية فستحتوي عددا من الأجنحة المميزة ذات العلاقة بالتراث البحري، حيث ستتكون من 6 بيوت ترمز لدول مجلس التعاون الخليجي، وسيستجيب تصميم كل بيت إلى خصوصية كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي.;
مشاركة :