دبي: نادية سلطان في مشهد إنساني غلبت عليه عاطفة الأمومة وشوق ابنة لرؤية أمها التي حرمت منها على مدار 40 عاماً، نجحت شرطة دبي في الجمع بينهما بعد أن فرقت بينهما الخلافات الأسرية. لم تهدأ الفتاة على مدار الأربعين عاماً أن تسأل أباها عن أمها الذي رفض كلياً تواصلها وشقيقاتها مع الأم بعد الانفصال، وتحمل مع زوجته الثانية تربية بناته الثلاث التي كانت أكبرهن في ذلك الوقت لا تزيد على 5 أعوام بينما لا يتجاوز عمر أصغرهن 6 أشهر. كبرت الطفلة الصغيرة وبدأت تبحث بنفسها عن أمها التي لم تكن تعرف سوى اسمها الأول فقط المدون في بطاقة الهوية، بينما شقيقتاها تزوجتا ورحلتا إلى موطنهما، وعاشتا مع أسرتيهما، وقررت الابنة العربية الجنسية، أن تلجأ لرئيس قسم شعبة التواصل مع الضحية بإدارة الرقابة الجنائية بالإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي حيث نصحتها صديقتها بذلك بعد أن أجهدت بحثاً عن الأم التي كانت متأكدة أنها لا تزال موجودة بالدولة. ووفقاً للواء خليل إبراهيم المنصوري مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، تواصلت مسؤولة شعبة التواصل مع الضحية ريم الأميري مع المرأة العربية، وساعدتها في الوصول إلى الاسم الحقيقي للأم الذي تبين أنها قامت بتغييره بعد أن حصلت على جنسية الدولة بعد زواجها من أحد أبنائها، وأنجبت وتعيش في إحدى مدن الدولة بعد وفاة الزوج. وأكد المنصوري أن شعبة التواصل مع الضحية تعد من الشعب المهمة في الإدارة العامة للتحريات ومراكز الشرطة، حيث إنها تقوم بالتواصل مع ضحايا الجريمة بشكل عام، بل أيضا تقوم بالعمل على حل العديد من المشاكل الأسرية، وهي سند لكل من يلجأ إليها لحل مشكلة، أو المساعدة في أمر ما، مؤكداً أنه مع التوصل لحل أي مشكلة تكون هناك سعادة تغمر القائمين على تلك الشعبة، التي تشهد نشاطاً كبيراً منهم، مشيداً بالدور الكبير الذي تقوم به وعلى النجاحات التي تتحقق. من جانبها قالت ريم الأميري رئيس شعبة التواصل مع الضحية، إن المرأة العربية تواصلت في البداية بشكل شخصي معي بناء على نصيحة صديقة لها بعد أن فشلت في إيجاد والدتها على مدار 3 سنوات ماضية، وهي السنوات التي كثفت فيها بحثها عن الأم بعيداً عن الأب الذي كان يرفض كلياً أن يعطيها أي معلومات. ومن خلال عملية بحث وتحرٍ عبر شعبة التواصل مع الضحية رغم أن الابنة لم تكن تملك سوى الاسم الأول لأمها المدون في هويتها، ولكن بتكثيف عملية البحث والتحري تم التوصل للاسم الحقيقي للأم، والذي تبين أنه تم تغييره بعد زواجها من أحد أبناء الدولة الذي توفي لاحقاً، واستطعنا أن نصل لمكان إقامتها في إحدى مدن الدولة، وكانت مفاجأة للابنة، وطلبت أن تذهب إليها دون علم والدها في البداية حتى لا تضطرب العلاقة بينهما، وتم التواصل مع الأم وإخبارها بأن لديها ابنة تبحث عنها فردت أي واحدة منهن فكلهن تركن البلد في الطفولة وقطعن الصلة بي ولم أرهن منذ 40 عاماً، وعندما ذهبت الابنة إلى بيت والدتها وقرعت الباب فتحت الأم، وقالت لها أنا ابنتك، وارتمت في حضنها، ولكن الأم ردت أنت مش ابنتي وإذا كنت صادقة أريني يدك فأعطتها يدها اليمنى فقالت لها لا اليسرى، فمدت يدها فوجدت وحمة في اليد لا تزال تتذكرها فقالت لها أنت ابنتي الصغرى، واحتضنتها في مشهد عاطفي ساده البكاء بين الأم وابنتها. وأكدت الفتاة في اتصال هاتفي مع ريم الأميري أن اللقاء الأول كان فيه حذر إلا أن اللقاء الثاني كان أكثر حميمية، واختلف الأمر كثيراً، وأشارت إلى أنها أخبرت شقيقتيها بأنها وجدت الأم ولم يصدقا ووعداها بالحضور للدولة لرؤيتها ولكن بعد استئذان والدهما حتى لا يتسببا في غضبه منهما. وقالت المرأة إنها صارحت أبيها بالمقابلة التي تمت مع والدتها فلم يعلق على الأمر، وعرفت من أمها أنها حاولت أن تتواصل معهن عندما كن أطفالا إلا أن الأب ابتعد بهن لفترة ولم تتعرف على مكانهن، ثم تزوجت الأم وعاشت حياتها الأسرية الجديدة خاصة بعد إنجابها. وأشارت إلى أن أمها طلبت منها أن تصطحب ابنتها لتتعرف على حفيدتها ووعدتها الابنة بذلك في زيارة قادمة. وأكدت المرأة أن زوجة أبيها لم تقصر في تربيتهن على الرغم من إنجابها أربعة أطفال، أثناء تواجدهن معها وتربين جميعا تربية واحدة.
مشاركة :