بعيداً عن الملك والسلطان؛ تتجلى مشاهد قد تكون غائبة عن كثير من الناس. في يوم وفاة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز، وفي مثل هذه الحالة تلتقي الأسرة في الصلاة على الفقيد والدفن والعزاء. وفي الأفراح أيضاً يحدث هذا التجمع الأسري في مناسبة عامة، أو حول المحتفى به. في ذلك اليوم يوم أمس الأول – السبت.. تجلت مشاهد أخوية وأبوية عالية القيمة، يجدر بنا كشعب أن نؤكدها ونتعلم منها. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في مقدمة الحضور في جامع الإمام تركي، وأدى الصلاة على شقيقه الأمير تركي، وبعد الصلاة، تقدم لشقيقه الأكبر الأمير بندر معزيا ومقبلا يده. حال الأسرة المالكة، الكبير يحترم الصغير، والصغير يوقر الكبير. وهو حال الشعب السعودي الملتزم بالآداب الإسلامية والأخلاق العربية الأصيلة النبيلة. يوم أمس الأول، مثل كل الأيام في ارتباط المجتمع بالأسرة المالكة. وقد نقل الإعلام مشاهد مؤثرة لذلك اليوم، وهم يتابعون تحركات الملك سلمان – حفظه الله-. كبير الأسرة السعودية أجمع، ورأس هرم بلاد مهبط الوحي وأرض الرسالة. المراسم إذا صح لنا أن نسميها مراسم.. الصلاة إلى دفن الفقيد، في قبر مشابه لكل قبور أبناء الإسلام، على السنة المحمدية. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته. بيان الديوان الملكي كان الديوان الملكي السعودي، قد أعلن وفاة الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود. فجر السبت. وجاء في نص بيان الديوان الملكي: انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح هذا اليوم السبت 12 / 2 / 1438هـ صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالعزيز آل سعود، تغمده الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون. الفقيد في سطور هو الأمير تركي الثاني بن عبدالعزيز آل سعود، ولد في 1351هـ /1932م وتوفي فجر السبت 12 صفر 1438 هـ / 12 نوفمبر 2016م، هو الابن الحادي والعشرون من أبناء الملك عبدالعزيز – رحمه الله - من الذكور، وسمي تركي الثاني لأنه ولد بعد وفاة أخيه الأكبر تركي المتوفى عام 1337 هـ / 1918م. الأمير تركي الثاني – رحمه الله – عين في 16 ربيع الأول 1377 هـ الموافق لـ 10 أكتوبر 1957، أميرًا لمنطقة الرياض بالنيابة وذلك لسفر أمير المنطقة سلمان بن عبدالعزيز آل سعود برفقة الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود إلى خارج المملكة. وفي 10 جمادى الأولى 1389هـ الموافق 25 يوليو 1969 عين نائبًا لوزير الدفاع والطيران، وظل في هذا المنصب حتى عام 1403 هـ -1983، وأقام بمصر مع أسرته فترة. وفي عام 2010 قرر العودة إلى الرياض والاستقرار بها. مشاهد مؤثرة الدموع الغالية التي ذرفها خادم الحرمين على فراق شقيقه.. بكى الملك سلمان، واهتزت مع بكائه قلوب شعبه وذرفت معه الدموع. وكانت التعليقات في مواقع التواصل، تعزي وتواسي. الارتباط بين أفراد الأسرة المالكة من خلال حضور الصلاة والدفن والعزاء، هو نفسه الارتباط بين افراد الشعب. في الفرح والعزاء، هي العادات والتقاليد نفسها، وتعود المجتمع السعودي أن يكون له مواقفه المساندة والمواسية، والمساهمة بالمشاعر الصادقة. الجموع الغفيرة في الجامع والمقبرة، وكذلك في حضور العزاء مساء لخادم الحرمين وولي العهد وولي ولي العهد وأشقاء الفقيد وأبنائه، يؤكد عمق العلاقة وتوحد المشاعر. ومن الصور التي أثرت في السعوديّين عموما صورة نجل الفقيد الأمير اللواء فهد بن تركي العائد لتوه من جبهة القتال في الحد الجنوبي، وهو يرتدي بزّته العسكرية، لحضور جنازة والده، والعودة لأداء الواجب في حماية حدود الوطن مع الجنود الأبطال. من اليمين الملك فهد والأمير سلطان والأمير سلمان والأمير تركي بن عبدالعزيز الملك سلمان و شقيقه تركي الأميران نايف وتركي رحمهما الله خادم الحرمين يؤدي الصلاة على الأمير تركي خادم الحرمين يستقبل المعزين الفقيد محمولا على الأعناق إلى مثواه خادم الحرمين في مقبرة العود حيث وري الفقيد الثرى.. نظرة أخيرة
مشاركة :