العالم يضبط توجهاته على بوصلة ترامب

  • 11/14/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يضبط العالم حركته المتسارعة في المرحلة المقبلة على ساعة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ويحاول تحديد توجهاته في هذا المشهد الذي يسوده الكثير من الغموض وفق البوصلة التي يمسكها ساكن البيت الأبيض الجديد، خصوصاً أن مرحلة الحملة الانتخابية حملت الكثير من التصريحات التي وقف العالم عندها اما رافضاً أو مستهجناً. شكل هذا الأمر مجمل المواقف التي عبر عنها عدد كبير من الخبراء وصانعي القرار في عدد من العواصم المهمة، ومنها واشنطن وموسكو، اضافة الى عواصم الدول الخليجية في «ملتقى أبوظبي الإستراتيجي الثالث 6» الذي انطلقت فعالياته أمس، وينظمه مركز الإمارات للدراسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي و «مجلس الأطلسي»، في حضور أكثر من 400 شخصية مقربة من صانعي القرار، وبأجندة فيها قضايا سياسية وإستراتيجية في المنطقة والعالم الذي يشهد خلافات قوية بين رؤى مختلفة. وعبر وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات أنور قرقاش عن «الغموض» الذي يسود المنطقة، مؤكداً في كلمة الافتتاح: «أن أحداث الأسبوع الماضي أثبتت مجدداً أن السياسة لا يمكن توقعها، وفي ظل النظام الدولي الجديد الدور الأميركي أساسي، والاتجاهات المستقبلية للسياسة الخارجية الأميركية تثير الكثير من التكهنات والقلق، ويتبع ذلك بروز الشعور الشعبوي». وأضاف «نحن نواجه نظاماً دولياً متغيراً يحتاج إلى قيادة حكيمة وإلى استقرار العالم الذي تزداد الشكوك فيه في المجالات الاقتصادية والسياسية». وتابع: «حتى بمعايير الشرق أوسطية فهذه أوقات استثنائية وصعبة، والأزمات الإقليمية تعرض وجود الدول للخطر وتمزق النسيج الهش للكثير من المجتمعات، والسياسات الطائفية تقوّض النماذج الوطنية ومن الأهمية بمكان التعاون مع أصدقائنا وشركائنا في المجتمع الدولي، لتعزيز الحلول الإقليمية». واشار إلى أن «القضية الفلسطينية كانت مصدراً لعدم الاستقرار الإقليمي وانتشار التشدد والكثير من الحروب، كما أثرت في الاتفاق الإقليمي والدولي، وحتى لو كان الحل السياسي متاحاً فإن هناك عدم إرادة للقيام بالخطوات الضرورية في اليمن وليبيا... والإمارات تعمل بنشاط مع شركائها لدعم هذه العمليات، ففي اليمن خريطة طريق الأمم المتحدة توفر مخرجاً والمجتمع الدولي في حاجة اليوم لاستخدام كل وسائل الضغط المتوافرة لديه للتأكد من أن الأطراف اليمنية تقبل وتنفذ خريطة الطريق هذه». وزاد ان إيران استقوت بالاتفاق النووي الذي أبرم مع مجموعة 5+1، والذي كان فرصة حقيقية وتاريخية لها للبدء بعمل بناء تجاه جيرانها العرب، لكنها اختارت مواصلة توسعها السياسي ودعم الطائفية». وقالت رئيسة مركز الإمارات للسياسات الدكتورة ابتسام الكتبي إن أهداف الملتقى «تكتسي أهمية كبرى لأنه يعقد في ظل أزمات وصراعات مازالت مشتعلة في المنطقة، مثل الحرب في سورية واليمن والصراعات في ليبيا والعراق، وتصاعد الحملة العسكرية للقضاء على آخر مراكز داعش». ودعا الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى إلى التأني في إصدار أحكام مشيراً إلى وجود «عنصر مجهول مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وعلينا أن ننتظر إلى أن يطلع على الملفات وتقارير مختلف الوكالات ومراكز القرار قبل أن نتوقع الاتجاه الذي ستنحوه سياساته». وأكد المشاركون ضرورة وضع «خريطة جديدة تمنح وضوح أكبر لتوزيع القوة عالمياً بخاصة مع بروز الفاعلين دون الدولة»، خصوصاً مع بروز «عوامل متعددة تدفع باتجاه ضعف هيمنة الحكومات وصعود الفاعلين دون الدولة لملء الفراغ الناجم عن عدم استجابة الدولة أو تأخرها في الاستجابة لمتطلبات مواطنيها».

مشاركة :