فرنسا تحيي الذكرى السنوية الأولى للاعتداءات الإرهابية الأكبر في تاريخها

  • 11/14/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

كرمت فرنسا امس ذكرى ضحايا اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015 بمراسم تتسم بالبساطة غداة حفلة موسيقية رمزية لإعادة افتتاح مسرح باتاكلان أحياها المغني البريطاني «ستينغ» السبت. وفي 13 تشرين الثاني من العام الماضي، استهدفت سلسلة هجمات بالرشاشات والمتفجرات «أستاد دو فرانس» قرب باريس ومسرح باتاكلان ومطاعم عدة ما ادى الى مقتل 130 شخصاً وجرح 400 شخص آخرين، ما زال حوالى عشرين منهم يعالجون في مستشفيات. وتبنى تنظيم «داعش» الاعتداءات. وافتتح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المراسم امس، بإزاحة الستار عن لوحة تذكارية في الأستاد شمال باريس حيث سقط أول ضحايا الهجمات التي نفذها جهاديون. وتحمل اللوحة اسم مانويل دياس الذي قتل في تفجير أحد الانتحاريين لحزام ناسف عند أحد مداخل الأستاد. وبعد دقيقة صمت ووضع اكليل من الورود، تلا نجل الضحية نصاً يدعو الى «التسامح». ولم يلق هولاند اي كلمة اذ ان السلطات لا تريد ان تتهم «بالاستغلال السياسي» قبل ستة اشهر من الانتخابات الرئاسية. وزار الرئيس الاشتراكي ورئيسة بلدية باريس آن ايدالغو المواقع التي طاولتها الاعتداءات. ورفعا الستار عن خمس لوحات تذكارية اخرى تكريماً «للذين فقدوا حياتهم في هذه الأماكن»، مع اسماء الضحايا بعد موافقة عائلاتهم على ذلك. وتوجه هولاند بعد ذلك الى مطاعم «لوكاريون» و»لو بوتي كامبودج» و»لا بون بيير» و»لا بيل إيكيب»، في ذكرى 39 شخصاً قتلوا على هذه الأرصفة بالرشاشات. وفي المساء زار مسرح باتاكلان. وكان «ستينغ» اعاد السبت الحياة لهذه الصالة التي قتل فيها تسعون شخصاً. وبعد الوقوف دقيقة صمت حداداً على الضحايا، قدم ستينغ اغانيه «لنتذكر الذين فقدوا أرواحهم خلال الهجوم (...) ونحتفل بالحياة وبالموسيقى في هذا المكان التاريخي»، على حد قوله. وسببت المجزرة التي تبناها تنظيم «داعش» صدمة عميقة في فرنسا. وأعلنت بعدها حالة الطوارئ واتخذت إجراءات أمنية غير مسبوقة وساد بعض التشنج حيال المسلمين. واستهدفتها بعد ذلك هجمات اخرى. وتشهد البلاد باستمرار نقاشات بين الناجين وذوي القتلى لإبعاد الخوف والكراهية والألم. وكتبت صحيفة «لوباريزيان» في عنوانها الرئيسي: «لم نعد كما كنا من قبل تماماً»، مشيرة الى «الندوب» الباقية في «وجه فرنسا» من دوريات عسكرية الى إلغاء مناسبات كبيرة وإجراءات أمنية في المدارس وغيرها. وبعد سنة على الاعتداءات ما زال 56 في المئة من الفرنسيين غاضبين، كما كشف استطلاع للرأي اجرته الصحيفة. وحضر مراسم امس، امام مسرح باتاكلان الذي تم تجديده بالكامل ناجون من الاعتداء بمن فيهم اعضاء فرقة الروك الأميركية «ايغلز اوف ديث ميتال» التي كانت على خلاف مع ادارة المسرح بعد شكوك عبرت عنها حيال عدد من حراسه. ومن وضع اكاليل ورود الى دقيقة صمت وتلاوة اسماء الضحايا، تشبه المراسم تلك التي جرت بعد اعتداءات كانون الثاني (يناير) 2015 على صحيفة «شارلي ايبدو» الساخرة ورجال شرطة ويهود. كما نظم تجمع أمام بلدية الحي الأكثر تضرراً، أطلقت في نهايته بالونات. وعزفت امرأة كانت في طواقم الإسعاف ليلة الاعتداءات، على البيانو مقطوعة موسيقية بينما انشدت جوقة «أغنية أمل». وقالت وزيرة الدولة لمساعدة الضحايا جولييت مياديل ان «هناك رغبة حقيقية في ان تكون المراسم بسيطة. انها لحظة للضحايا وعلى الدولة دعمهم». ودعي الضحايا الى «طاولة مستديرة» بحضور طبيب نفسي ومؤرخ. وقالت كارولين لانغلاد من جمعية مساعدة الضحايا «لايف فور باريس» انه «من المهم لنا الا تكون القضية مسيّسة. بالنسبة للضحايا انه يوم حزن ولحظة تجمع». ورأس أسقف باريس الكاردينال اندريه فان تروا قداساً مساء في كاتدرائية نوتردام في ذكرى الضحايا. ووضعت فوانيس على طول قناة قريبة من عدد من الأرصفة التي استهدفتها الهجمات. ودعا رئيس احدى جمعيات مساعدة الضحايا «13 نوفمبر: فراتيرنيتيه اي فيريتيه» (أخوة وحقيقة) كل الفرنسيين الى المشاركة في احياء الذكرى، عبر اشعال شموع أمام نوافذ بيوتهم. وقال رئيس هذه الجمعية جورج سالين: «نريد ان يحتفظ يوم 13 تشرين الثاني بطابع رسمي مكرس تماماً لاستذكار الأحداث والذكريات والتضامن».

مشاركة :