يسعى المنتخب البرازيلي إلى الاستفادة من المعنويات المرتفعة للاعبيه من اجل إنهاء العام بأفضل طريقة وذلك عندما يزور ليما من اجل مواجهة مضيفه البيروفي الثلثاء في الجولة الثانية عشرة من تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال روسيا 2018. ويدخل فريق المدرب تيتي إلى مواجهته مع البيرو وهو يسعى إلى تكرار نتيجة لقاء الذهاب الذي حسمه على أرضه 3-صفر والثأر لخسارته أمام منافسه (صفر-1) في الجولة الثالثة الأخيرة من الدور الأول للنسخة المئوية من بطولة كوبا أميركا التي أقيمت أوائل الصيف في الولايات المتحدة، ما أدى إلى خروجه من الباب الصغير. ويأمل تيتي أن يستفيد من المعنويات المرتفعة جدا للاعبيه الذي لقنوا الغريمة الأزلية الأرجنتين درسا قاسيا من الجولة الماضية بسحقها 3-صفر، ما سمح للبرازيل في المحافظة على صدارتها برصيد 24 نقطة وبفارق نقطة عن الاوروغواي الثانية التي ستكون خصمتها المقبلة عندما تعود عجلة التصفيات في مارس/ آذار المقبل. وتقدم البرازيل أداء ملفتا منذ أن تولى تيتي مهمة الإشراف على المنتخب خلفا لكارلوس دونغا في يونيو/ حزيران الماضي إذ فازت في مبارياتها الخمس بإشرافه ولم تهتز شباكها سوى مرة واحدة في هذه المباريات، وهي تأمل أن تعود من ليما بفوزها السادس على التوالي بقيادة نيمار الذي سجل الهدف الثاني لبلاده ضد الأرجنتين ورفع رصيده من الأهداف الدولية إلى 50 هدفا في 74 مباراة، ما يعزز حظوظ هذا اللاعب البالغ من العمر 24 عاما بالتفوق على الرقم القياسي المسجل باسم بيليه (77 هدفا في 91 مباراة دولية). ومن المؤكد أن التغيير أعطى ثماره، لأنه حين تولى تيتي المهمة في يوليو/ تموز كان المنتخب البرازيلي في المركز السادس حيث كان متقدما بفارق الأهداف فقط على الباراغواي السابعة، لكنه انتفض بقيادة مدربه الجديد وحصد 15 نقطة من مبارياته الخمس معه ليتصدر بفارق 7 نقاط عن المركز الخامس الذي يخول صاحبه خوض الملحق القاري والذي يحتله حاليا المنتخب التشيلي أمام نظيره الأرجنتيني المهدد، اقله حتى الآن، بالغياب عن نهائيات كأس العالم للمرة الأولى منذ 1970. ولم يكن اشد المتفائلين في المعسكر البرازيلي يتوقع أن تنتهي مباراة الجولة السابقة بهذه النتيجة الساحقة وحتى أن تيتي نفسه اعترف بأنه لم يكن يتوقع أن يحقق فريقه نتيجة مماثلة، قائلا: "لم نكن نتوقع هذه النتيجة، كنت ننتظر مباراة صعبة، لكن الأهم هو طريقة اللعب التي اعتمدناها. نحن بطبيعة الحال سعداء وراضون عن أدائنا من الناحية الهجومية. لقد تطور مستوى هذا الفريق كثيرا وقد نجح في الصمود عندما كانت الأرجنتين تسيطر على الكرة". في المقابل اعترف نجم منتخب الأرجنتين ليونيل ميسي بان فريقه بلغ الحضيض لكنه واثق من قدرته على بلوغ النهائيات وقال "لقد بلغنا الحضيض لكننا ما زلنا أحياء، نحن مسئولون عن الوضعية الكارثية التي نجد أنفسنا فيها. نحن واعون تماما بان أنصار المنتخب ينتظرون المزيد منا لكن يتعين عليهم التحلي بالصبر". وأضاف "يتعين تغيير الكثير من الأمور في مواجهة كولومبيا للفوز بها. نحن في حاجة إلى نتيجة ايجابية لإحداث تغيير في دينامية الفريق". في المقابل اعتبر مدرب الأرجنتين ادغاردو باوتزا بان فريقه لم يكن يستحق الخسارة بهذه النتيجة وقال: "من الصعب تقبل هذه الهزيمة، لا اعتقد بأننا نستحق الخسارة بهذه النتيجة. كانت المباراة متكافئة جدا لكن نقطة التحول كانت مع الهدف الثاني". الأرجنتين تعول على سجلها أمام كولومبيا وبطبيعة الحال ستسعى الأرجنتين جاهدة إلى استعادة توازنها وتحقيق فوزها الأول منذ الجولة السابعة (تعادلت بعدها أمام فنزويلا والبيرو وخسرت أمام الباراغواي والبرازيل)، لكن المهمة لن تكون سهلة بتاتا أمام ضيفتها كولومبيا التي تحتل المركز الثالث لكن بفارق نقطتين فقط عن ميسي ورفاقه. ومن المؤكد أن ميسي ورفاقه يأملون تجنب إحراجا آخر على أرضهم وبين جماهيرهم الذين شاهدوهم يسقطون في الجولة الأولى أمام الإكوادور (صفر-2) ثم اكتفوا بالتعادل أمام الغريمة الأزلية البرازيل (1-1) قبل السقوط في معقلهم مجددا وهذه المرة ضد الباراغواي (صفر-1) في الجولة العاشرة. ويعول الأرجنتينيون على سجلهم المميز أمام كولومبيا إذ لم يخسروا أمامها في المواجهات الست الأخيرة، آخرها في الجولة الرابعة عندما فازوا عليها 1-صفر خارج قواعدهم، علما بان هزيمتهم الأخيرة أمامها تعود إلى العام 2007 (1-2) في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا 2010. ومن جهتها، تأمل الاوروغواي المحافظة اقله على فارق النقطة الذي يفصلها عن البرازيل المتصدرة أو اقتناص الصدارة في حال تعثر الأخيرة في ليما، وذلك عندما تحل ضيفة على تشيلي التي تلقت ذهابا في مونتيفيديو هزيمة قاسية بثلاثية نظيفة في أول مواجهة بين الطرفين منذ أن أقصت "لا سيليستي" من الدور ربع النهائي لبطولة كوبا أميركا 2015 في طريقها إلى اللقب الذي احتفظت به هذا العام. وفي المباريات الأخرى، تلعب الإكوادور الرابعة مع ضيفتها فنزويلا التاسعة قبل الأخيرة، وبوليفيا متذيلة الترتيب مع الباراغواي السابعة والتي تتخلف بفارق نقطتين فقط عن المركز الرابع المؤهل مباشرة إلى النهائيات.
مشاركة :