يؤكّد الكاتب الصحفي تركي الدخيل؛ أن شعب المملكة لا ينسى تاريخه القديم؛ لكنه لن يعيش في ذلك الماضي؛ لافتاً إلى التحوّل في حياة المواطن، من حياة البداوة إلى العصر الحديث؛ حيث التنقل بالسيارات والطائرات، وذلك تعليقاً على كتاب المهندس علي النعيمي؛ وزير النفط السعودي السابق، (من البادية إلى عالم النفط)، ويروي الدخيل؛ كيف عاش النعيمي؛ طفولته حافياً، لكنه أصبح مهندس سياسة النفط في العالم لما يزيد على عشرين عاماً. في مقاله "وزير النفط .. الحافي!" بصحيفة "عكاظ"، يقول الدخيل: "لو قلتُ لك: إن وزير نفط أكبر دولة نفطية في العالم، السعودية، لم يلبس حذاءً، حتى بلغ التاسعة من عمره، ذلك أنه كان يتنقل مع أمه البدوية، ويرتحل مع عشيرتها الكبيرة، ثماني سنوات، طلباً للماء والكلأ.. فهل تصدقني؟! .. لكن هذه هي الحقيقة، التي تحدّث عنها المهندس علي النعيمي؛ وزير النفط السعودي السابق، في كتابه الأخير: (من البادية إلى عالم النفط)، الذي صدر قبل أيام .. الوزير الثمانيني، الذي ترك منصبه، قبل أشهر (مايو 2016)، بعد أن أمضى فيه أكثر من واحد وعشرين عاماً، أحد أفراد جيل عاش الفقر والغنى في بلادنا". ثم يرصد الدخيل؛ رؤية الجيل الجديد لهذا الماضي، ويقول "بالنسبة للجيل الجديد، مواليد ما بعد 2000 مثلاً، يبدو الحديث عن بدوٍ رُحّل، أشبه ما يكون بأسطورة، أو بفيلم من أفلام الخيال! .. لكنها، حقيقة، عاصرها قومٌ يعيشون بيننا وهم بصحتهم". يعلّق الكاتب قائلاً "أتفهم نفور الجيل الجديد، من تكرار الحديث في هذه القصة، لكنها حكاية وطن، كان يمشي حافياً كأبنائه، ثم أصبح يركب طائرة وسيارة". ويخلص الدخيل؛ إلى حكمة يقول فيها "الأمم لا تنسى تاريخها.. وإن كان يجب ألا تعيش فيه فقط!".
مشاركة :