بينت دراسة أميركية حديثة، أن جيناً في جسم الإنسان يتحكم برغبته في تناول كميات كبيرة من ملح الطعام. وذكر موقع «دايلي مايل» البريطاني، أن الإنسان يحمل مجموعة مميزة من مستقبلات التذوق، التي تعطي تصوراً فريداً لطعم الأغذية من حيث ملوحتها وحلاوتها وحدّتها. ووجد الخبراء من جامعة كنتاكي الأميركية، أن الأشخاص الذين لديهم الجين TAS2R38 معرضون لتناول كميات أكبر من الملح بمقدار الضعف تقريباً، مقارنة بالاشخاص الطبيعين. وحلل الباحثون العادات الغذائية لحوالى 407 أشخاص متوسط أعمارهم 51 عاماً حاملين الجين TAS2R38، وعرضة للإصابة بأمراض القلب، آخذين بالاعتبار العوامل التي قد تؤثر في التذوق والنظام الغذائي مثل: السن، الوزن، التدخين واستخدام أدوية ضغط الدم. وأوضح الخبراء أن الاشخاص الحاملين هذا الجين يميلون إلى تناول الأطعمة ذات المذاق المُر مثل الخضراوات الخضراء الداكنة، فضلاً عن تناول الأطعمة غير الصحية، كما أنهم أكثر عرضة بـ1.9 مرة لاستهلاك كمية أكبر من تلك الموصى بها من الملح، وهي 5.75 غرام. وقالت الباحثة جنيفر سميث، أن «العوامل الوراثية التي تؤثر في التذوق ليست بالضرورة أن تكون واضحة للناس، لكنها يمكن أن تؤثر في صحة القلب من طريق الأطعمة التي نختارها»، لافتة إلى أن كميات الملح تأتي من تناول الأطعمة المصنعة والوجبات الجاهزة، أحد العوامل التي تسبب ارتفاعاً في ضغط الدم، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. وأشارت سميث إلى أن الأفراد ممن يمتلكون ذلك الجين يستهلكون الملح لتحسين مذاق الطعام المُر، ما يؤدي إلى زيادة كميات الصوديوم، لافتة إلى أن استخدام التوابل الأخرى يعد حلاً فاعلاً في تحسين المذاق المُر. وعلى رغم أن عدد المستهلكين للملح قد انخفض بنسبة 11 في المئة خلال العقد الماضي في بريطانيا، إلا أن أحدث الأرقام الرسمية تشير إلى أن الشخص البالغ يستهلك ثمانية غرامات من الملح يومياً. ويعمل الأطباء في جامعة أدنبرة حالياً، على اختبار عقاقير من شأنها خفض الرغبة الشديدة في تناول الملح، خصوصاً لدى مرضى القلب.
مشاركة :