إرهابيون.. وكفار أيضاً - منيف الصفوقي

  • 11/15/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الفتوى الدينية تحتاج إلى عالم شرعي معتبر، ومن نعمة الله على المسلمين أن الإسلام دين عقل أيضاً، وهناك أشياء من الوضوح أنها لا تحتاج إلى عالم شريعة بل إلى عاقل للحكم عليها، ومثال على ذلك، هل يعد من يقصف بيت الله الحرام بالصواريخ إرهابيا؟ الجواب البديهي أنه «إرهابي»، لكن السؤال خطأ، فالسؤال يجب أن يكون هل يعد مسلماً؟، لأنه استهدف قبلة المسلمين، ومهبط الوحي، وأقدس مكان عند المسلمين. الإرهابي من الممكن أن يكون مسلماً، ومن الممكن أن يكون غير مسلم، وهذا موجود، لكن أن يهاجم إرهابي مقدسات المسلمين ويظل مسلماً، فهذا صعب على العقل تقبله لمناقضته منطق العقل أساساً، وعليه يجب عد إطلاق تسميات من قبيل «إرهابي» و»مجرم» كلمات تلطيف ومواربة للكلمة الحقيقية، وهي «كافر». جريمة الحوثي في ميزان العقل عبرت بالإرهاب إلى الكفر، ومن شدة وضوحها لا تحتاج إلى فقيه لدراستها، والكفر أيضا ينسحب على من يرعى هذا المارق عن الدين، وأعني هنا إيران، وكل من يرضى بما تفعله ويعين عليه ويعتقد معتقدها الباطل، فالمقبور الخميني قال مراراً إنه سيهدم الكعبة المشرفة، ومثله قالها الكثير من أركان حكمه وأذنابه، وسبقت أذنابها إلى تنفيذ تفجيرات في الحرم الشريف في مواسم الحج. ما ينسحب على حرم الله في مكة المكرمة ينسحب على بيوت الله في أي مكان، فذيل إيران النجس في اليمن استبق ثورة اليمنيين بأعوام وعاث تدميرا في مساجد المناطق التي دخلتها عصاباته، وتوج حربه على الإسلام باستهداف بيت الله بصاروخ إيراني. نظام الملالي هو الراعي للميليشيات الشيعية في العراق التي دمرت آلاف المساجد وحولتها إلى أنقاض وإلى مكبات للنفايات. هذا النظام دمر إلى جانب الأسد في أول ثلاثة أعوام من عمر الثورة السورية1450 مسجدا، وبعدها عشرات المدن حولت إلى ركام، ونتيجة هذا السعار في الفتك ببيوت الله أوقف السوريون صلاة الجماعة لأنها تحولت إلى هدف. في ثلاثة بلدان عربية: العراق وسوريا واليمن، دمرت إيران ومليشياتها الشيعية آلاف المساجد، وقتلت الأئمة والمصلين، وهذا أول فعل يفعلونه بعد دخول المناطق المسلمة، وللمفارقة فهو عكس أول فعل قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وصل المدينة المنورة، الذي كان بناء مسجد قباء، ولهذا في ميزان العقل مجددا من الواضح أن نظام الملالي وأذنابه يعملون عكس عمل المسلمين، وعكس عمل المسلمين هو عمل الكفار، فهل تجرؤ جهات ومنظمات إسلامية معتبرة مثل الأزهر أو مجمع الفقه الإسلامي أو رابطة العالم الإسلامي أو منظمة التعاون الإسلامي، على أن تجاري العقل، وتصدر فتوى للتاريخ؟

مشاركة :