اتخذ الحصار الذي فُرض على بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية من قبل بلدة اللبوة المجاورة على خلفية منع تسرب السيارات المفخخة منها عبر اللبوة الى بقية المناطق اللبنانية، منحى خطراً، اذ تواصل النزوح السوري الى البلدة حتى بلغ عدد النازحين فيها نحو مئة الف نسمة فيما لا يتجاوز عدد ابناء البلدة الـ40 الف نسمة. وبات في عرسال 35 مخيماً لايواء النازحين ويعيش الجميع أجواء ضاغطة ان على مستوى تسرب المزيد من النازحين أو على مستوى غياب ممثلي المنظمات الدولية للإغاثة. ونشطت أمس الاتصالات لإزالة السواتر الترابية التي سد فيها عناصر من «حزب الله» من اللبوة الطريق نحو عرسال لليوم الرابع على التوالي. وتواصلت القيادات الامنية مع رئيس «وحدة الارتباط والتنسيق» في «حزب الله» وفيق صفا لفتح الطريق. وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري لـ»الحياة» ان فاعليات اللبوة التي تواصل معها وعدته «بفتح الطريق بعد الانتهاء من تشييع الشابين اللذين سقطا في التفجير الانتحاري ليل الاحد الماضي في بلدة النبي عثمان، وان احداً لا يريد الفتنة، هناك من يريد إلباسنا تهمة الارهاب ولا نريد ذلك». ولفت الى انه «اذا لم يتم ذلك فلتغلق كل الطرق في لبنان». ولاحقاً قال الحجيري «ان احداً لن ينزل الى الطريق ليلاً للتأكد اذا فتحت الطريق خصوصاً ان احداً لم يبلغنا باعادة فتحها، ويبدو ان كل طرق لبنان ستقفل». وعلى خلفية اغلاق الشريان الوحيد لعرسال، اقدم شبان ظهر أمس، على قطع الطريق الدولية في منطقة تعلبايا (البقاع الاوسط) امام المسجد بالاتجاهين بالحجارة «تضامناً مع أهالي عرسال» وشمل القطع مساء طريق قب الياس - عميق. وعقد في أزهر البقاع اجتماع لعلماء البقاع وفعاليات المنطقة وبعض رؤساء البلديات، وتداول الحاضرون في التطورات المتسارعة في منطقة البقاع الشمالي، وعلى رأسها إغلاق طريق عرسال من قبل أهالي اللبوة. ونقل موقع «ناو» الاخباري الالكتروني عن المجتمعين «أن المجال لا يزال مفتوحاً لمزيد من الاتصالات لفتح الطريق، وإلاّ فإن الأمور ذاهبة باتجاه إقفال جميع طرق البقاع وأهمها طريق ضهر البيدر - بيروت، وطريق المصنع الدولية، وطريق سعدنايل - بعلبك». وأكد رئيس بلدية اللبوة رامز أمهز «ان أهل اللبوة لن يقطعوا المساعدات الغذائية عن بلدة عرسال». وقال نائب رئيس بلدية عرسال احمد الفليطي لـ»الحياة» ان «لا منفذ لعرسال سوى طريق الزفت المقطوعة واذا ما تحركت سيارة في اتجاه الساتر يجري اطلاق النار عليها، اما الطرق الترابية التي توصل عرسال برأس بعلبك فهي مزروعة بالالغام من قبل «حزب الله» وكذلك طريق عرسال - الفاكهة». واكد ان «ولاءنا للجيش اللبناني» وامل بان «يتعامل الجيش مع اغلاق طريق اللبوة كما يتعامل مع اغلاق طرق اخرى في لبنان». وتخوف من استهلاك كمية الطحين الموجودة في البلدة اذا ما استمر حصارها، مشيراً الى ان المنظمات الدولية «سبق ان تعرض ممثلوها الى مضايقات من «حزب الله» والآن يمنع عليهم كلياً الوصول الى عرسال». وشيعت امس بلدة الفاكهة خليل خليل (أحد عناصر «حزب الله») الذي قضى اثناء اعتراضه السيارة المفخخة التي انفجرت في النبي عثمان. وواكب النعش حشد من الفاعليات والاهالي وعناصر حزبية ارتدت ثياب القتال، وتخلل التشييع اطلاق نار في الهواء والتلويح برايات الحزب ونثر الرز على النعش الذي لف براية الحزب. الحدود الشمالية وعلى الحدود الشمالية اللبنانية مع سورية، اوقف عناصر من «القوة الامنية المشتركة لضبط ومراقبة الحدود» عند حاجز لها عند المدخل الجنوي لبلدة شدرا (عكار) خمسة سوريين دخلوا خلسة الى الاراضي اللبنانية عبر احد المعابر غير الشرعية، عند الضفة اللبنانية لمجرى النهر الكبير في منطقة وادي خالد. وتم تحويلهم الى الجهات المختصة لمتابعة التحقيقات. وكان السفير البريطاني لدى لبنان توم فليتشر جال على عدد من البلدات الحدودية الشمالية، وسط تدابير امنية مشددة للجيش. وشملت الجولة: شدرا، عندقت، منجز، العبودية وقاعدة القليعات الجوية (مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض). وكان عدد من علماء البقاع الغربي وقّعوا على وثيقة مشتركة نصت على «تأكيد تحريم التنازع والاقتتال بين الاخوة وكل أشكال التعصب والتحريض المذهبي. والتزام الخطاب الهادىء المنفتح البعيد عن التعصب، ورفض لغة التخوين والتكفير المتبادل وإدانة كل اشكال العنف والارهاب، وتأكيد عدم تغطية او مناصرة اي مخل بالأمن، واقامة تشاطات مشتركة يحضرها المسؤولون للتشجيع على الحوار وتوجيه الخطاب ضد العدو الصهيوني والالتفاف حول مشروع الدولة الحاضنة للجميع، ودعوة الاعلام الى التحلي بروح المسؤولية والمواطنة». لبنانالحكومة اللبنانية
مشاركة :